عن رحيل صاحب التأثير الكبير على صناعة النشر: محمد عدنان سالم.. شيخ الناشرين العرب 

آخر تحديث: الجمعة 3 يونيو 2022 - 8:21 م بتوقيت القاهرة

أسماء سعد:

كبار الناشرين عنه: قدم جهودا كبرى للارتقاء بصناعة النشر.. ومثالا فى احترام التنوع الفكرى

حالة من الحزن الجماعى سادت أوساط كبار الناشرين والمفكرين فى الوطن العربى، وذلك إثر رحيل المفكر والناشر الكبير محمد عدنان سالم عن عالمنا منذ أيام، حيث أجمع العديد من كبار القامات الفكرية والثقافية على إسهامات الراحل فى الارتقاء بصناعة النشر فى الوطن العربى، وأياديه البيضاء وإثرائه الحقيقى للتنوع الفكرى.
فور الرحيل نعاه رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق المهندس إبراهيم المعلم، قائلا: «رحل عنا بعد حياة حافلة وتفانٍ لأكثر من 60 عاما فى خدمة الثقافة والفكر المستنير والارتقاء بالكتاب العربى، الصديق الكبير وشيخ الناشرين العرب الأستاذ محمد عدنان سالم».
وأضاف المعلم، عبر منشور على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»: «رحمه الله رحمة واسعة وأنعم عليه من فيض مغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه جزاء وفاقا، لسابغ فضله وجليل عمله، وجهده المخلص فى إعلاء المعرفة وحرية البحث والتعبير، وحماية حياة وكرامة وحقوق الناشرين والمؤلفين، ودوره فى خدمة والارتقاء بالنشر والناشرين واتحاداتهم».
وقال رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، فى تصريحات لجريدة الشروق: إن محمد عدنان سالم كان من أهم الناشرين فى الوطن العربى وكان من أكبرهم فى سوريا، وله أيادٍ بيضاء فى صناعة النشر، وقد امتهن تلك المهنة منذ أواخر الخمسينيات فى السودان قبل أن يؤسس دار الفكر فى سوريا، وكان له جهد كبير مشهور فى إعادة إحياء اتحاد الناشرين العرب واستمر 4 دورات كنائب أول للرئيس، ودأب على محاربة تزوير الكتب، وكان يصدر نشرة أطلق عليها بـ«المرصاد» للتصدى لمحاولات الاعتداء على صناعة النشر.
وأضاف رشاد أن الراحل كان ناشرا تنويريا لديه سلاسل تضم كل الاتجاهات المختلفة، كان يستوعب جميع الأفكار، نعتبره «شيخ الناشرين العرب» لما قدمه من جهود كبرى، وكان على المستوى الإنسانى نموذجا خلوقا وملتزما دينيا ومتنورا فى الوقت نفسه، وكان من أوائل الناشرين الذين اهتموا بالنشر الورقى واهتموا بذلك بشكل بالغ، وكانت لديه طموحات تتعلق بالكتاب الرقمى وإمكانية انتشاره بشكل أوسع وأكبر.
من جانبه، قال الناشر اللبنانى الكبير ناصر جروس، لـ«الشروق»: إن محمد عدنان سالم، كان إنسانا بكل ما فى الكلمة من معانى، عرفه الجميع بأخلاقه وتعامله الحسن مع الآخر واحترامه للكبير والصغير، كما أنه امتلك ميزة التغاضى عن الصغائر.
وأضاف جروس أن الراحل عدنان سالم، كان ناشرا بامتياز، رفع من شأن المهنة ودافع عن حقوق المؤلف والناشر وخاض معارك كبيرة مع المعتدين عليها، والأهم أنه فارق الحياة تاركا وراءه ذكرى طيبة ومحبين وتلامذة يقتدون بمسيرته.
وأعرب الكاتب والناشر الأردنى فتحى البس عن حزنه الشديد لرحيل محمد عدنان سالم، وقال إنه كان رفيق درب لسنوات طويلة من العمل المشترك، وأنه كان صاحب نظرة خاصة فيما يختاره من الكتب، وأدخل إلى عالم النشر العديد من المؤلفات التى كانت معنية بكيفية احترام الخلاف والتنوع الفكرى، فقد كان صاحب نظرة إسلامية منفتحة على كل شىء.
وأضاف: ظل يكافح ويناضل حتى حصل على ترخيص لاتحاد الناشرين السوريين عام 2011، وقد عملنا معا كثيرا فى العديد من المحطات لكتابة وثائق لاتحاد الناشرين العرب والترويج لها وإقناع الاتحادات الأخرى بها، وشغلنا معا منصب نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، وقد احتفظت بصداقتى معه كل تلك السنوات، واعتقد أن رحيله كان موجعا بشدة ليس لعائلته فقط، وإنما لعائلته الكبيرة من المفكرين والناشرين العرب عموما.
وتابع: كنت فى مجلس إدارة اتحاد الناشرين مصنفا على أننى يسارى، وهو كان مصنفا على أنه إسلامى التفكير، ولكن فى الحقيقة أن المسافة بيننا كانت قريبة جدا، وتخللها الحوار الدائم، وكنت فى تلك الأزمان أصدر مجلة «الجديد» فى عالم الكتب والمكتبات، وكان لمحمد عدنان سالم على مدار 5 سنوات كاملة، «زاوية» يكتب فيها ويعبر فيها عن أفكاره، وكل ما يتعلق بصناعة النشر، وأفكر جديا إلى أن أعود لتلك الأعداد وأجمع ما كتبه وأعيد نشره، لأن كتاباته وأفكاره من الأهمية بمكان، ويمكن أن تضىء من فكر هذا الرجل العظيم فى الصناعة والنشر.
واختتم: لن ننساه أنا وزملاؤه وأصدقاؤه، وسنبذل جهودنا لخدمة صناعة النشر فى الوطن العربى، بذات المصداقية والإخلاص الذى تحلى بها الراحل محمد عدنان سالم.
يعد المفكر السورى محمد عدنان سالم، الذى رحل عن عالمنا فى مايو الماضى، واحدا من المثقفين العرب الأكثر شهرة فى عالم النشر فى العالم الإسلامى، وامتلك رؤية استثنائية كبيرة خلال مشواره المهنى على مدى أكثر من 60 عاما فى عالم الكتب والتأليف حيث لقب بـ«رائد النشر فى العالم الإسلامى»، و«شيخ الناشرين العرب».
أسس دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر فى 1957م مع شريكيه محمد الزعبى وأحمد الزعبى وكان مديرها العام، كما أسهم بتأسيس الدار السودانية للنشر فى الخرطوم مع الأستاذ عبدالرحيم مكاوى ودار الحكمة اليمانية فى صنعاء ودار الكوثر فى الرياض ودار الفكر فى الجزائر.
للناشر محمد عدنان العديد من المؤلفات، أبرزها «القراءة أولًا 1993، هموم ناشر عربى 1994، أضواء على كتاب الجهاد فى الإسلام 1995، الكتاب العربى وتحديات الثقافة 1996، المذكرة الشخصية الدائمة 1997، مراتع المؤمنين فى رياض الصالحين 1999، الكتاب فى الألفية الثالثة: لا ورق ولا حدود 2000، أمريكة والإرهاب 2000، على خط التماس مع الغرب 2005، لمكة كلمة لو تقولها 2006، وللحج مقاصد.. لو نجتهد لتلبيتها 2007».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved