ما سبب تذكرنا بعض الكلمات ونسيان أخرى؟ دراسة توضح

آخر تحديث: الجمعة 3 يوليه 2020 - 6:19 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

في دراسة حديثة وجد باحثو المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية أنه بينما تبخر أدمغتنا بعض الكلمات بسهولة، إلا أنها قادرة على حفظ كلمات أخرى أكثر من غيرها.

ومن خلال اختبارات الذاكرة وتسجيلات موجات الدماغ واستطلاعات لمليارات الكلمات المنشورة في الكتب والمقالات الإخبارية وصفحات الإنترنت، لم يظهر الباحثون فقط كيف يمكن لأدمغتنا أن تتذكر الكلمات ولكن أيضًا ذكريات تجاربنا السابقة، وفقا لموقع "ميديكال إكسبريس" الطبي.

وقال دكتور شيه؛ الطبيب النفسي في المعهد الوطني للأمراض العصبية والسكتة الدماغية (NINDS) بالولايات المتحدة الأمريكية: "وجدنا أن بعض الكلمات لا تنسى أكثر من غيرها، ونتائجنا تدعم فكرة أن ذكرياتنا موصولة بالشبكات العصبية وأن أدمغتنا تبحث عن هذه الذكريات".

اكتشف شيه وزملاؤه هذه الكلمات لأول مرة عندما أعادوا تحليل نتائج اختبارات الذاكرة التي أجراها 30 مريضًا بالصرع كانوا جزءً من تجربة إكلينيكية بقيادة الدكتور كريم زغلول؛ جراح الأعصاب.

يحاول فريق الدكتور زغلول مساعدة المرضى الذين لا يمكن السيطرة على نوباتهم عن طريق الأدوية، ويقول: "هدفنا هو العثور على مصدر هذه المضبوطات الضارة والموهنة والقضاء عليها، ولتسجيل النشاط العصبي الذي يتحكم في أجزاء أخرى من حياتنا".

وتم تصميم اختبارات الذاكرة في الأصل لتقييم الذكريات العرضية أو الارتباطات والتفاصيل التي نصنعها من خلال تجاربنا السابقة، وغالبًا ما يدمر مرض الزهايمر وأشكال التخاريف الأخرى قدرة الدماغ على تكوين هذه الذكريات.

وعُرض على المرضى أزواج من الكلمات مثل "يد" و "تفاحة"، من قائمة تضم 300 كلمة شائعة، وبعد بضع ثوانٍ، عُرضت عليهم إحدى الكلمات على سبيل المثال "يد"، وطلب منهم تذكر زوجها "تفاحة"، وذلك لدراسة كيف تخزن الدوائر العصبية في المخ.

وبفحص نتائج الاختبار وجدوا أن المرضى يتذكرون بعض الكلمات بنجاح أكثر من غيره، ومن أصل 300 كلمة مستخدمة كانت الكلمات الخمس الأولى في المتوسط الأكثر عرضة للتذكر بنجاح سبع مرات أكثر من الكلمات الخمس السفلية.

واعتقد العلماء أن التذكر الناجح للكلمة المزدوجة يعني أن دماغ الشخص أقام صلة قوية بين الكلمتين أثناء التعلم وذلك يفسر سبب كون بعض التجارب لا تنسى أكثر من غيرها.

وأوضح الدكتور شيه: "تلعب ذكرياتنا دورًا أساسيًا في تحديد هويتنا وكيفية عمل أدمغتنا ومع ذلك فإن أحد أكبر التحديات التي تواجه دراسة الذاكرة هو أن الأشخاص غالبًا ما يتذكرون نفس الأشياء بطرق مختلفة، ما يجعل من الصعب على الباحثين مقارنة أداء الناس في الذاكرة.

ولفت إلى أنه إذا تمكنا من توقع ما يجب على الناس تذكره مسبقًا وفهم كيف تقوم أدمغتنا بذلك، فقد نتمكن من تطوير طرق أفضل لتقييم صحة الدماغ الشاملة لشخص ما.

وقال الدكتور زغلول إن بعض الوجوه أيضا لا تنسى أكثر من غيرها؛ حيث تم عرض تدفق مستمر من الوجوه لكل متطوع وطلب منهم تحديد متى تعرفوا على كل شخص.

وأضاف قائلا: "اكتشفنا أن هناك بعض الصور لأشخاص أو أماكن لا تنسى بطبيعتها لجميع الأفراد، وإذا كانت إمكانية تذكر الصورة قوية، فهذا يعني أنه يمكننا أن نعرف مسبقًا ما يحتمل أن يتذكره الناس أو ينسوه".

كما أشارت النتائج إلى أن الكلمات الأكثر تذكرًا كانت أكثر تشابهًا في الدلالة، أو ترتبط في كثير من الأحيان بمعاني الكلمات الأخرى المستخدمة في اللغة الإنجليزية. على النقيض لم يحدث هذا عندما استخدموا بيانات حول تكرار الكلمات أو الدقة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved