من حكايات كليلة ودمنة (9).. الغراب والبوم عاقبة الثقة بالأعداء
آخر تحديث: الأربعاء 3 أبريل 2024 - 5:20 م بتوقيت القاهرة
أدهم السيد
بين سطور قصص كليلة ودمنة، تتجلى المواعظ والعبر، فعلى الرغم من أن شخصياتها تتألف من الحيوانات، إلا أنها تعكس واقع البشر وتقدم دروسا قيمة تنطبق على حياتنا اليومية.
ومن بين هذه الحكايات، تبرز حكاية الغراب الذي هزم جيش البوم.
ويحكى أن جيش من البوم أغاروا على الغربان وكان البوم أقوى وأشد بطشا فقتلوا الغربان مقتلة عظيمة.
استشار ملك الغربان الوزراء للوصول لحل مع البوم، فأشار أحدهم بالقتال وآخر بالهروب وثالث بالصلح ورابع بما يشابه البقية وأما الخامس فقد اختار الحيلة.
طلب الوزير الخامس من الغربان أن يبرحوه ضربا ثم يلقونه في طريق البوم فنفذ الغربان خطة الوزير.
عثر البوم على وزير الغربان مثخن بالنقرات والضربات فأخذوه لملكهم فكذب عليه وزير الغربان وأخبره بأن ملكه غضب منه لنصيحة حكيمة أعطاها له وأمر بضربه ثم إن وزير الغربان أقنع ملك البوم بأن يتخذه مستشارا.
شاور ملك البوم وزراءه فأشار أحدهم بقتل الغراب الذكي وأشار أحدهم إلى الاحتراس منه وأشار بقية بقبول الغراب بينهم وكانوا الأكثرية.
أكرم ملك البوم الغراب وقربه منه وأما الغراب فزاد في تملقه وادعى ذات يوم إنه يود لو يسخط فيصبح بومة.
تشافى الغراب من جراحه وصادق البوم وملكهم خاصة واطلع علي أسرارهم وكان هذا هدفه.
عاد الغراب الوزير لجماعته الغربان وأخبرهم بالخطة النهائية لحسم المعركة.
وطلب الغراب الوزير من جماعته الغربان بأن يتعقبوا البوم لإحدى المغارات المعتاد اجتماعهم بها ومن المصادفة إن حولها كميات كبيرة من الحطب ليشعلوا على البوم مغارتهم.
حضر البوم للمغارة بالوقت المطلوب وأما الغراب المحتال فقد سرق جذوة نار من راعي أغنام قريب وأشعل بها الحطب حول المغارة.
وأخذ الغربان يخفقون بأجنحتهم على النار ليزداد توهجها.
وأما البوم الذين وثقوا بالغراب فمنهم من خرج من المغارة واحترق بالنار ومنهم من مكث بالداخل فمات مختنقا بالدخان وحسم الغربان المعركة بخصلة الثقة بالأعداء التي وقع فيها البوم.
أقرأ أيضا: