فتنة «قداسة البابا» تجدد الصراع بين مشايخ السلفية بالإسكندرية ومطروح

آخر تحديث: الإثنين 3 أكتوبر 2016 - 8:16 م بتوقيت القاهرة

كتب ــ أحمد بدراوى وعلى كمال:

برهامى: غلاب ليس منا.. والقول بقداسة البابا لا يجوز قطعًا فلا قداسة لغير الله
غلاب لـ«الشروق»: لم أتنازل عن منهج الولاء والبراء.. وديننا لا يمنع استقبال البابا فهو رأس فى قومه ولو طلب منى تقبيل رأسه لفعلت
لا نعلم عن اللافتة شيئًا ووضعتها العلاقات العامة بمحافظة مطروح.. ونحترم شيوخ الإسكندرية ولا يلزمنا عملهم المؤسسى.. ولن نهادن النصارى على حساب دعوتنا
أعاد استقبال ممثل الدعوة السلفية لأكثر من ثلاثة عقود فى مطروح، على غلاب، للبابا تواضروس الثانى، خلال زيارته الأولى للمحافظة الأسبوع الماضى، ملف الصراع بين سلفية مطروح وقيادات الدعوة فى الإسكندرية، إلى الواجهة مرة أخرى.

ووصل الصراع إلى الحد الذى انطلق فيه مشايخ الدعوة السلفية وحزب النور إلى مدينة الضبعة، حيث ألقى عدد من القيادات درسا دينيا فى مسجد الفتح، مساء الجمعة، تحت عنوان «تصحيح المفاهيم»، بحضور ياسر برهامى، ويونس مخيون، وشريف الهوارى، ورجب أبو بسيسة، ومحمد إبراهيم منصور، وبحضور النائبين عن حزب النور صلاح عياد وأحمد الشريف.

وحاول قياديو الدعوة التأكيد فى درسهم على ارتباطهم بأبناء المحافظة، خصوصا بعد رحيل الشيخ أبو بكر الجرارى مسئول الدعوة فى مطروح، بحسب بيان رسمى صادر عن الدعوة السلفية بالإسكندرية.

وخصص الدرس بالكامل للرد على ما وصفتها الدعوة السلفية بـ«شُبهات أحدثها استقبال على غلاب للبابا تواضروس»، ولتصحيح المفاهيم الشرعية، وأكد برهامى أن غلاب تبرأ من الدعوة السلفية بعد خلافه معها، ولا دخل لهم بالعمل الجماعى أو المؤسسية، وقد جاهدنا سنوات كى لا ينفصلوا عنا، لكن أؤكد أن الدعوة السلفية ليست تلك المجموعة، وهم استقالوا منا فى أغسطس 2013.

وأضاف برهامى: «تركوا الدعوة السلفية فضعفوا للحد الذى فرض عليهم الترحيب بالبابا، والقول بأنه قداسة البابا، وهو اسم لا يجوز فنحن لا نقدس إلا ما قدسه الله».

كما استنكر القيادى السلفى فى العامرية، رجب أبو بسيسة، حفاوة استقبال البابا، ودعا فى الوقت ذاته إلى تجنب سبيل السباب والتطاول على شخص غلاب، قائلا: «نحن نحبه لكن الحق أحب إلينا منه».

لكن الدعوة السلفية بمطروح أصدرت بيانا رسميا أمس، أكدت فيه أنها لا تتبع جمعية الدعاة الخيرية بالإسكندرية ــ وهو الاسم القانونى للدعوة السلفية المشهر ـ كما شددت أنها ليس لها أى صلة بتلك اللافتة التى كٌتب عليها «الدعوة السلفية بمطروح ترحب بقداسة البابا تواضروس الثانى»، مشيرة إلى أن هذه اللافتة علقت أمام مقر مديرية الأمن بمطروح ومحاطة بالحرس من جميع الجهات، وأن على الذين اتهموا الدعوة بمطروح أن يتثبتوا ويتبينوا.

وقال الشيخ على غلاب، القيادى بالدعوة السلفية بمطروح، البعض اعتبر استقبالى له تنازلا عن ثوابت الشرع وعن منهج الولاء والبراء.

وأضاف لـ«الشروق»: «ديننا لا يمنع استقبال البابا، أو نلتقى غير المسلمين، خصوصا أن البابا هو رأس فى قومه، ونفينا شبهات كثيرة عن الدعوة السلفية، وهناك منافع كثيرة تحققت من اللقاء، واستقباله ليس حرام فى ديننا، ومن لديه دليل تحريم يأتينى به وسوف أتراجع، ولقائى بالبابا ليس به مخالفة شرعية».

وأشار: «تحدثت مع البابا تواضروس فى تاريخ الدعوة السلفية بمطروح والتى لها أكثر من 35 عاما بالمحافظة، ونكاد نجزم أن 90 % من أبناء مطروح من أبناء السلفية أو محبيها، ومع ذلك لم يحدث أى اضطهاد لقبطى من أبناء مطروح، ونعامل غير المسلمين بسماحة الدين الإسلامى».

ومضى: «مسألة اللافتة التى انتشرت لم نكن نعلم بها أصلا، ونحن نوضح أنه ربما وضعتها العلاقات العامة بمحافظة مطروح أو بعض إخواننا الأقباط فى سياق الترحيب بالبابا، واللافتة لا تخصنا ولم نُكلف بعملها أصلا».

وعن الموقف من الدعوة السلفية فى الإسكندرية، ذكر غلاب: «قصتنا مع السلفية من 3 سنوات، وحين راجعنا موقفنا وجدنا اعتزال العمل السياسى والحزبى وعدنا لما قبل يناير 2011، بأن نكون فقط حركة دعوية لله سبحانه وتعالى، وبالتالى لم نعد نلتزم بقرارات مجلس إدارة الإسكندرية، ونحن لا نعرف لا ليبرالية ولا علمانية، نحن لدينا قبلية، وهذا الموقف هو ما دفعنا للانفصال عن سلفية الإسكندرية، مع تقديرنا واحترامنا للشيوخ الأفاضل، وعلى رأسهم ياسر برهامى، ولا يلزمنا هذا العمل المؤسسى، لكن مرجعيتنا السلفية واحدة، وعلاقاتنا بمشايخنا قائمة على الاحترام، ومنزلتهم فوق الرءوس، وعلينا ترك السياسة، لأن الخسارة فى الدعوة لا تعوض أما الخسارة فى السياسة فيمكن تعويضها».

واختتم تصريحاته: «استقبال البابا تواضروس لا يتعلق بالتهنئة بالأعياد المسيحية، فنحن على موقفنا مثل سلفية الإسكندرية بعدم التهنئة بتلك الأعياد».

وكان غلاب قد أكد فى خطبته ليوم الجمعة أمس الأول: «نحن لا نهادن النصارى أو البابا على حساب دعوتنا، ولو طلبوا منا تقبيل رأس البابا لإنقاذ الدعوة السلفية لفعلت، ودعوتنا بمطروح ليس لها أطماع سياسية».

ويشار إلى أن الصراع بين الدعوة السلفية بمطروح مع الإسكندرية، عمرها 3 سنوات منذ بيان الشيخ على غلاب باعتزال العمل السياسى والحزبى فى 2013، انتهاء بقرار مجلس الإدارة بالإسكندرية تجميد عمل مجلس مطروح.

وفى يوليو 2014، اشتعلت أزمة إعلان مطروح مقاطعتها الانتخابات البرلمانية، بخلاف قرار المجلس العام بالمشاركة، وتوسط جهازا سياديا لإقرار مبادرة الصلح بين الطرفين، إلا أن برهامى ربط المصالحة بشرط اعتذار غلاب، وإعلانه الالتزام بلوائح وقرارات الدعوة، إلا أن محاولات الصلح فشلت.

وفى أكتوبر 2014، طرحت الدعوة السلفية بمطروح شروطها للمصالحة مع مجلس الإدارة الأم، وهى اعتبار المسار الدعوى الذى كانت تتبناه الدعوة السلفية قبل ثورة 25 يناير هو الأصل فى مسيرة الدعوة، مع رفض تحكم الكيان الإدارى والمؤسسى بلوائحه وقراراته الملزمة.

وفى إبريل 2015، التقى غلاب بالإسكندرية، محمد إسماعيل المقدم، وأحمد حطيبة، وأحمد فريد، للتأكيد على وجود ارتباط وثيق وروحى للدعوة، ودعا وقتها المقدم الدعوة السلفية لترك السياسة التى فرقت البلد، وهدف غلاب وقتها لطمأنة قواعد الدعوة السلفية، بأن كيان الدعوة واحد يوحد ولا يفرق.

وفى يوليو 2015، فصلت الجمعية العمومية للدعوة السلفية بالإسكندرية سعيد عبدالعظيم مؤسس الدعوة، وعلى غلاب مسئول مطروح.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved