النقاد يشيدون بمسلسل خلي بالك من زيزي

آخر تحديث: الإثنين 3 مايو 2021 - 5:13 م بتوقيت القاهرة

إسراء زكريا

في موسم درامي متخم بالأعمال، استطاع مسلسل "خلي بالك من زيزي" لفت أنظار الجمهور منذ بدء عرضه، محققا ردود أفعال إيجابية، كونه يناقش العديد من القضايا والصراعات الأسرية في ظل التطور والانفتاح الحالي بطريقة واقعية دون مبالغة.

وحرص عدد من النقاد على الإشادة بالعمل، كاشفين أسباب نجاحه عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، نستعرض أبرزها في السطور التالية:

قال الناقد محمود عبد الشكور: "تصورته من خلال عنوانه مجرد سيت كوم خفيف، لكن مسلسل (خلي بالك من زيزي) عمل هام ومتفرد، وهو مفاجأة حقيقية على مستويات كثيرة".

وأوضح: "العمل دراما ناضجة، أشرفت مريم نعوم على كتابتها، ورسمت شخصياتها بشكل ممتاز، بل إننا تقريبا في منطقة رمادية طوال الوقت، ويترجم ذلك بدقة وبإتقان المخرج كريم الشناوي، وبأداء مدهش من الممثلين".

ويقصد عبد الشكور بالمنطقة الرمادية، أن الأحداث ليست ذات جانب واحد بسيط، فحكاية زينب أو زيزي مثيرة للضحك، ولكن تكمن خلفها مشكلة مؤلمة تماما: امرأة تعاني اضطرابا سلوكيا، وفشلا عائليا، ولذلك تثير أيضا الرثاء والتعاطف، والزوج على الجانب الآخر لا يكره زوجته التي اعتدت عليه، ولكنه مجروح الكرامة، لا يمكنه أن يعود كما كان، ويعاني صراعا داخليا صعبا، أما التفاصيل الإنسانية فهي حاضرة على كل الاتجاهات، والمعالجة جادة وكوميدية ونفسية واجتماعية وقانونية في نفس الوقت، وهو أمر مركب وصعب، ومع ذلك يتغير المود بشكل سلس وممتع.

وأبدى عبد الشكور إعجابه بأداء الفنانة أمينة خليل، وقدرتها المبهرة على التحول بين الجد والهزل في المشهد الواحد، كما أن لغة الجسد لديها مناسبة لكل موقف، وكذلك طريقتها في التحدث سريعا، كما أشاد أيضا بأداء الفنان علي قاسم، الذي يمتلك موهبة كبيرة جدا، تجعل من جسد ووجه الممثل أداة طيعة ومرنة تساعده في التعبير عن انفعالاته بسرعة وبانضباط كاملين.

وأشار إلى أن ما شاهده حتى الآن يعد بدراما اجتماعية من طراز رفيع، تسرد بطريقة ممتعة للغاية، عن "الشخصيات المختلفة" التي تستحق التعب لمساعدتها، عن الجوانب الخفية في طفولتنا، والتي تؤثر على مستقبلنا كله، عن غير المتكيفين مع ظروفهم وواقعهم، سواء نفسيا أو عاطفيا أو اجتماعيا، عن علاقتنا بأنفسنا وبالآخر، عن الإنسان مستودع العجائب، وعن ضرورة أن نساعد ونواجه أنفسنا بنفس الدرجة التي نحتاج فيها إلى مساعدة الآخرين، ينطبق هذا على زيزي وعلى الجميع، بمن فيهم أطباء النفس، وخبراء تعديل السلوك.

فيما قالت الناقدة ماجدة خير الله: "خلي بالك من زيزي فيه تفاصيل حياتية مدهشة، قدمها المخرج كريم الشناوي بروح إبداعية كاشفة عن موهبة حقيقية في استيعاب التكوين النفسي للأبطال".

واتفقت مع الناقد محمود عبد الشكور، فيما قاله حول أداء الفنانة أمينة خليل، حتى أنها شبهت قدرتها على تقديم دور معقد لفتاة مهووسة بذاتها منفلتة الأعصاب تدير الحياة من وجهة نظرها فقط، وتقيم الدنيا إذا لم يخضع كل من حولها لرغباتها، ببطلة ترويض النمرة لشكسبير بمعالجة معاصرة لتركيبة الشخصية وحكاية مختلفة.

كما أثنت على أداء الفنان علي قاسم، الذي اعتبرته أحد مفاجآت المسلسل، موضحة أن صوته ونظرته المندهشة، وطريقته في كظم الغيظ وابتسامته الخجولة أحيانا، من أهم العناصر التي يعبر بها عن طبيعة الشخصية.

وأكملت إشادتها بباقي أبطال العمل، خاصة كلا من صفاء الطوخي وسلوى محمد علي، اللتين وصفتهما بالعظيمتين، مؤكدة أن ما تقدماه إبداع صادق نادر تقديمه في عمل فني.

أما الناقد رامي المتولي، فيرى أن مسلسل "خلي بالك من زيزي" أفضل عمل درامي اجتماعي يعرض خلال ماراثون رمضان الجاري، كونه يركز على المرض ودوره وتأثيره في ترابط وتفكك الأسرة بسبب الجهل بالعلاج أو التعامل معه على أنه سلوك عادي، مؤكدا نجاح صناعه في عرض اختيارهم على الشاشة، فالشخصيات وتفاصيلها واضحة بشكل كبير، إلى جانب التعامل مع الكثير من المشاكل التي تواجه المجتمع ولا تحظى بالاهتمام الجيد بأسلوب مبسط وجمالي.

وأضاف أن من خلال العمل نستطيع متابعة تأثيرات التنمر عند الأطفال والكبار، العلاقات الزوجية عن بعد بسبب سفر الزوج، الوصول إلى حالة الجمود بعد مرور عشرات السنين على الزواج، ما يجعل المسلسل الأكثر تصديًا للمشاكل العاطفية خاصة مع ظهور المشكلات الحديثة بسبب تطور وانفتاح المجتمع على أدوات تواصل متقدمة تكنولوجيًا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved