هل سمعت عن وحيد القرن الصوفي؟ علماء يبحثون عن سبب اختفائه في سيبيريا

آخر تحديث: الخميس 3 ديسمبر 2020 - 12:20 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

في منطقة التندرا القطبية الشمالية في شمال شرق سيبيريا، توجد مقبرة لأنواع حيوانية ضخمة انقرضت على وجه الأرض، منها وحيد القرن الصوفي، الذي يعود تاريخه إلى 50 ألف عام.

وأظهر تحليل جينومي جديد لبقايا 14 من هذه المخلوقات ذات اللون الأصفر الغامق، أن تغير المناخ كان السبب المحتمل لاختفائها، وليس بسبب الصيد نظرا لهجرة البشر، بحسب موقع "مونجاباي" لعلوم البيئة.

"يمكننا القول إن المناخ ربما كان له دورا كبيرا في انقراض وحيد القرن الصوفي"، هذا ما قالته إيدانا لورد، عالمة الحفريات القديمة بجامعة ستوكهولم والمتحف السويدي للتاريخ الطبيعي، والمؤلفة الرئيسة للدراسة الحديثة في علم الأحياء الحالي.

لكن مع ذلك، لا تستبعد لورد وزملاؤها النشاط البشري كعامل مساهم في انقراض وحيد القرن الصوفي في سنواته الأخيرة.

في وقت سابق، عثر العلماء على حيوان وحيد قرن صوفي كاملا تقريبا ومجمدًا عند نهر كوليما في شمال شرق سيبيريا، حيث سبقه إلى العصر الحديث وحيد القرن السومطري الذي جاب سيبيريا عشرات الآلاف من السنين، قبل أن يسبب البشر وارتفاع درجة حرارة المناخ، اختفاء هذه الحيوانات القديمة التي كان يبلغ حجمها مثل سيارات الدفع الرباعي.

حصل العلماء على 14 عينة على شكل 12 عظمة، وعينة شعر، من خلال تحديد تسلسل الحمض النووي الكامل لإحدى هذه البقايا، وتسلسل الحمض النووي للأم المكون من 14 جميعها، حيث كان الباحثون يأملون في الكشف عن الأجزاء الرئيسية من تاريخ تلك الحيوانات المنقرضة.

وركز العلماء خلال التشريح على الحمض النووي للميتوكوندريا، وهو الحمض النووي من ناحية الأم، والذي كشف عن شجرة عائلة متنوعة لوحيد القرن، لكن مع ذلك يقول العلماء إنه في حال كان هناك صيد أو أي نشاط بشري آخر قد أهلك الحيوان الصوفي لكان لذلك أثرا ملحوظا على تنوعهم الجيني بالانخفاض.

ووجد العلماء أن عدد أنواع حيوان وحيد القرن الصوفي ظلت ثابتًا حتى اقتربت من الانقراض، وأن ذلك حدث بعد فترة طويلة من هجرة البشر إلى نطاق تلك الحيوانات، ويستند العلماء في إثبات ذلك على أن تاريخ العينات التي عثروا عليها يعود إلى 18500 عام؛ فيما استمرت الأنواع 4500 سنة أخرى.

ويشير المزيد من التحليل للطفرات الجينية لوحيد القرن بمرور الوقت إلى التكيفات التطورية التي يسببها المناخ المتغير، في 89 جينًا، حيث وجد العلماء تغييرات أدت على الأرجح إلى خلق سمات متكيفة مع البرودة.

وتشير مثل هذه التعديلات إلى أن وحيد القرن الصوفي تم تعديل جيناته مع بيئة باردة ولا يمكنه التكيف مع مناخ أكثر دفئًا ورطوبة.

وعلى الرغم من وجود هذه القرائن، إلا أنه لا يمكن للباحثين استبعاد أن البشر لعبوا دورًا في انقراض الحيوان الصوفي، بينما بدا أن وحيد القرن والبشر كانوا يعيشون في وئام لآلاف السنين، حيث كان يوجد المستوطنون البشريون الأوائل في سيبيريا من البدو الرحل، حيث يتوقع العلماء أن تكون قد نشأت تغييرات في مصادر الغذاء والموائل أدت للإضرار بأعداد وحيد القرن، لكن البيانات الجينية وحدها من غير المرجح أن تظهر ذلك.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved