- السفير الأمريكي الجديد يصل الرياض.. والمملكة تفرج مؤقتا عن 4 ناشطات حقوقيات
فشل مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس الخميس، في إبطال حق النقض (الفيتو) الذي استخدمه الرئيس دونالد ترامب ضد قرار ينهي الدعم العسكري الأمريكي للتحالف بقيادة السعودية في حرب اليمن، ما يعتبر انتصار لسياسة البيت الأبيض القائمة على مواصلة دعم المملكة.
وصوت المجلس بأغلبية 53 صوتا مقابل 45 لصالح القرار، ليخفق في حشد أغلبية الثلثين اللازمة لإبطال حق النقض برغم انضمام بضعة أعضاء جمهوريين من رفاق ترامب إلى الديمقراطيين في دعم ما يعرف بمشروع قانون صلاحيات الحرب.
كان هذا ثاني فيتو يستخدمه ترامب خلال رئاسته وأخفق المشرعون في إبطالهما، وفقا لوكالة رويترز.
كان صدور القرار في وقت سابق هذا العام أول مرة يقر فيها مجلسا النواب والشيوخ بالكونجرس بندا في قانون صلاحيات الحرب يقيد قدرة الرئيس على إرسال قوات للمشاركة في عمليات دون موافقة الكونجرس.
وقال مؤيدو القرار إنهم يريدون استعادة سلطات الكونجرس الدستورية في إعلان الحرب، وتوجيه رسالة قوية إلى التحالف بقيادة السعودية في اليمن بشأن الخسائر المدنية الهائلة للحرب الأهلية المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
وأسفرت الحرب في اليمن، التي يخوضها التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص. وتسببت كذلك فيما تصفها الأمم المتحدة بالأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم إذ تقف البلاد على شفا المجاعة.
من جهة أخرى، قالت السفارة الأمريكية في السعودية فى بيان إن السفير الأمريكي الجديد، الجنرال المتقاعد جون أبي زيد، وصل إلى الرياض، ليشغل المنصب الشاغر منذ تولي ترامب السلطة قبل أكثر من عامين.
ورشح ترامب أبي زيد للمنصب في نوفمبر الماضى وأقر مجلس الشيوخ تعيينه في أبريل الماضى وقاد أبي زيد القيادة المركزية الأمريكية خلال حرب العراق.
ونقل البيان عن أبي زيد (68 عاما) قوله: "تعمل كل من السعودية والولايات المتحدة معًا كل يوم على حماية أمن بلدينا وتعزيز الرخاء والتنمية الاقتصادية إلى جانب بناء العلاقات بين شعبينا للحفاظ على علاقتنا قوية".
ودعا كثيرون في واشنطن إلى اتخاذ موقف أشد تجاه السعودية فيما يتعلق بقضايا منها سجن ومزاعم تعذيب ناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة، ومقتل مدنيين في الحرب باليمن، ومقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى داخل قنصلية المملكة بإسطنبول.
غير أن ترامب يحجم عن الضغط بقوة على الرياض وأرجع ذلك إلى مشترياتها التي تقدر بمليارات الدولارات من العتاد العسكري الأمريكي واستثماراتها في الشركات الأمريكية فضلا عن دورها كثقل إقليمي مهم في مواجهة إيران.
فى غضون ذلك، قال نشطاء حقوقيون، أمس الخميس، إن السلطات السعودية أفرجت مؤقتا عن أربع نساء أخريات على الأقل يحاكمن بتهم تتعلق بنشاطهن في مجال حقوق الإنسان والاتصال بصحفيين ودبلوماسيين أجانب.
وقال النشطاء ومنظمة القسط الحقوقية السعودية ومقرها لندن إنه تم الإفراج عن هتون الفاسي وأمل الحربي وميساء المانع وعبير نمنكاني.
وكانت السلطات قد أفرجت قبل نحو شهر عن ثلاث ناشطات أخريات بشرط مثولهن أمام المحكمة.
وجرت أغلب الاعتقالات، وعددها نحو 12، في العام الماضي خلال الأسابيع التي سبقت وأعقبت رفع حظر قيادة المرأة للسيارة في المملكة، ووسط جهود لتخفيف القيود الاجتماعية وتعزيز الاقتصاد.
وتكهن نشطاء ودبلوماسيون بأن الاعتقالات ربما كان المقصود منها توجيه رسالة للنشطاء لعدم الدفع بمطالب لا تتسق مع جدول أعمال الحكومة. لكن ولي العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان نفى ذلك واتهم الناشطات بالعمل لحساب المخابرات القطرية والإيرانية.