صحيفة تركية: مقتل سليماني سيؤثر على التنسيق المخابراتي بين أنقرة وطهران
آخر تحديث: السبت 4 يناير 2020 - 12:34 م بتوقيت القاهرة
رباب عبدالرحمن ووكالات
وصفت صحيفة "أحوال" التركية، أمس الجمعة، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، بأنه "كان حلقة وصل" في أكثر من ساحة صراع بالمنطقة، معتبرة أن مقتله سيؤثر بشكل كبير على التنسيق المخابراتي بين تركيا وإيران.
ولفتت الصحيفة، في تحليل لها، إلى أنه في الساحة السورية التي تعدّ أحد ميادين التنافس بين تركيا وإيران كقوّتين تنافسان على النفوذ والسيطرة، كان هناك نوع من التفاهم الذي كان يمر عبر سليماني مع المخابرات التركية التي تنشط في الأراضي السورية بشكل مباشر، وعبر وكلائها في الجماعات الإرهابية كجبهة النصرة وغيرها.
وأوضحت الصحيفة أنه كان لسليماني ورئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان، يد طولى في التنسيق لمحادثات أستانة حول سوريا، والتي بدأت عام 2017، وكانت تركيا وإيران وروسيا هي الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا. كما أن انسحاب الجماعات الإرهابية من أنحاء سوريا لتتجمع في إدلب تم أيضا عبر تنسيق بينهما.
ويرجح مراقبون أن يعرقل مقتل سليماني بعض المخططات التركية في سوريا، ولاسيما أنها كانت مرتبطة بشخص سليماني كقائد ميداني مؤثر له الكلمة العليا على الميليشيات الشيعية التي تقاتل في سوريا، ما قد يخلق فوضى تخشى منها تركيا الغارقة في عدّة جبهات.
وأضافت الصحيفة أن العراق أيضا كان من ساحات التنافس التركي الإيرانيّ، وكان لسليماني ورئيس المخابرات التركية تعاون وتنسيق فيه، بحيث كان التفاهم بينهما نوعا من المحاصصة الإقليمية غير المعلنة، ومنح بعض الدور في المناطق التي تعمل تركيا على التواجد بها، خاصة في كركوك والموصل، وفي كردستان العراق التي ترى فيها تركيا خطراً على أمنها القومي بسبب الأكراد.
في سياق متصل، رسم فنانون في مدينة بنش الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة بإدلب، جدارية للتعبير عن فرحتهم بمقتل سليماني، مدون عليها عبارة "قاسم سليماني إلى مزبلة التاريخ".
وقال الرسام عزيز أسمر: "رسمنا هذه الجدارية في مدينة بنش للتعبير عن فرحتنا بهذا الخبر"، مضيفا: "نتمنى أن ينال كل مجرم شارك في قتل السوريين أو العراقيين أو الفلسطينيين عقابه"، وفقا لموقع قناة "الحرة" الأمريكية.
وكان سوريون قد استقبلوا نبأ مقتل سليماني بتوزيع الحلوى والرقص والغناء، خاصة لما كان له من دور في مقتل آلاف السوريين وتشريد مئات الآلاف أيضا.