أزمات دبلوماسية تسببت في استقالة وزير خارجية لبنان.. ما القصة؟

آخر تحديث: الإثنين 3 أغسطس 2020 - 9:17 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري:

لم يكد ينتهي لبنان من أزمة حتى يبدأ في أخرى، فلم تلبث البلاد أن تنعم بحكومة جديدة تشكلت في يناير الماضي، حتى بدأت الاستقالات تزعزع استقرارها، بعد تقديم وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي استقالته من وزارة الخارجية والمغتربين اليوم الاثنين.

وقال حتي في بيان عقب استقالته، إنه قراراه جاء بعد "تعذر أداء مهامه، ولغياب رؤية في إدارة البلاد، وغياب إدارة فاعلة في تحقيق إصلاح شامل".

وحذر الوزير المستقيل من انزلاق لبنان وتحوله إلى دولة فاشلة.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، تخللتها مظاهرات حاشدة من اللبنانين في أكتوبر الماضي، للمطالبة بوضع حلول سياسية واقتصادية أمام انهيار الاقتصاد اللبناني الذي شهد تراجعا كبيرا لليرة أمام الدولار، بالإضافة إلى فقدان الآلاف وظائفهم، وسط اتهامات بالفساد والفشل لاحقت الطبقة السياسية الحاكمة.

وتحدثت وسائل إعلام عن "أيادي" جبران باسيل وزير الخارجية لبنان السابق، لا زالت تلعب في وزارة الخارجية اللبنانية، وهو ما دفع الوزير الجديد ناصيف حتي للاستقالة "بسبب تعذر أداء مهامه".

لكن خلافا بدا واضحا بين ناصيف ورئيس الحكومة حسان دياب، بسبب الأخطاء الدبلوماسية التي ترتكبها حكومة حسان في حق المسؤوليين الدبلوماسيين، وهو ما شكل حرجاً بالغاً لوزير الخارجية المستقيل ناصيف حتي.

- أزمة السفيرة الأميركية دوروثي شيا

شكلت أزمة السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا، منعطفا هاما في أزمة حكومة حسان دياب مع الدبلوماسيين، ووضع وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي في مأزق.

فبعد تصريحات إعلامية للسفيرة وصفت خلالها حزب الله بأنه يهدد استقرار لبنان، أصدرت محكمة الأمور المستعجلة في لبنان قرارا بمنع السفيرة الأمريكية من الإدلاء بأي تصاريح إعلامية، ووضع أي وسيلة إعلامية لبنانية تتنقل تصريحات عن السفيرة تحت طائلة القانون.

واعتبرت حيثيات الحكم أن تصريحات السفيرة الأمريكية، تخالف الأعراف الدبلوماسية وتسيء لمشاعر اللبنانيين، وتساهم في تأليب الشعب اللبناني على بعضه.

وأثار هذا القرار غضب السفيرة الأمريكية، مؤكدة أنها لن تصمت إزاء هذا القرار.

وعلقت السفارة الأمريكية على القرار عبر حسابها بموقع تويتر "نؤمن بشدة بحرية التعبير والدور المهم الذي تلعبه الصحافة الحرة في الولايات المتحدة وفي لبنان. نقف إلى جانب الشعب اللبناني".

واستدعى وزير الخارجية ناصيف حتي السفيرة الأمريكية في بيروت، للتباحث حول قرار منع وسائل الإعلام اللبنانية من إجراء أي مقابلة مع السفيرة، قبل أن يصدر قرارا من وزارة العدل اللبنانية بإحالة القاضي محمد مازح صاحب قرار منع إلى التفتيش القضائي.

- أزمة وزير الخارجية الفرنسي

أزمة جديدة تضاف إلى سجل حكومة حسان دياب مع الدبوماسين، فبعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان الجمعة الماضية، ظهرت تصريحات رئيس الحكومة حسان دياب التي نالت من وزير الخارجية الفرنسي.

وتعد زيارة لودريان هي أول زيارة لمسؤول رفيع المستوى إلى لبنان منذ تشكيل الحكومة وبدء انتشار وباء كوفيد-19 قبل أشهر، حيث يعول لبنانيون على هذه الزيارة في تحصيل الدعم الخارجي للبلاد.

وطالب لودريان خلال زيارته السلطات اللبنانية "بضرورة عدم المماطلة والإسراع في إجراء إصلاحات ضرورية لحصول لبنان على دعم مالي خارجي"، حسب ما نشرت فرانس 24.

ويبدو أن تصريحات لودريان وحديثه عن "إنجازات وهمية" للحكومة، لم ترق لحسان دياب، فلم يلبث أن يغادر لودريان لبنان حتى خرج رئيس الحكومة بتصريحات تصف زيارة وزير خارجية فرنسا بأن "زيارته لم تحمل جديدا، وأن لديه نقصا في المعلومات عن حجم الإصلاحات التي قامت بها حكومته".

ووصفت وسائل إعلام لبنانية تصريحات حسان بأنها "تحطم الجسر الفرنسي".

وقالت موقع lebanon24 "لم يكن ينقص لبنان.. إلا أن يحطّم حسان دياب "الجسر الفرنسي".

وتحدث الموقع عن تناقض بين حكومة حسان دياب وبين رئيس البلاد ميشال عون حول زيارة المسؤول الفرنسي "تصريحات دياب تأني متناقضة تماما لموقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تحدث عن زيارة لودريان بايجابية، ما يدل على حجم التناقض بين الرئاستين وعدم قدرة دياب على الفصل بين حقد شخصي على لودريان الذي اتهم الحكومة بالإنجازات الوهمية وبين مصلحة لبنان الذي حطم رئيس حكومته الجسر الفرنسي الذي يشكل صلة الوصل الأخيرة مع الغرب".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved