ترامب يدلي بتصريحات كاذبة حول تعامل الديمقراطيين مع الاحتجاجات الأمريكية

آخر تحديث: الأربعاء 3 يونيو 2020 - 10:27 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

في حلقة جديدة من تصريحاته المثيرة للجدل، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات كاذبة وتداعيات حول كيفية تعامل 3 مسئولين ديمقراطيين مع الاحتجاجات العنيفة التي ضربت البلاد بعد وفاة المواطن جورج فلويد في قسم الشرطة بولاية مينيابوليس الأمريكية.

ترامب اتهم الحكام والعمد الديمقراطيين بالتورط في تفاقم الأوضاع، وتشجيع اندلاع الاحتجاجات، فاتهم عمدة واشنطن بعدم السماح لشرطة العاصمة بالتدخل خلال الاحتجاجات التي اشتعلت خارج البيت الأبيض، مؤكدا أن الشرطة المحلية متورطة في تفجير الاحتجاجات، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

واتهم ترامب عمدة فيلادلفيا بعدم السماح باستدعاء الحرس الوطني للمساعدة في وقف النهب والسرقة خلال الاحتجاجات بالولاية، طالبا منهم السماح للحرس بالسيطرة على الأوضاع، في الوقت الذي كان فيه الحرس الوطني متواجدا بالفعل في الولاية منذ ساعات.

وقال الرئيس الأمريكي، إن عمدة مينيابوليس كان أيضا متواطئا مع المتظاهرين، إذ كان بطيئًا جدًا في إدخال الحرس الوطني، مخطئا بذلك مرة أخرى في الجدول الزمني، وموعد تعامل الحكومة مع الأمر.

تصريحات ترامب الخاطئة والمضللة، جاءت أثناء قيامه بتوبيخ المسؤولين الحكوميين والمحليين، على رأسهم الديمقراطيين؛ لعدم اتخاذهم إجراءات صارمة بما يكفي للتعامل مع الاحتجاجات، خلال مؤتمر عبر الهاتف الاثنين الماضي، بث على التلفزيون الأمريكي، زاعما أن حكام الولايات "ضعفاء"، ومؤكدا أنهم بحاجة إلى التصرف بقوة أكبر في قمع السلوك العنيف.

ولكن، كيف كانت تصريحات ترامب حول تعامل الديمقراطيين مع الاحتجاجات المندلعة مضللة ومضطربة؟

• شرطة العاصمة على الساحة

في سلسلة تغريداته التي نشرها قبل يومين، وتحديدا في 30 مايو الماضي، أشاد الرئيس الأمريكي بموقف الخدمة السرية وشرطة العاصمة في حماية البيت الأبيض، في الوقت الذي تجمع فيه أكثر من 1000 متظاهر خارج المقر الرئاسي، ولكن بعد يومين، خرج ترامب متهما عمدة واشنطن، موريل باوزر، بعدم السماح لشرطة العاصمة بالمساعدة في حمايته، قائلا: "على الجانب السيء، موريل باوزر، الذي يبحث دائمًا عن المال للمساعدة، لن يسمح لشرطة العاصمة بالتدخل، سيقول ليس عملهم".

ومع ذلك، أوضح تقرير منشور في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يوم السبت الماضي، أن شرطة العاصمة شاركت بشكل فعال في الحماية خلال الاحتجاجات المندلعة، إذ نقل مراسلو الصحيفة الذين كانوا يغطون الاحتجاجات، قول موريل باوزر ورئيس شرطة العاصمة بيتر نوشام، المتواجدون في الشوارع بالفعل، "إن شرطة المدينة انضمت إلى موظفي الخدمة السرية وشرطة بارك مينابوليس للسيطرة على التظاهرات في شارع بنسلفانيا، وتزويد الخدمة السرية بمعدات واقية إضافية".

وبعدها، شكرت الخدمة السرية، في بيان لها، إدارة شرطة العاصمة وشرطة بارك الأمريكية على تقديم المساعدة وتواجدهم لحفظ الأمن في موقع الاحتجاجات.

• فيلادلفيا استعانت أولا بالحرس الوطني

يبدو أن الرئيس الأمريكي كان غير متابع للأوضاع، فبعد اتصال مسئولي فيلادلفيا بالحرس الوطني لطلب مساعدتهم في التعامل مع عمليات النهب بالمدينة، في 31 مايو، خرج ترامب، في اليوم التالي، متهما المسئولين بعدم السماح للحرس الوطني بالدخول، مشيرًا إلى أن فشلهم يعكس ضعفًا عامًا في الطريقة التي تعامل بها الديمقراطيون مع الاحتجاجات.

وفي الوقت الذي كان الحرس الوطني متواجدا بالفعل في شوارع المدينة، قال ترامب: "لا تواجد للقانون والنظام في فيلادلفيا الآن، إنهم ينهبون المتاجر، ولم يتصل المسئولون بحرسنا الوطني العظيم، كما فعلت مينيابوليس".

كانت رئيسة شرطة فيلادلفيا، دانييل أوتلو، صرحت في مؤتمر صحفي لمسئولي المدينة، قبل تصريحات ترامب بساعات، قائلة: "لقد طلبنا الدعم من الحرس الوطني في بنسلفانيا"، وأكد المدير الإداري لفيلادلفيا، بريان أبرناثي، أن الحرس الوطني في طريقه ودوره سيكون لدعم الشرطة المحلية ونشر الأمن.

• وصل الحرس الوطني بالفعل إلى مينيابوليس

ترامب زعم أيضا عدم سماح الديمقراطيين لأفراد الحرس الوطني بالدخول إلى مدينة مينيابوليس، محل اندلاع الاحتجاجات، لمساعدة القوات المحلية والخاصة، لإنفاذ القانون في الولاية، منذ اليوم الأول للاحتجاج، بل تباطئوا في السماح لهم حتى مساء يوم 30 مايو، عندما كانت الأمور قد ساءت بالفعل.

وغرد ترامب، في 31 مايو، قائلا: "تهانينا لحرسنا الوطني على العمل الرائع الذي قاموا به فور وصولهم إلى مينيابوليس الليلة الماضية"، وتابع في تغريدة أخرى: "كان ينبغي على العمدة الاستعانة بالحرس الوطني منذ البداية، إذا استعان بهم منذ الليلة الأولى، لكان لا يوجد مشكلة الآن!".

ولكن وفقا لموقع "فكت تشيك" الأمريكي، فقد تم استدعاء الحرس الوطني في مينيابوليس، في الليلة الأولى لاندلاع المظاهرات في 27 مايو، وفي اليوم الثاني للمظاهرات، عندما تصاعدت أعمال العنف بشكل متزايد، بما في ذلك النهب واشتعال الحرائق وإطلاق النار، أعلن العمدة جاكوب فراي، رسميًا حالة الطوارئ المحلية، ودعا إلى نشر الحرس الوطني للولاية في المدينة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved