بعيدا عن مواجهة الفيروسات.. فنانة إيطالية تحول الأحواض إلى لوحات فنية لكسر الملل

آخر تحديث: الجمعة 3 يوليه 2020 - 4:39 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

اغسل يديك كثيرًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، هذه الجملة أصبح جميعنا يعلمها جيدًا بسبب كثرة تكرارها على مدار الأشهر الماضية، في محاولة وقائية لمنع انتشار وباء كورونا، الذي تسبب في جلوس ملايين من الناس حول العالم في منازلهم.

وعين الفنان تجعله يتعامل مع أي شيء حوله على أنه يمكن أن يتحول إلى لوحة فنية، لتكون موهبته هي المحرك الأساسي للأمر، وذلك ما حدث مع الفنانة الإيطالية مارتا جروسي، والتي وجدت أن حوض المياه أصبح ضرورة قصوى في حياة كل فرد، لذلك قررت أن تحوله للوحة فنية.

مارتا جروسي، هي فنانة تشكيلية تعيش في مدينة ميلانو الإيطالية تمزج بين الرسوم التوضيحية والفن الرقمي، وجدت ذاتها في حجر منزلي بسبب إجراءات التباعد الإجتماعي التي فرضتها دولتها مع انتشار فيروس كوفيد-19 بشكل مكثف.

 

 

وفي الأسبوع الأول من بقائها في المنزل، ومع إرشادات الوقاية مثل غسل اليدين بالماء والصابون بصورة مستمرة، وجدت من حوض الماء عامل مشترك كثير الاستخدام في يومها، فتعاملت معه على أنه خامة جديدة للإبداعها الفني.

 

 

ونشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي قصة جروسي مع حوض الماء، والذي قَصت فيه تجربتها وأسباب تفكيرها في الأمر.

تذكر جروسى أنها قامت بعمل أول لوحة لها بعد عودتها إلى المنزل من متجر البقالة، وهو المكان الوحيد باستثناء الصيدليات أو أماكن الرعاية الطبية، المسموح بالذهاب إليه، وفقًا لقواعد الحكومة المحلية في ذلك الوقت.

وقالت: "كل شئ كان مروعا فى المدينة خلال تلك الأيام أصوات المروحيات ونداءات الإنذار، كنت مستاءة قليلاً من عودتي للمنزل والبقاء فيه، وأردت أن أغسل يدي وأثناء ذلك لاحظت علبة ألوان مائية صغيرة موجودة على حافة الحوض، والتي استخدمتها في وقت سابق من اليوم.

أكملت: "فجأة لا أعرف ما حدث لكنني بدأت في الرسم، بدأت بالفروع ثم ملأت الحوض بألوان أزهار الكرز، وفي أثناء القيام بذلك فقدت كل قلقي وشعوري بالضغط والحزن والتوتر الذين رافقوني طول اليوم بسبب ما يجري".

 

 

كانت تخطط جروسي للبقاء في ميلانو فترة قصيرة، لذلك لم تصطحب معها في منزلها الكثير من الأغراض أو أدوات الرسم، ولكن الإجراءات التي تبعت فيروس كورونا، جعلتها تجلس في البيت إجبارياً، وبدأ الورق الذي تدخره ينفذ ولا تجد أماكن لشراءه.

كان هذا المكان الجديد بمثابة الملهم لها لكي لا تتوقف عن الرسم ولا تخرج عن عالم الألوان الذي اعتادته، وقالت: "كان الأمر يتعلق بالقدرة على استخدام يدي لخلق شيء مألوف، ولكنه جديد بالنسبة لي، وأمر جعلني أشعر بالسعادة وابتسم في كل مرة أذهب لغسيل يدي".

تحاول في بداية رسمتها أن تكون أسطح الأحواض جافة جيداً، حتى تستطيع السيطرة على الألوان، وتتركها طول الليل لأنها المدة الأقل استخداماً، وفي الصباح يكون كل شيء على ما يرام، على حد وصفها.

وترسم جروسي أي من الأشكال التي تحبها، وتستحضرها من العالمي الخارجي، مثل الورود والأشجار وقناديل البحر والحيوانات، فهي تطلق خيالها وتبدأ في العمل.

 

 

وتقول جروسي إن تصميمات الحوض هي مثال للفن المؤقت الذي فرضته الظروف، والذي يعكس لها أهمية عيش الحياة في الوقت الحاضر بكل ما فيها، وأن لا شيء يدوم، ففي كل يوم رسمة جديدة تنتهي بغسلها والبداية من جديد.

وقالت أيضاً: "نحن نغسل أيدينا باستمرار، كنت أسمع تذكيرات لغسل أيدينا مليارات المرات، ومثل العديد من الناس بدأت أكره فعل ذلك، لذا ترجمت هذا إلى شيء جميل، إذا غسلت يدي، أرى زهورًا، أرى البحر، أرى حيوانات، وهذا غيّر وجهة نظري حول ما أصبح روتينيًا".

 

View this post on Instagram

🧼🚰 -Wash your hands and keep creative series- I missed this, so I have something for you again . On March 8th,2020 - I found myself quarantined in Milan, where I previously came for a temporary time and working projects. Now I am locked here alone - in a home that is not mine - and unable to come back to my family. Working as creative director and artist is pushing me to use my creativity to stay mentally and physically healthy. A form of therapy and the best way I have to cope with anxiety and the global pandemic that is affecting our world. Now more than ever we need to stay positive and to find beauty even in the unexpected places. Few weeks ago I thought about the perception of things, about how many times we are reminded to wash our hands since we met the corona virus. The sinks of all the world are now becoming silent companions, we look out every day - and under this tragic circumstances - a simple piece of furniture is changing in front of our eyes. Since we are all locked inside, I use my imagination to see spring, flowers, nature and organic elements popping out of and surround my quarantine. The sink of this apartment is now my temporary canvas, at first it started as a necessity because I finished all of my drawing papers. Every day I paint with watercolors a new subject and after 24 hours I let the water destroy the art piece, and that reminds me that life is beautiful even in the ugly, scary and the unknown. I use my iPhone to record some short videos, and then I play them reverse to see how the effect of the water is affecting the colors. This is the message I want to give and share: to see the same things with different eyes. To be strong and to appreciate simple little things. I am with you, we are all in this together. Creativity will never stop. Love, Marta Creativity will never stop Images from @martabunny painted with watercolours #illustration #love #coronavirus #watercolorpainting #kawaii #kawaii #watercolourart #flowersofinstagram #watercolours #covid #covid19 #quarantineartclub #quarantineart #artofinstagram #nature #flowers #washyourhands #sink #artwork #painting #watercolour_daily #asia #saatchitakeover #magnolia

A post shared by Marta Grossi (@martabunny) on

 

وأشارت جروسي إلى أنها تأمل في إنشاء معرض مليء بالمغاسل المطلية المستوحاة من طقوس الحجر الصحي؛ لأنها ترى أن المغاسل ورتابة غسل اليدين ستكون دائمًا رمزًا لما مررنا به جميعًا خلال الوباء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved