السوشيال ميديا والدعاية التقليدية.. منافسة على التأثير وكسب ثقة الناخبين في انتخابات الشيوخ 2025
آخر تحديث: الأحد 3 أغسطس 2025 - 12:16 م بتوقيت القاهرة
محمد صابر
تنطلق انتخابات مجلس الشيوخ 2025 داخل مصر يومي 4 و5 أغسطس الجاري، بينما بدأ التصويت للمصريين في الخارج يوم الجمعة 1 أغسطس على مدار يومين، وتأتي هذه الانتخابات بعد انتهاء الحملات الانتخابية التي شهدت وتيرة متسارعة وتنافسًا واضحًا بين أدوات الدعاية التقليدية والمنصات الرقمية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث نجحت وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى شريحة واسعة من الناخبين، فيما واصلت المؤتمرات الجماهيرية والجولات الميدانية واللافتات لعب دور مؤثر في كسب التأييد.
ويعكس التداخل بين الوسائل الحديثة والتقليدية مشهدًا انتخابيًا متنوعًا، تختلف فيه فاعلية كل وسيلة وفقًا لطبيعة الجمهور المستهدف، ضمن سباق مفتوح لكسب ثقة الناخبين.
وترصد "الشروق" مدى تأثير الدعاية الانتخابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، مقارنة بالدعاية التقليدية، ومدى تفاعل الناخبين مع كل وسيلة، وقدرتها على الاستمرار في ظل صعود الأدوات الرقمية.
وقال محمد عبدالكريم، موظف، إن الدعاية على السوشيال ميديا أصبحت أقوى من السابق، وتوصل المعلومات بشكل أسرع، لكنها لا تُغني عن المقابلات الشخصية أو جولات المرشح التي تمنحنا إحساسًا بقربه من الناس.
وأضافت هدير سامي، خريجة كلية الآداب، أن أغلب الشباب يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة: أنا شخصيًا أتابع أخبار المرشحين عبر فيسبوك، حتى وإن لم يزوروا منطقتنا، الصفحات على فيسبوك تنقل كل ما يتعلق بهم بسرعة، وهذا كافٍ بالنسبة لي لاتخاذ القرار.
من جانبه، أوضح محمد مجدي، أمين وحدة البلقطرية بحزب مستقبل وطن في الإسكندرية، أن الجولات الميدانية واللقاءات المباشرة لا تزال ركيزة أساسية في الحملات الانتخابية، مؤكدا أن تفاعل المرشح مع المواطنين يمثل عنصرًا حاسمًا في كسب الثقة.
وأكد مجدي، أن الاعتماد الكامل على وسائل التواصل الاجتماعي غير كافٍ، فالمؤشرات الرقمية مثل التعليقات والإعجابات قد تكون مضللة، ولا تعبر عن الواقع الحقيقي.
وقال زياد عمر، أمين إعلام سيدي جابر حزب مستقبل وطن بالإسكندرية، إن الإعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي أصبحت أداة فعالة ومؤثرة، وبدأت تحل محل بعض الوسائل التقليدية، مشيرًا إلى أن تصميمًا جيدًا على فيسبوك ممولًا بشكل مناسب قد يتفوق في تأثيره على عشرات اللافتات الميدانية.
وأضاف عمر، أن السوشيال ميديا تحولت إلى ساحة إعلامية متكاملة، لها أدواتها وقواعدها، والذكاء الاصطناعي بات الحصان الأسود في إدارة الحملات الرقمية، لما يقدمه من إمكانيات في تحليل الجمهور واستهدافه بدقة، فهي أكثر فاعلية وأقل تكلفة.
من جانبه، أكد محمد سيد ريان، الكاتب والمحاضر في التسويق الرقمي، أن استخدام وسائل التواصل في الدعاية الانتخابية لم يعد خيارًا، بل ضرورة تفرضها المتغيرات الرقمية، لافتًا إلى أن الإعلانات الممولة توفر استهدافًا دقيقًا للناخبين من خلال تحليل بيانات الموقع الجغرافي والسلوك الرقمي، مما يرفع من كفاءة الرسائل الدعائية.
وتابع ريان، أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في الحملات الحديثة، لقدرته على إنتاج محتوى متنوع وفعّال سواء من النصوص أو الصور أو الفيديو، إلى جانب توظيف أدوات مثل صحافة البيانات والبودكاست لتعزيز التفاعل مع الجمهور.
وأشار إلى أن الإعلانات الرقمية تتفوق في الاستمرارية والتأثير على اللافتات التقليدية، إذ تصل مباشرة إلى هاتف المستخدم، كما أن تخصيص المحتوى بناءً على تفاعل الجمهور يعزز من فعالية الحملات، مضيفا أن مستقبل الحملات الانتخابية يتجه نحو الوسائط الرقمية، مع ضرورة استخدام الذكاء الاصطناعي بوعي ومسئولية، نظرًا لتأثيره المتزايد.
وأوضحت الدكتورة جيهان شفيق، رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أن كلً من الوسائل التقليدية والرقمية تلعب دورًا مؤثرًا في تشكيل توجهات الناخبين، إلا أن الناخب التقليدي لا يزال بحاجة إلى التفاعل المباشر، الذي يتحقق من خلال الجولات الميدانية والمؤتمرات.
ولفتت شفيق، إلى أهمية الحضور الرقمي، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها، لكن الاعتماد عليها فقط لا يكفي.
وأضافت شفيق، أن كثيرًا من المتفاعلين على الشاشات قد لا يذهبون إلى صناديق الاقتراع، كما أن التعليقات وردود الفعل قد تكون مضللة نتيجة وجود لجان إلكترونية تعمل على توجيه الرأي العام.
وقالت شفيق: رغم أن الذكاء الاصطناعي قد يُحدث تأثيرًا عبر منصات التواصل، فإن هذا التأثير يظل محدودًا ما لم يتبعه تواصل مباشر على الأرض، فالعنصر الحاسم في التصويت هو الناخب الذي تَمّت مقابلته فعليًا، وليس من اكتفى بالتفاعل الرقمي.