النيابة في «خلية السويس»: المتهمون صرفوا أموال الزكاة على السلاح
آخر تحديث: الثلاثاء 3 نوفمبر 2015 - 10:14 م بتوقيت القاهرة
محمد جمعة
قالت النيابة خلال مرافعتها في قضية خلية السويس، المتهمة بالتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية واستهداف المجرى الملاحي لقناة السويس عام 2010، إن "المتهمين ارتكبوا أبشع الجرائم باسم الدين، وجمعوا أموال الزكاة للصرف على شراء السلاح وليس لمساعدة الفقراء، واستخدموا منابر المساجد في التحريض على العنف والفرقة، وزعموا الرغبة في تطبيق شرع الله بإتيان محرماته".
وقررت المحكمة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار فتحي البيومي، تأجيل إعادة إجراءات محاكمة 8 متهمين صادر ضدهم أحكام غيابية بالإعدام في هذه القضية، لجلسة 5 ديسمبر المقبل، لسماع مرافعة الدفاع عن المتهمين.
وفي مستهل مرافعته قال ممثل النيابة، إن "الدين يأمر بالسلام ولا يأمر بحمل السلاح، وهو برئ من أن ترتكب أبشع الجرائم باسمه"، مشيرا إلى أنه يقف أمام المحكمة كي يدافع عن حق أخيه الإنسان ألا يسرقه سارق أو يقتله قاتل، وعن حقه في أن يعيش حياته دون خوف من جماعات الجهل والظلال التي تدعي الإسلام، وليس في الاسلام ما يفعلون من سفك للدماء واستحلال القتل.
وسرد ممثل النيابة وقائع القضية، مؤكدًا أنها بدأت عندما أعجب المتهم الأول هشام فرج بفكرة الجهاد، ورؤية الدماء، وقرأ في كتب الجهاديين التي تستند الى أحكام لا تمت للإسلام بصله، فقرأ كتاب دعوة المقاومة الإسلامية العالمية.
ووصف ممثل النيابة الكتاب بأنه "دعوة للشيطان"، وأنه ملىء بالأخطاء الإملائية والضلالات الفكرية التي تبيح قتل المسلم وغير المسلم، وتشير إلى أن الإسلام ليس موجودا سوى في بحور أفغانستان، مؤكدًا أنه كتاب يدعو للجاهلية وليس للإسلام، وأن المتهم الأول وجد في هذا الكتاب ضالته المنشودة والسند الشرعي الذي يبرر كل جرم فالقتل فيه واجب و إستحلال دماء الناس مستحب .
وأضاف أن المتهم الأول صعد إلى المنبر لضلال الناس، وإذا به يبدل الأمانة بالخيانة، واصفًا دعوته للناس بخطاب إبليس لربه قائلا "لأغوينهم أجمعين"، فجمع أتباعه واتفق مع المتهم الثاني لتشكيل خلية عنقودية باستخدام مجموعة من العناصر لا يعرفون بعضهم البعض من أجل تنفيذ أغراضهم الشيطانية.
وتحدث ممثل النيابة عن المتهم تامر الخضري، مشيرًا إلى أنه رغب في أن يكون أميرا شرعيا فاستخدم منطق بالغ الذكاء حين استغل التعاطف مع أبناء فلسطين عقب الاعتداء على غزة في 2009 لدعم المقاومة فجمع الأموال من المتبرعين بمساعدة المتهمين من الثامن عشر حتى الثاني والعشرين الذين لقنهم الخضري من ذات الكتاب المشار إليه وبث في نفوسهم أفكاره لتدبير استهداف مؤسساتنا وقتل أبنائنا، وحينما سالوه عن فلسطين قال لهم لا تفكروا ولا تسألوا.
وتابع ممثل النيابة، قائلا، "الأموال لم تذهب لفسطين وإنما استخدمت في قتل المتبرعين".
واختتم ممثل النيابة مرافعته بطلب توقيع أقصى عقوبة على المتهمين والتأكيد أن الأديان بريئة من سوء الخلق وكبر المتكبرين وأكل أموال الناس بالباطل، لينهي المرافعة بقول الحسن البصري "العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم لا تضروا بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا بالعلم فإن قومًا طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا".
كانت ذات الدائرة برئاسة المستشار شعبان الشامي، قد قضت في شهر مارس 2014 (غيابيًا) بإعدام 26 متهما في قضية خلية السويس الإرهابية، وذلك في أولى جلسات نظر هذه القضية التي لم يحضر فيها أي من المتهمين.
ووجهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهمين في عام 2010، اتهامات بإنشاء وقيادة خلية إرهابية، بغرض استهداف السفن المارة بقناة السويس، ورصد المقار الأمنية، تمهيدًا لاستهدافها، وتصنيع المواد المتفجرة، وحيازة أسلحة نارية، وتهديد الوحدة الوطنية، وذكر أمر الإحالة أن المتهمين ارتكبوا تلك الجرائم خلال الفترة من عام 2004 وحتى عام 2009، في مدينة نصر، والمنصورة، وطلخا بالدقهلية، ودمياط الجديدة.