هل يمكن لترامب تصنيف «أنتيفا» أو أي حركة كمنظمة إرهابية محلية؟

آخر تحديث: الأربعاء 3 يونيو 2020 - 10:02 م بتوقيت القاهرة

هاجر أبوبكر:

مع تحول بعض الاحتجاجات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أعمال شغب وعنف، اتهم الرئيس دونالد ترامب حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية والعنصرية بالوقوف خلف هذه الأعمال، قائلاً "الولايات المتحدة الأمريكية ستصنف أنتيفا كمنظمة إرهابية"، ولكن في الواقع لا يوجد تصنيف رسمي لمنظمات الإرهاب المحلية في أمريكا.

وقال الخبراء إن التصنيف حتى لو وجد سيكون صعبًا أو مشكوكًا فيه، فأنتيفا ليست منظمة واحدة بل مصطلح شامل لجماعات اليسار المتطرفة المناهضة للفاشية، وفقاً لموقع (فاكت تشيك).

وأوضح جيمس فورست الأستاذ في كلية علم الجريمة ودراسات العدالة بجامعة ماساتشوستس لويل الأمريكية، "تخيلوا الصعوبة التي سيواجهها المدعي العام في محكمة قانونية" لإثبات "أن الفرد ما كان عضوا في أنتيفا".

فيما قالت فايزة باتل مديرة برنامج الحرية والأمن القومي في مركز برينان للعدالة، إن أنتيفا ليس لديها حسابات مصرفية أو أصول أو بنية تحتية، وإلى الآن لا يوجد أي حالات وفاة تنسب إلى أحداث العنف ضد الفاشية وتم الاعتراف بها، وإحدى السمات المميزة للمنظمات الإرهابية الأجنبية - وهي التسمية التي تحددها الحكومة الأمريكية - هي الاعتراف بالهجمات التي تؤدي إلى العديد من القتلى.

واندلعت الاحتجاجات الحالية ضد وحشية الشرطة والظلم العرقي في المدن في جميع أنحاء البلاد بعد وفاة رجل أسود يدعى "جورج فلويد" في 25 مايو بسبب خنق ضابط شرطة مينيابوليس الأبيض له لعدة دقائق بواسطة ركبته.

فتحولت بعض تلك الاحتجاجات إلى أعمال عنف مع نهب الشركات وإشعال الحرائق، فألقى ترامب باللوم على أنتيفا "واليسار الراديكالي" في يوم 30 مايو، على الرغم من أن المسؤولين في الولاية والمسؤولين الفيدراليين أشاروا إلى مجموعات مختلفة أو "الغرباء" بشكل عام.

وفي اليوم التالي، أدلى ترامب ببيانه حول "تصنيف أنتيفا كمنظمة إرهابية".

- لا يوجد تصنيف للإرهابيين المحليين

قالت فايزة "لا يوجد إجراء قانوني أو معنى" لما قاله الرئيس، "إنه يفكر في العملية التي نستخدمها للمنظمات الإرهابية الأجنبية".

ووزير الخارجية هو من لديه السلطة القانونية لتصنيف الجماعات على أنها منظمات إرهابية أجنبية بموجب القانون الفيدرالي، وتصنف الحكومة الفدرالية هذه المنظمات من خلال عملية من6 خطوات تشمل وزارة الخارجية ووكالات أخرى.

وتمكن هذه العملية الحكومة الفيدرالية من تجميد الأموال ومقاضاة الأفراد لمساعدة تلك الجماعات وتقييد الهجرة لأعضاء هذه المجموعات، كما يوضح مكتب محاسبة الحكومة.

ولكن ليس هناك مثل تلك التصنيفات أو الخطوات للإرهاب المحلي داخل حدود أمريكا، يقول جيمس "كمثال تمت محاكمة تيموثي ماكفي في محكمة فيدرالية بتهمة تفجير أوكلاهوما سيتي عام 1995 بموجب قانون فيدرالي يتناول أسلحة الدمار الشامل، لأن الأيديولوجية التي حفزت هجومه لم تكن مرتبطة بأي كيان أجنبي".

كما أوضحت خدمة أبحاث الكونجرس غير الحزبية في تقرير عام 2017 أن "الحكومة الفيدرالية تفتقر إلى عملية لتصنيف المنظمات الإرهابية المحلية بشكل علني. وبعبارة أخرى، لا توجد قائمة رسمية مفتوحة المصدر للجماعات المحلية التي يستهدفها مكتب التحقيقات الفدرالي أو الوكالات الفيدرالية الأخرى كمنظمات إرهابية".

وقالت فايزة إن مكتب التحقيقات الفيدرالي "له تاريخ طويل في استهداف الجماعات الاحتجاجية" ، مضيفة أنها ستكون "قلقة للغاية" لأنه باستهداف "أنتيفا" بكونه مصطلح غير محدد، فإن وزارة العدل "ستتسلل وتستهدف نشاط الاحتجاج المشروع".

وأفاد تقرير دائرة الإغاثة الكاثوليكية بأنه في حين لا يوجد تصنيف إرهابي محلي، قامت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي "بتسمية ومناقشة التهديدات الارهابية المحلية علنا دون إيضاح كيفية وصولهم إلى هذه الفئات".

وقال فورست إن "القضايا المرفوعة ضد هؤلاء الأفراد اعتمدت على قوانين ضد التخريب والتخريب والمضايقة وغير ذلك - ولكن ليس" الإرهاب المحلي".

وأردف أن هناك تطور في الأحكام الموجهة إلى الأعمال المتعلقة بالإرهاب والتي يمكن أن تزيد من مدة سجن الإدانة.

- ما هي الجماعات التي تحرض على العنف؟

أشار ترامب والمدعي العام ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين إلى أن أنتيفا هي التى تقوم بالأعمال العنيفة التي اندلعت في بعض الاحتجاجات، وتم سؤال البيت الأبيض إذا كان بإمكانه الإشارة إلى دليل على ذلك، لكن لا يوجد رد.

وقال عمدة مينيابوليس، جاكوب فراي، في تغريدة يوم 30 مايو، إن المدينة "تواجه الآن المتعصبين البيض، وأعضاء الجريمة المنظمة، والمحرضين من خارج الدولة، وربما حتى الجهات الأجنبية لتدمير وزعزعة استقرار مدينتنا ومنطقتنا".