حكايات من مصر (21).. حكايات الأدميرال الإنجليزي «سيمور وش القملة»

آخر تحديث: الإثنين 3 مايو 2021 - 11:56 م بتوقيت القاهرة

إعداد - عبدالله قدري

وصل الأدميرال "بوشان سيمور" بأسطوله إلى ميناء الإسكندرية في مايو 1882، وهو في قمة عنجهية الاستعمارية، مليئاً بالصلف والكبرياء، يتعامل مع كل الناس باعتبارهم أشياء، حسب ما يقول الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى في كتاب "هوامش المقريزي".

ولسبب ما فان المصريين لم يستظرفوا الأدميرال، ولم يهتزوا من صلفه، وسخروا من وقاحته، واستخفوا الطلب الذي جاء لينفذه : نفي زعيمهم « عرابی» خارج البلاد، وتغريب زميليه في قيادة الثورة - عبد العال علمی وعلى فهمي ـ إلى ريف مصر .

ولأن الشعب المصرى خفيف الظل يكره الابتذال ، فان تصرفات «سيمو » الطفولية التي لا تناسب مقامه الأدميرالي - استفزته ۰۰ فمنذ أوائل يوليو ۱۸۸۲، أخذ الادميرال يكاتب «طلبة باشا عصمت » قومندان الإسكندرية، طالبا منه عدم تحصين طوابي الاسكندرية لأن هذا يمثل في رأى الأدميرال المغرور إهانة للاسطول الانجليزي ، وهدد بأنه لن يسكت عن هذه الإهانة، ما لم يسحب القومندان المدافع من الطوابي، ويتركها مهددة كما هي.

وضرب المصريون كفا على كف، وهم يرون أدميرال طويلا عريضا يقدم طلبا ـ بايخا ـ كهذا منتظراً من العساكر المصرية أن تنسحب من الطوابي المصرية معتبرًا وجودها في طوابيها لا محاصرته لها هو العمل الاستفزازي ، وعلى الفور أطلق عليه المصريون اللقب الذي يتناسب مع طلباته الغريبة، فسموه "سيمور وش القملة" وسارت مظاهراتهم في الشوارع تهتف " مين قالك تعمل دي العملة".

لكن الأدميرال ضرب طوابي الإسكندرية بمدافع أسطوله، فأصبح عدواً للشعب المصري، وصار الشعب يسخر من الأدميرال، وسار عوام القاهرة يوما وبينهم حمار وعلى ظهره كلب أسود، وعلى رأس الكلب قبعة بالية، وهم يزفونه منشدين نشيد الأدميرال: ياسيمور يا وش القملة.. مين قالك تعمل دي العملة؟َ

واستمرت المظاهرات حتى وصل إلى سراي الخديو في عابدين وهناك ذبح المتظاهرون الكلب سيمور.

الطريف في الأمر أن سيمور توفي في عام 1929.. لكن الوجدان المصري لم يكن قد نسي ما حدث، فقد خرجت مجلة "الكشكول" وعلى صفحتها الثالثة خبر بعنوان "وفاة الأدميرال سيمور وش القملة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved