هل يستطيع ترامب أن يصدر عفوا عن نفسه وعائلته؟

آخر تحديث: الخميس 3 ديسمبر 2020 - 10:36 م بتوقيت القاهرة

أثار العفو الذي أصدره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن مستشاره السابق مايكل فلين، تساؤلات حول ما إذا كان بوسعه أن يعفو عن مساعدين آخرين، أو حتى أفراد عائلته، خلال الأسابيع الأخيرة المتبقية له في البيت الأبيض.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، نقلا عن شخصين مطلعين، أن ترامب تحدث مع محاميه الشخصي رودي جولياني بشأن العفو عنه، خلال الأسبوع الماضي.

وقالت الصحيفة أيضا، إن ترامب سأل مستشارين عن إمكانية العفو "الاستباقي" عن أبنائه الثلاثة الكبار.

وفي عام 2018، قال ترامب إن لديه "الحق المطلق" في العفو عن نفسه، وهو ادعاء يعارضه العديد من خبراء القانون الدستوري.

يُمنح العفو في العادة للأشخاص الذين حوكموا، لكن قد يشمل أيضا السلوك الذي لم تتبعه إجراءات قانونية. بينما لا يمكن تطبيق العفو على السلوك الذي لم يحدث بعد.

وأوضحت المحكمة العليا الأمريكية ذلك في قضية نُظرت عام 1866، قائلة إن سلطة العفو "تمتد إلى كل جريمة يحددها القانون، ويمكن استخدام تلك السلطة في أي وقت بعد ارتكابها، إما قبل اتخاذ الإجراءات القانونية أو أثناء فترة سريانها أو بعد الإدانة والحكم".

وتصدر معظم قرارات العفو للأشخاص الذين حوكموا وصدرت بحقهم أحكام. لكن في عام1977، أصدر الرئيس جيمي كارتر، عفوا عن مئات الآلاف من "المتهربين من الخدمة العسكرية" الذين تملصوا من الخدمة في الجيش، التي جعلتها الحكومة إلزامية خلال حرب فيتنام.

سلطة العفو المستمدة من دستور الولايات المتحدة، هي واحدة من أوسع السلطات المتاحة للرئيس. ورأى "الآباء المؤسسون" في سلطة العفو أداة لإظهار الرحمة وخدمة الصالح العام.

ولا يمكن مراجعة العفو من فروع الحكومة الأخرى، ولا يتعين على الرئيس إبداء سبب لإصداره، لكن سلطة العفو ليست مطلقة، لأن العفو لا ينطبق إلا على الجرائم الاتحادية.

وقال بريان كالت، أستاذ القانون الدستوري في جامعة ولاية ميشيغان: "عندما يسألني الناس عما إذا كان بإمكان الرئيس أن يعفو عن نفسه، فإن جوابي دائما هو.. حسنا يمكنه المحاولة...الدستور لا يقدم إجابة واضحة على ذلك".

وقال العديد من الخبراء القانونيين إن العفو الذاتي سيكون "غير دستوري" لأنه ينتهك المبدأ الأساسي القائل بأنه "لا ينبغي لأحد أن يكون القاضي في قضيته".

وقد يحاول ترامب العفو عن نفسه بشكل استباقي لتفادي إمكانية مقاضاته بعد تركه منصبه.

وقال كالت إنه "لكي تحكم المحكمة في صلاحية العفو، يتعين على المدعي الاتحادي توجيه اتهام إلى ترامب بارتكاب جريمة، وسيتعين على ترامب عندئذ طرح هذا العفو بمثابة دفاع".

يقول متابعون إن ترامب يريد فعلا أن يعفو عن المقربين منه، ومن بينهم أفراد من عائلته، وهو أمر قد حدث من قبل.

ففي عام 2001 أصدر الرئيس الأسبق بيل كلينتون عفوا عن شقيقه روجر، الذي أدين بحيازة الكوكايين في أركنسو. كما أصدر عفوا عن 450 شخصا بينهم مارك ريتش، أحد المتبرعين للحزب الديمقراطي، الذين فروا من البلاد بسبب تهم التهرب الضريبي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved