مشاجرات اللاجئين تنذر بـ«انتشار العنف» فى ألمانيا
آخر تحديث: السبت 3 أكتوبر 2015 - 11:21 ص بتوقيت القاهرة
- مشاحنات متزايدة داخل مراكز الإيواء وصلت إلى تشكيل عصابات تشن هجمات بسكاكين
رغم أن ملايين الألمان يرحبون بآلاف اللاجئين الفارين من الصرعات التى تعصف ببلدانهم فى منطقة الشرق الأوسط، بحسب آخر إحصائية أجراها مركز يورو ستات الأوربى للإحصاء، إلا أن تصاعد بعض أعمال العنف والمشاجرات، بين اللاجئين أنفسهم فى عدد من مراكز الإيواء التى خصصتها الحكومة الألمانية، تنذر بـ«انتشار» العنف داخل المجتمع الألمانى.
وتقول صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إنه فى ظل تربع ألمانيا على قائمة الدول الأوروبية المستقبلة لللاجئين (أكثر من 500 ألف لاجئ)، بدأت أخيرا نتائج هذا الانفتاح فى الظهور، وذلك مع تصاعد أعمال العنف فى المراكز المخصصة لإيواء طالبى اللجوء، نتيجة الاكتظاظ، والعوائق اللغوية بين اللاجئين مع بعضهم، ما قد يؤثر على استمرار ترحيب الألمان باللاجئين.
فأخيرا، بحسب الصحيفة، شهدت عدة مراكز إيواء مشاجرات بين اللاجئين، حيث تشاجر قبل يومين أكثر من 70 باكستانيا و300 ألبانى، ما أسفر عن إصابة 14 بجروح خلال عطلة نهاية الأسبوع فى مخيم كاسل (وسط) بإحدى غرف الطعام، الأمر نفسه تكرر فى درسدن، الثلاثاء الماضى، بين سوريين وباكستانيين وأسفرت اشتباكاتهم عن جريحين. وقبل ذلك بأسابيع، أدى قيام أحد اللاجئين فى سوهل بنزع صفحة من القرآن الكريم إلى مواجهات قالت الشرطة إنها أوقعت 17 جريحا بينهم ستة من عناصرها. هو أمر دفع غالبية الصحف الألمانية للتعبير صراحة عن مخاوفها من تصاعد أعمال العنف، داعية إلى النظر فى سياسة استقبال اللاجئين.
ومع دعوة إحدى النقابات الشرطية الألمانية، إلى الفصل بين طالبى اللجوء بحسب الجنس والعمر والدين والجنسية للحد من أسباب النزاع، نقلت واشنطن بوست، عن يورج راديك، أحد العاملين فى النقابات الشرطية، قوله: «ليس لدينا إحصاءات حول عدد تدخلاتنا لكنها أصبحت مضاعفة بسبب الاكتظاظ فى أماكن إيواء طالبى اللجوء»، مضيفا، أن الناس «من أصول عرقية ودينية مختلفة يتصادمون، ما يؤدى إلى حالات من الخلافات»، على حد تعبيره.
هذه الخلافات، شكلت بحسب راينر ويندت، العامل فى احدى النقابات الشرطية أيضا، «عصابات على أساس العرق، تشن هجمات بالسكاكين وأسلحة محلية الصنع».
وتقول إذاعة دوتش فيلا الألمانية إن فكرة الفصل بين اللاجئين، بغض النظر عن مدى قانونيتها، خضعت لنقاش لا يخلو من الحدة، أوصلها فى النهاية، إلى أن تكون على جدول الاعمال الحكومى، خصوصا فى ظل تأكيد وزير الداخلية الألمانى، توماس دى ميزيير «استحالة تطبيقها حاليا» بسبب النقص فى الهياكل الملائمة.
وأوضحت الإذاعة أن خبراء ومنظمات غير حكومية، ردت على هذه الفكرة، باعتبار أن العرق والدين من الأسباب الهامشية فى الصراع، كما أن تسليط الضوء على هذه الجوانب يخدم خطاب اليمين المتطرف. ونقلت عن جيسيكا كاراجيل من منظمة «فازيت» غير الحكومية أن التوتر ناجم قبل أى شىء آخر عن «الاكتظاظ وانعدام الخصوصية وحقيقة أن الناس من مختلف البلدان فى كثير من الاحيان لا يتواصلون فيما بينها».