«الأزهر للفتوى»: الله توعد المنتحر بعقاب أليم.. والظروف مهما كانت ليست مبررا له

آخر تحديث: الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 - 12:11 م بتوقيت القاهرة

أحمد بدراوي:

 

قال مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، إن الإسلام أمر بالحفاظ علىٰ النفس البشرية، بل جعلها من الضروريات الخمس التي تجب رعايتها، وهي: (الدِّين، والنَّفس، والنَّسل، والمال، والعقل).

وأضاف، في توضيحه لموقفه من الانتحار، أن بذل الوسع في حفظ النفس مطلوب، ولو وصل الأمر في حالة الاضطرار إلىٰ مواقعة محرم ليبقي المرء علىٰ نفسه ويحفظها من الهلاك.

وأبدى المركز تعجبه من أن يصل الحال بإنسان إلى إنهاء حياته بيده، وكأنها ملك خالص له، وكأن الموت سينهي معاناته ويريحه من كل مشاكله، ولذلك فالمُقدِم علىٰ هذه الجريمة ظالم لنفسه، مهما حاول أن يلقي باللائمة علىٰ الظروف المعيشية والحياتية فهذا ليس مبررًا للانتحار.

وأكد المركز أن قتل النفس من أكبر الكبائر؛ فهي إزهاق للروح التي حبانا اللهُ إياها، وعدم صبر علىٰ اختبار الله سبحانه وتعالىٰ: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2]، واستعجال ما قدر.

وذكر المركز أن اللهُ سبحانه وتعالىٰ توعد المنتحر بالعقاب الأليم، قال تعالىٰ: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) } [النساء: 29 - 32]، وقال رسول الله ﷺ: «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكّينًا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتىٰ مات، قال الله تعالىٰ: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة» أخرجه البخاري.

وأشار المركز إلى أن المسلم مُبتلىً، والمؤمن الصادق يعلم أن هذه الدّار ليست دار راحة، بل هي دار عناء وتعب، ومواجهة هذه المتاعب لا بد لها من إيمان ويقين، كما قال تعالىٰ: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ} [التوبة: 118].

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved