زعم بأنه دمر صحتهم.. ما حقيقة إدعاءات ترامب برفع أوباما أسعار الأدوية على كبار السن؟

آخر تحديث: الأربعاء 3 يونيو 2020 - 11:29 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

في تصريحاته الجديدة حول تعامل بلاده مع أزمة تفشي فيروس كورونا، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، الرئيس السابق باراك أوباما، برفع تكاليف وأسعار الدواء خاصة على المسنين، من خلال قانون الرعاية الصحية الأمريكي (أوباما كير)، موجها لومه للرئيس السابق على تدهور صحة المواطنين الأمريكيين وخاصة كبار السن، قائلًا إن سياسته كانت سببا غير مباشر في تفاقم خطر إصابتهم بفيروس كورونا.

وقال ترامب: "في الماضي، منع قانون الرعاية الصحية الأمريكي (أوباما كير) شركات التأمين من التنافس لتقديم تكاليف وأسعار أقل للأدوية لكبار السن، فلم تكن هناك منافسة، ولم يكن هناك أي شيء، وبالنهاية أصيب كبار السن بالأمراض بشكل مروع".

ويرى ترامب أن قانون الرعاية الصحية مثل تحديا أمام المواطنين الأمريكيين، ولم يوفر لهم الأدوية بسعر مخفض، ما أضعف مناعتهم وجعلهم أكثر عرضه لخطر الإصابة بفيروس كورونا، بل وقد يكون أحد المسببات في تفاقم أزمة تفشي الوباء في الولايات المتحدة في الوقت الحالي.

ومن موقعه بالبيت الأبيض، وجه ترامب رسائل ساخرة من برنامج منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية 2020، جو بايدن، مؤكدا أن سياسته هو الأخر تفتقر لدعم المسنين وتخفيض أسعار الأدوية، التي باتت إحدى السلع الأساسية وسط تفشي الجائحة.

ترامب لم يقف عند اتهاماته للرئيس السابق، بل تباهى بخططه لتوفير العلاج بأسعار مخفضة ساخرا من سياسة منافسه الرئاسي جو بايد، إذ قال: "سنخفض سعر الأنسولين إلى 35 دولارًا في الشهر، وهذا يعد تخفيض كبير، أعتقد أنه حوالي 60 أو 70%، وهو تخفيض لم يحدث منذ فترة طويلة، حتى منافسي جو لا يمكنه فعل ذلك، أنا أقول لكم".

ولكن، هل ادعاءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرئيس السابق والمرشح الحالي صحيحة؟

وفقا لصحيفة "ماكومب ديلي" الأمريكية، فقد وفر قانون الرعاية الصحية الأمريكي (أوباما كير) أسعار معقولة لشراء الأدوية، وخفض تكاليف الوصفات الطبية للمواطنين وكبار السن، كما أن القانون لم يمنع شركات التأمين من المنافسة لتقديم أسعار أقل للمواطنين.

وقلل قانون الرئيس السابق باراك أوباما تكاليف شراء الأدوية على كبار السن في ذلك الوقت، عن طريق المبادرات التي انطلقت لسد الفجوة في خطة الأدوية، فاستطاع الحصول على خصم 50% من شركات الأدوية على أسعار الدواء بالصيدليات، ما أدى إلى تخفيض الأسعار وتوفير 581 دولارا في المتوسط لكل مواطن، خلال عام 2011، وفقًا لتحليل صادر عن وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، آنذاك.

أما بالنسبة لادعاءات ترامب بأن قانون الرئيس السابق خنق المنافسة أمام شركات التأمين، فلا يوجد دليل، إذ قالت تريشيا نيومان، خبيرة الأدوية في البرنامج الفيدرالي (ميد كير)، الذي يوفر التأمين الصحي للمسنين: "بالنظر إلى العدد الكبير من خطط الأدوية الطبية المتاحة لكبار السن، لا أعلم كيف منعت إدارة أوباما شركات التأمين من التنافس مع بعضها البعض!".

واستشهدت خبيرة الأدوية بالإحصائيات الصادرة عام 2012، وتحديد في منتصف ولاية الرئيس أوباما، عندما تراوح متوسط ​​عدد خطط الأدوية للرعاية الطبية بين 25 إلى 36 خطة من شركات مختلفة، الأمر الذي يؤكد وجود منافسة كبيرة في عهد أوباما.

وعن تصريحات ترامب حول سياسة منافسه الرئاسي جو بايدن، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن المرشح الديمقراطي يدعم، ضمن برنامجه الرئاسي، مفاوضات البرنامج الفيدرالي (ميد كير) مع صانعي الأدوية لخفض الأسعار، وتقييد الزيادات في معدل التضخم، والحد من رفع أسعار الأدوية الجديدة التي لا تواجه أي منافسة.

وقارنت الصحيفة برنامج بايدن الرئاسي، بسياسة ترامب، الذي أعلن دعمه لمفاوضات مع الرعاية الصحية، كمرشح رئاسي في عام 2016، ولكنه لم يتابعها بعد توليه الرئاسة، على الرغم من أن مكتب الميزانية في الكونجرس قدر أنها كان يمكن أن تؤدي إلى تحقيق وفورات كبيرة لدافعي الضرائب والمواطنين.

ووصل الكونجرس الأمريكي، مؤخرا، إلى طريق مسدود لسن تشريع خفض تكاليف الأدوية، بسبب مشروع قانون في مجلس الشيوخ، يدعمه ترامب، من شأنه أن يعمل على الحد من ارتفاع أسعار الأدوية الموجودة بالفعل في السوق، لكنه لم يأذن للبرنامج الفيدرالي (ميد كير) بالتفاوض على الأسعار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved