في 21 يوما.. كيف سيطرت بكين على الموجة الثانية لكورونا؟

آخر تحديث: الجمعة 3 يوليه 2020 - 7:42 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

يبدو أن الصين استطاعت السيطرة على الموجة الثانية لفيروس كورونا المستجد، بعد تفشيه في سوق منتجات بالعاصمة بكين، المترامي الأطراف، الشهر الماضي، مسببا ما لا يقل عن 328 حالة إصابة جديدة وإغلاق جزئي للعاصمة.

ويوم الأربعاء الماضي، أبلغت بكين عن حالة واحدة فقط مؤكدة، بالإضافة إلى حالتين بدون أعراض، بعد حملة اختبار قوية حول سوق المواد الغذائية بالجملة، شينفادي، الواقع في منطقة فنجتاي الجنوبية الغربية، حيث تم الكشف عن التفشي الجديد في 11 يونيو، بعد أن قضت الصين 56 يومًا دون تسجيل أية إصابات محلية جديدة، ولا وفيات جديدة كذلك.

وقال موقع "تايم" الأمريكي، يوم الخميس، إن الصين تمكنت من السيطرة على انتشار الموجة الثانية من الفيروس، ونقلت حديث تشانج ون هونج، مدير الأمراض المعدية في مستشفى هواشان بشانجهاي، لمحطة تلفزيون CCTV الحكومية، بأن بكين قدمت مثالاً واضحًا على منع موجة جديدة من الإصابات، عبر استجابة سريعة مرة أخرى لمكافحة الأوبئة.

وتم إجراء اختبار لأكثر من 7 ملايين من سكان العاصمة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليونا، بعد عودة ظهور المرض، وأغلقت السلطات المدارس والحانات وصالونات التجميل في محاولة لوقف انتشار الفيروس.

ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في بكين، تم اتباع نهج الطب الشرعي للاتصال بالكشف عن الحالات المكتشفة في 47 شارعًا عبر 11 منطقة في المدينة، في حين تم وضع أكثر من عشرة مجمعات سكنية في حالة إغلاق صارم.

وأصدرت السلطات قواعد جديدة، خوفًا من أن يكون التفشي الجديد سلالة معدية أكثر من الفيروس الذي ظهر في وسط مدينة ووهان، ديسمبر الماضي، والتي نصت على أنه يجب على أي شخص كان على اتصال وثيق مع شخص مصاب، أن يدخل الحجر الصحي لمدة 28 يومًا.

يقول بن كاولينج، خبير الصحة العامة في جامعة هونج كونج، إنه نظرًا لعدوى الفيروس، والنسبة الكبيرة من الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، فإن المزيد من تفشي المرض في الصين أمر لا مفر منه: "سيستمر هذا لأسابيع أو شهور حتى نكتشف طريقة أكثر استدامة للتعامل مع طريقة انتشار الوباء لا تتضمن اختبارات جماعية وحالات إغلاق".

وأشارت الصحيفة إلى وجود تناقض مذهل في القيادة الصينية عند مقارنتها بنظيرتها الأمريكية، حيث تحدث المسؤولون الصينيون عن تفعيل وضع الحرب، وخطورة الوضع في سوق شينفادي، بينما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء إن الفيروس سيختفي، في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة رقما قياسيا يوميا يزيد عن 52.000 إصابة جديدة.

واقترح المسؤولون الصينيون أن سبب التفشي الجديد، ربما حدث نتيجة شحنة إمدادات سمك السلمون من أوروبا، يعتقد أنها كانت ملوثة بالفيروس بعد اكتشافه على لوح لتعبئة السمك؛ وهو الأمر الذي أدى بالفنادق والمطاعم ومحلات السوبر ماركت إلى التخلص من المخزونات الحالية للمأكولات البحرية وتجميد الواردات، على الرغم من أن علماء الحكومة قالوا إنه من غير الممكن بقاء الفيروس على السلمون الحي أو المجمد، حسبما قالت الصحيفة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved