فنان سنغالى يعبر عن تأثير العنصرية على أصحاب البشرة السمراء بصوره

آخر تحديث: الجمعة 3 يوليه 2020 - 2:12 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق:

زاد الحديث فى الأسابيع الماضية عن العنصرية وأشكالها، وتصدرت المظاهرات المناهضة لها فى دول مختلفة حول العالم، خاصة بعد واقعة مقتل جورج فلويد فى أمريكا، ولكن كان للمشهد تأثيرات مختلفة على عدد كبير من الفنانين، للتعبير عن القضية من منظورهم الخاص.

 

 

أحد هؤلاء، هو الفنان التشكيلى والمصور السنغالى عمر فيكتور ديوب، والذى حاول التعبير عن تأثير الاستعمار والرق، والأحداث العنصرية التى تسببت فى مقتل أفراد من أصحاب البشرة السمراء فى أماكن مختلفة حول العالم والتأكيد على انتمائهم وإحساسهم بالهوية، من خلال صوره، التى نشرها موقع «أرتسى» الفنى والمتخصص فى الفن التشكيلى.

ففى إحدى الصور يظهر رجل وامرأة نائمين أمام مساحة مظلمة، أحدهما هو فيكتور نفسه، ويلعب دور الشاب ترايفون مارتن، الذى أطلق عليه جورج زيمرمان الرصاص وقتل فى فلوريدا بأمريكا، فى عام 2012، والآخر الذى تلعب دوره فى الصورة ديا ديجا صديقة فيكتور، هى ألين سيتوى دياتا، البطلة السنغالية للمقاومة الاستعمارية التى قادت مقاطعة ضد استيلاء الحكومة الفرنسية على محاصيل الأرز خلال الحرب العالمية الثانية وتوفيت فى السجن بسبب جهودها.

 

 

وعلى الرغم من أن الفارق الزمنى بين الشخصيتين يصل إلى 7 عقود، إلا أن فيكتور جمعهما سويا فى صورة واحدة وعبر عن ذلك قائلا: «وضعهما معا، يعكس الاثنان بعضهما البعض، على الرغم من أنهما يفصل بينهما ما يقرب من سبعة عقود والمحيط» مضيفا: «كان ترايفون وألين صغيرين جدا عندما قتلوا، وأردت إظهار ضعف الشباب والعنف ضدهم».

الصورتان جزء من سلسلة أعدها فيكتور، وتؤرخ للأحداث المرتبطة بالاحتجاجات ضد العنصرية لذوى البشرة السمراء عبر العصور والبلدان من خلال رمزية الصور؛ حيث يلعب هو ودايا مجموعة الشخصيات بأكملها.

 

 

ويأمل فيكتور فى ربط لحظات وحركات مقاومة السود من إفريقيا عبر التاريخ، والتعبير عنها موضحا: «أن الفن الذى أنتجته هو محاولة لبناء جسر آخر بين ــ مجموعات ــ هؤلاء الأشخاص الذين هم فى الواقع شعب واحد، تم فصلهم عبر التاريخ بالرق والعصر الاستعمارى».

ولم يكن ذلك المشروع الوحيد الذى يقوم به فيكتور فى هذا الصدد، حيث قدم فى 2014، مشروعا آخر وهو «الشتات»، لعب فيه فيكتور شخصيات ذوى بشرة سمراء مهمة فى التاريخ الأوروبى مستخدما أسلوب التصوير الباروكى.

 

 

وقال: «يوضح هذا المشروع أنه على الرغم من أننا لا نرتبط ببعضنا، إلا أننا متشابهون، فنحن بالفعل نبدو كأخ وأخت».

ورصد فيكتور ديوب الكثير من الأعمال المتعلقة برفض العنصرية ضد ذو البشرة السمراء فى التاريخ، مثل عمال السكك الحديدية فى غرب إفريقيا الفرنسية الذين أضربوا فى أربعينيات القرن الماضى، نساء الإيبو اللواتى قاموا بثورة فى نيجيريا فى ظل الإحتلال البريطانى عام 1929، وفى صور أخرى يظهر نانى وكواو، الأخ والأخت الذين أسسوا نانى تاون فى جامايكا، وهى ملجأ للعبيد الهاربين.

 

 

وعلق فيكتور على الحركة الحالية المناهضة للعنصرية ضد ذو البشرة السمراء، قائلا: «أشعر أننا لسنا وحدنا فى هذا النضال فى العالم إننى أشعر بالرضا من هذا التفاعل وأتمنى أن يستمر على هذا النحو».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved