أشهرها سبحة الملك فاروق.. قصة أقدم محل سبح موجود منذ 40 عامًا بالإسكندرية
آخر تحديث: السبت 3 أغسطس 2024 - 2:41 م بتوقيت القاهرة
دينا النجار
وسط أجواء روحانية ودينية عالية، وبالتحديد أمام بوابة مسجد السيد المرسي أبو العباس، تجد محل عتيق لا تتعدى مساحته الـ3 أمتار، يضع آلاف السبح القيمة بأنواع وأحجام مختلفة، تخطف نظرك ألوانها للوهلة الأولى، وتجعلك تتأمل بحباتها المصنوعة سواء من الخشب طبيعي أو من الأحجار الكريمة.
لم يدر الحاج أحمد عبدالعزيز، أنه منذ 40 عامًا سيمتلك المحل الذي اختاره لبيع السبح الذي كان يعشق تفاصيلها وتعمق صناعتها، تاركًا مهنته الأساسية كلاعب كرة قدم، وهو أقدم محل لبيع السبح في الإسكندرية، ويأتي إليه زوار من جميع المحافظات بحكم موقعه في منطقة ميدان المساجد في حي بحري أحد أقدم وأشهر الأحياء التاريخية لمحافظة الإسكندرية.
"والدي عشق السبح وترك كل شيء من أجلها"، بهذه الكلمات تحدث علي أحمد عبدالعزيز لـ"الشروق"، عن مهنة والدة التي يعتز بها، ورغم تقدمه في السن إلا أنه حريص على الذهاب إلى المحل مرة أسبوعيًا، ليتابع مع نجله إدارة المكان، ويمارس هوايته في مساعدة الزبائن للحصول على السبحة المناسبة، وشرح مكوناتها وأهمية وأنواع الأحجار الكريمة.
وبجانب السبح القيمة، كشف "علي" عن امتلاك والده سبحة تاريخية مصنوع من حجر اليسر خاصة بالملك فاروق ورثها عن والده الملك فؤاد الأول، وأهداها إلى الشيخ مصطفى إسماعيل -قارئ القصر الملكي- وآلت إلى والده بعدما قرر أحفاد أبناء الشيخ بيعها إليه، إضافة إلى امتلاك سبح قديمة جدًا من الكهرمان والفيروز وغيرها من الأحجار النادرة.
وعن بيع وصناعة السبح وهل طالها الركود بسبب ارتفاع الأسعار، أو انتشار السبح الإلكترونية، أوضح "علي" أن حركة البيع لم تتأثر ولكن هناك إقبالًا على السبح البلاستيكية والخشبية ذات الأسعار المنخفضة أكثر من الأحجار الكريمة بسبب ارتفاع أسعارها، مشيرًا إلى زيادة الإقبال على السبح اليدوية رغم انتشار تقاليع السبح الإلكترونية، وخاصة في شهر رمضان، والأعياد وموسم الحج.
وحول الفرق بين صناعة السبح اليدوية أو الورش، علق: "كله دلوقتي بيشتغل شغل الورش، والشغل اليدوي أغلى، وكل السبح ما كانت فيها شغل سعرها بيزيد، والناس دلوقتي عايزة حاجة كويسة وسعرها معقول والإقبال أكتر دلوقتي على سبح الخشب والكوك، والأسعار بتبدأ من 20 جنيهًا وممكن توصل لـ15 ألف جنيه حسب نوع الحب إذا كان من الأحجار الكريمة النادرة، والسبح بتتكون من 100 حب أو 32 حتى السبح الصوفية كله واحد باختلاف الأذكار، وطريقة التسبيح".
ويسترجع "علي" ذكريات والده في المحل، إذ كان يتردد عليه العديد من المشاهير والمشايخ، ومن بينهم الشيخ الشعراوي، لموقع محله المتميز، وروى أيضًا موقفًا لوالده مع أحد رجال الأعمال الذي طلب منه صنع سبحة من حجر الكهرمان لما يتردد من البعض عن فوائده في علاج عدم انتظام ضربات القلب، وبالفعل صممها والده خصيصًا له رغم تكلفتها العالية التي تخطت آلاف الجنيهات حينها.
واختتم "علي" حديثه، بأنه أحب مهنة والده التي شب عليها، وورث منه عشق السبح والرغبة في مساعدة الآخرين لاقتناء السبح المناسبة لهم، ويسعى لتطوير المهنة والاستمرار فيها ليكمل مسيرة والده.