قطع داعش للرؤوس أسلوب ضغط نفسي لـ« نشر الرعب» .. مرفوض من المسلمين
آخر تحديث: الأربعاء 3 سبتمبر 2014 - 6:38 م بتوقيت القاهرة
بيروت - الفرنسية
يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى بث الرعب في العالم بأسلوب قطع الرؤوس الذي ينتهجه من دون تمييز بين صحفيين أو جنود أو معارضين، لكنه يستثير أيضا غضبا لدى الشريحة الأكبر من المسلمين الذين يريد فرض حكمه عليهم.
ونشر تنظيم «الدولة الإسلامية» الثلاثاء شريط فيديو جديدا يظهر عنصرا منه وهو يذبح صحفيا أميركيا ثانيا في غضون أقل من شهر، ووصفت واشنطن وبريطانيا الشريط بأنه «مروع» و«مقزز».
وتقول الأستاذة الجامعية في كلية العلوم الدينية في جامعة إنديانا الأميركية أسماء أسفار الدين لوكالة فرانس برس، إن «تنظيم الدولة الإسلامية يدّعي أنه يمثل وحده الإسلام الحقيقي، ويلجأ إلى القتل والفوضى كأسلوب ضغط نفسي من أجل إثارة الخوف لدى الآخرين».
فيما أفاد موقع «سايت» الأميركي الذي يتابع أخبار المواقع الإلكترونية الإسلامية في تقرير نشره أخيرا أن «الهدف الواضح والمباشر من نشر الأشرطة المصورة حول قتل الصحفيين الأميركيين هو الترهيب، مضيفا أن «الوحشية الظاهرة في الشريط تقول: لا تعبثوا معنا. لكن أبعد من ذلك هناك عنصر آخر شديد الخطورة: التجنيد من أجل الجهاد».
ويقول «سايت»، إن المنجذبين إلى التنظيم الجهادي المتطرف ليسوا ممن «يملكون نذرا من الأخلاقية، إنما ممن ينتمون الى مجموعة خطيرة تنظر الى العالم نظرة سوداء».
ومنذ ظهور التنظيمات الإسلامية السنية المتطرفة في المنطقة بعد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003، كان أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق الذي قتل في 2006 في العراق في غارة أميركية، اول من اقدم على نحر جندي أميركي.
من جهته يقول الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان الشيخ خلدون عريمط لوكالة فرانس برس، إن «الممارسات التي يقوم بها تنظيم داعش من حيث قطع الرؤوس والإساءة إلى الاقليات المتعددة تتناقض تماما مع رسالة الإسلام ومع عقيدة المسلمين، لأن الإسلام رحمة ومحبة وتعارف وتلاق».
ويشير إلى قول الله للنبي محمد في دعوته الناس إلى اعتناق الاسلام «لستَ عليهم بمسيطر»، مشددا على أن «لا إكراه في الدين»، مضيفا «الاعمال المشينة التي يقوم بها داعش لا تتناقض فقط مع الاسلام بل تسيء اليه».
ويوضح أن قطع الرؤوس عادة وثنية قبلية كانت تقوم بها الجيوش في روما والجيش الفارسي والجيوش اليونانية. كما أن العرب قبل الإسلام كانوا يمارسونها لإرهاب العدو".
ولا تزال المملكة العربية السعودية تعتمد طريقة قطع الرأس في تنفيذ أحكام قضائية بالإعدام حتى اليوم، ويقول عريمط إن الهدف من ذلك «إنزال عقاب بقاتل بعد محاكمة وفي ظل وجود قاض وعندما لا يكون هناك مجال للعفو»، لكنها «الحالة القصوى»، مفضلا استبدالها بعقوبة اخرى «يستنبطها عقل الحاكم مع تطور العالم».
ويصف وكيل جامع الأزهر عباس شومان ممارسات «داعش» بأنها «أعمال إجرامية لا علاقة لها بالمسلمين، ولا أصل لها بالشرع»، مضيفا أن كل مسلم وكل إنسان حر يجب أن يتبرأ من هذه الأعمال، معتبرا أن «الحدود تطبقها جهة حاكمة شرعية، بينما «هؤلاء لا يمثلون الإسلام».