أسعار الذهب ترتفع إلى مستوى قياسي.. وخبراء وتجار: الوقت مناسب للاستثمار في «المعدن الأصفر»

آخر تحديث: الإثنين 3 أغسطس 2020 - 8:27 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ أميرة عاصى:

رئيس الشعبة: الذهب ملاذ آمن للمؤسسات ووسيلة لحفظ القيمة والادخار.. توفيق: كل التوقعات تؤكد استمرار زيادة الأسعار

يرى عدد من الخبراء وتجار الذهب، أن الوقت الراهن مناسب للاستثمار فى المعدن الأصفر، خاصة مع التوقعات العالمية بارتفاع أسعاره بشكل أكبر خلال الفترة القادمة، فى ظل الحالة الضبابية التى يشهدها الاقتصاد العالمى نتيجة لانتشار جائحة كورونا وزيادة حدة التوترات التجارية بين الصين وأمريكا.
قال رفيق عباسى، رئيس شعبة مصنعى المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات، إن الوقت الحالى مناسب لحفظ الأموال لدى المواطنين عبر الذهب، لكونه أفضل من ادخار العملات، التى تقل قيمتها على المدى البعيد، أما الذهب ففى ارتفاع دائم، مشيرا إلى أن الذهب يعد ملاذا آمنا للمؤسسات الاقتصادية والحكومية ووسيلة لحفظ القيمة والادخار للأفراد.
وأضاف عباسى، أن الإقبال على شراء السبائك الذهبية ارتفع خلال الفترة الماضية، فبعض العملاء الذين كان لديهم أسهم وسندات اتجهوا لبيعها والاستثمار فى الذهب عبر شراء سبائك وادخارها، مشيرا إلى اعتماد السوق المحلية فى المبيعات على الطبقة المتوسطة التى تشترى المصوغات بنسبة 80%، بينما من يشترى السبائك لا يتعدى الـ20%.
وتابع أن الاستثمار فى الدولار والعقارات والأسهم يتراجع، لذلك يجب على المستثمر ادخار الذهب حتى يحفظ قيمته فى هذا الوضع غير المستقر، خاصة مع اتجاه الحكومات والبنوك العالمية للادخار فى المعدن الأصفر أيضا.
ويرى بشرى إبراهيم، عضو شعبة المشغولات الذهبية فى غرفة القاهرة التجارية، أن الوقت الحالى الأفضل لادخار الذهب، لأن أسعاره فى ارتفاع مستمر، ويصل لنحو 100 دولار فى الأسبوع، مشيرا إلى أن انخفاض العملة قاد إلى ارتفاع الذهب وزيادة الاقبال على شرائه كملاذ آمن.
وأوضح أن سهولة البيع والشراء فى أى وقت أكثر ما يميز الذهب، ويسهل التصرف فيه وتحويله إلى أموال، كما يعطى عائدا أكبر من فائدة البنوك خاصة خلال الأيام الراهنة، وفى حالة عدم ارتفاعه يحافظ على قيمته «كل الأوقات مناسبة لشراء الذهب ومن لديه أموال عليه بالشراء».
فيما كشف إبراهيم، أن ارتفاع الأسعار انخفض بمبيعات الأفراد خاصة المقبلين على الزواج بنحو 70% خلال موسم عيد الأضحى المبارك، مقارنة بالعام الماضى، مضيفا أن المبيعات لا تتخطى 30% فقط خلال أيام العيد، واقتصر الشراء على الأحجام الصغيرة وأحيانا الدبلة والخاتم فقط.
وبحسب بشرى، استقرت أسعار الذهب محليا أمس، عند آخر إغلاق قبل إجازة العيد حيث سجل الجرام عيار 21 نحو 872 جنيها، وعيار 18 نحو 747 جنيها، وعيار 24 نحو 996 جنيها.
وتراجع الطلب على المشغولات الذهبية والمجوهرات فى مصر خلال الربع الثانى من العام الجارى بنسبة 70%، ليبلغ 1.7 طن ذهب مقابل 5.5 طن خلال نفس الفترة العام الماضى، بينما انخفضت 75.3% خلال الربع الثانى مقارنة بالربع الأول من العام الحالى، والذى بلغ نحو 6.9 طن، وفقا لبيانات مجلس الذهب العالمى.
وعالميًا تراجع الطلب على المجوهرات خلال الربع الأول بنسبة 53% عن نفس الفترة العام الماضى ليسجل 251 طنًا فى الربع الثانى من العام الجارى.
من جانبه قال عمرو الألفى، رئيس قسم البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، إن الذهب يعد مخزونا للقيمة يرتفع على المدى الطويل نتيجة لزيادة الإقبال عليه عالميا نظرا لتخوف المستثمرين من تراجع قيمة العملات مع الوقت، خاصة مع ضعف الدولار، موضحا أنه يفضل فى الوقت الحالى شراء الذهب بكميات قليلة، تخوفا من تقلبات الأسواق واحتمالية انخفاض الذهب مرة أخرى.
وأكد الألفى، على المستثمر اختيار الأوعية الادخارية الأفضل له وفقا للإطار الزمنى، «من يريد الاستثمار على المدى البعيد يجب أن يكون 5% من محفظته الادخارية ذهب، خاصة مع التوقعات العالمية لارتفاع المعدن الأصفر بشكل كبير».
وتابع أن المستثمر الذى يريد عائدا على المدى القصير فالأفضل له الاتجاه إلى شهادات البنوك ذات العائد 15%، ولا يجب وضع جميع أمواله أو جزء كبير منها فى شراء الذهب، والذى قد ينخفض ويخسر المستثمر أمواله.
ولفت هانى توفيق، الخبير الاقتصادى، إلى أن كل التوقعات تذهب لزيادة أسعار الذهب عالميا نظرا لحالة عدم اليقين فى الأسواق مع الحرب التجارية بين أمريكا والصين، موجها نصيحة بالشراء فيما زاد عن الاحتياجات الضرورية للمستثمرين، بينما من يحتاج عائدا شهريا للإنفاق يجب عليه أن يتجه إلى شهادات الـ15% فى البنوك أو البورصة، لمن لديه خبرة مع توقعات بارتفاع اسعار بعض الاسهم مستقبليا، «على المستثمر الابتعاد عن الادخار فى العقارات، خاصة أن المعروض اكثر من الطلب واسعارها منخفضة بشكل كبير».
وعالميا صعدت أسعار الذهب إلى تصدير 3.7 مليون طن محاصيل زراعية إلى الأسواق العالمية بشكل غير مسبوق أمس الإثنين مع تعزيز الطلب على المعدن كملاذ آمن بفعل المخاوف حيال التداعيات الاقتصادية لتنامى إصابات كوفيدــ19، لكن ارتفاعا فى الدولار حد من المكاسب.
واستقر السعر الفورى للذهب عند 1973.75 دولار للأوقية، بعد أن سجل ذروة قياسية عند 1984.66 دولار فى أوائل المعاملات الآسيوية، وزادت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.3 % إلى 1992.10 دولار، وفق وكالة «رويترز».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved