الخبز والتاريخ.. كيف تطور مع تقدم البشرية؟

آخر تحديث: الثلاثاء 3 أغسطس 2021 - 10:56 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

يعد الخبز أحد أقدم وأرخص الأطعمة الجاهزة في العالم، كما تتوفر أدلة أثرية تعود إلى آلاف السنين على وجوده كطعام رئيسي في المجتمعات الانسانية، وكان الخبز الأول يُصنع من الحبوب المحمصة والماء، ثم تُحول إلى عجينة يتم تسويتها، وفي السطور التالية نتعرف على بعض التفاصيل التاريخية المرتبطة بنشأة الخبز، وتطور وجوده.

وجدت آثار الدقيق في العصر الحجري القديم الأعلى في أوروبا، مما يعني أنه كان عمره أكثر من 30000 عام، وكانت الحبوب جزءًا من أسلوب حياة الصيد والجمع حتى عندما كانت غالبية وجباتهم عبارة عن بروتينات ودهون حيوانية، بحسب موقع "أبريد أفير".

أصبح تناول الحبوب والخبز بشكل أكثر انتظامًا في العصر الحجري الحديث، منذ حوالي 10000 عام، وانتشر من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا وشمال إفريقيا وشبه القارة الهندية، وفي أجزاء أخرى من العالم، يمكن أيضًا استخدام الأرز والذرة والذرة الرفيعة لصنع الخبز، وكان الابتعاد عن أنظمة الصيد والجمع مطلوبًا مع نمو السكان واحتياجة البشر إلى إمدادات غذائية أكثر موثوقية ووفرة مما جعل الحاجة إلى الخبز تزداد.

تشير آثار الخميرة التي تم العثور عليها إلى وجود خبز مخمر-أي عجين متبقي للارتفاع- يعود وجوده إلى مصر القديمة، وقد يصعب فحص واختبار متى بدأ الخبز المصري، كما أن الخميرة يمتد وجودها إلى أبعد من ذلك بكثير في التاريخ ولكن لم يتحدد متى استخدمت تحديداً، وكانت الكلمة المستخدمة في مصر للخبز هي "عيش" وتعني "الحياة".

كان استهلاك الخبز أمرًا حيويًا للغاية لتشكيل المجتمعات البشرية الأولى وما بعدها نظرًا لأن الزراعة حلت محل الصيد إلى حد كبير، فقد أُجبرت مجموعات من الناس على الاستقرار وتكوين حياة مختلفة، تؤدي الحاجة إلى حصاد الحبوب سنويًا إلى تطوير المستوطنات والبلدات ونوعيات الأطعمة أيضاً.

اتجه اليونانيون إلى صنع خبز الشعير، وانتشر ذلك منذ القرن الثاني قبل الميلاد، وأصبحت العديد من أنواع الخبز متوفرة في البلاد المرتبطة بالحضارة اليونانية، وفي أماكن أخرى من العالم ظهر استخدام الدقيق بشكل مكثف مثل الكعكات صينية، ولفائف مخبوزة وخبز بالعسل والزيت، وخبز على شكل فطر ببذور الخشخاش.

تشير مصادر أيضاً إلى أن صُنع أقدم خبز في حوالي 8000 قبل الميلاد في الشرق الأوسط، وتحديداً مصر، وكانت المخرشة أول أداة طحن معروفة، وأقرب شكل له حالياً الخبز "تشاباتي" في الهند أو "التورتيلا " في المكسيك، ويُعتقد أن خبرة المصريين القدماء بالإضافة إلى المناخ الدافئ ساهمت في انتاح أول عجين مخمر في العالم، من خلال إضافة الخميرة البرية إلى خليط الخبز، بحسب موقع "ليون بيكري".

وبحلول عام 600 قبل الميلاد، كان الفرس قد اخترعوا نظام طاحونة لطحن الحبوب، وصنع المكسيكيون أول خبز من الذرة مطحونة بالحجارة حوالي عام 100 قبل الميلاد.

كما ارتبط الخبز بكثير من الطقوس، على سبيل المثال في العصور الوسطى، تم استخدام رغيف كبير من الخبز لإعداد المائدة، وكان يُستخدم كنوع طعام بعد الوجبة الأساسية، إذا رغب المضيف، يمكن أكل الخبز أو توزيعه على الفقراء أو إطعامه للكل.

وفي هذه العصور، أصبح إعداد الخبز رمزًا للمكانة الاجتماعية، فضلت الطبقات العليا رغيف الخبز الأبيض الناعم بينما كانت الطبقات الأكثر فقراً تأكل الخبز الخشن والمصنوع من نخالة الدقيق.

أما عن آلة تقطيع الخبز فقد اخترعها أوتو فريدريك روهويدر في عام 1928، كانت فكرته التي بدأ العمل عليها حوالي عام 1912، هي إنشاء آلة من شأنها تقطيع أرغفة الخبز تلقائيًا إلى شرائح للمستهلكين، وعمل على عدة نماذج أولية، لكن التحدي الأكبر الذي واجهه جاء في أواخر عام 1917 عندما دمر حريق مخططات تصميمه الجديد استمر في إجراء تحسينات على تصميمه، أصبح روهويدر معروفًا باسم "أبو شرائح الخبز"، بحسب موقع "ليمنسون" للمخترعين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved