كبار الكتاب والصحفيين فى الذكرى الأولى لرحيل ياسر رزق: استحق احترام الجميع

آخر تحديث: السبت 4 فبراير 2023 - 11:25 م بتوقيت القاهرة

محمد فتحي:

• عماد الدين حسين: لم أشهد شخصا بتميز ياسر رزق إنسانيًا
شارك عدد كبير من كبار الكُتاب والصحفيين، في إحياء الذكرى الأولى لوفاة الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق، والتي نظمتها نقابة الصحفيين، اليوم، بحضور أسرة الفقيد الراحل.

وعرض حفل التأبين جزءًا من فيلم وثائقي أعدته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عن حياة الكاتب الصحفي الكبير الراحل.

وقال نقيب الصحفيين ضياء رشوان، إن الكاتب الصحفي والنقابي القدير ياسر رزق، واحدًا من عشرات الزملاء الذين رحلوا جميعًا عن صاحبة الجلالة خلال العامين الماضيين، مؤكدًا أن مجلس النقابة تلقى العديد من الطلبات لتنظيم حفل تأبين للكاتب الصحفي الراحل في ذكى وفاته، واستجاب مجلس النقابة لطلبات الزملاء.

وأضاف رشوان خلال حفل التأبين، إن النقابة ليست دار عزاء، أو محفل للتأبين، ولكنها دارٌ للمهنة، وتكريمٌ لأبنائها، ولذلك تحتفل اليوم بذكرى رحيل الكاتب الكبير، وهو زميل مهني ونقابي، تعامل معه المئات، والمئات الآخرين لم يتعاملوا معه ولكنهم أحبوه وتعلموا منه.

وتابع: "ياسر رزق كان مقاتلًا نقابيًا، ورجلًا وطنيًا، وأراد أن يختم حياته بكتابه "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص)، الذي قدم فيه شهادته عن أهم فترات تاريخ مصر الحديث، والذي يعد أحد أكثر الكتب قراءة فى الفترة الأخيرة.

وأكد نقيب الصحفيين أن الراحل ياسر رزق كان فاعلًا، ورحل ولكنه لم يرحل، بقى وسيبقى ليضيف المزيد.

وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، إن العام الماضي كان صعبا وحزينا وثقيلا برحيل الابن والأخ، وبعدهما اكتملت دائرة الحزن برحيل الصديق ياسر رزق، مضيفا:" هو لم يرحل ولم يغب ولم يبتعد، فى الحقيقة هو حاضر معنا الليلة بشخصه الذى لا يختفي، وفكره الذي لا يموت وضوئه الذى لا يعتم.

وأضاف سعيد فى كلمته،: "عرفت ياسر رزق مصادفة عندما كنت خارجا من مكتب وزير الإعلام أنس الفقي، لأجده فى طريق الدخول، وعندما تصافحنا كان هناك الكثير من التقدير، وأن هذه المقابلة مصادفة لن تكون الأخيرة"، مشيرا إلى أنه كان يقدر مثل كثيرين لتجربة ياسر رزق فى مجلة الإذاعة والتليفزيون الذى نقلها من مجرد مطبوعة تسجيلية إلى مجلة مفعمة بالحيوية الصحفية.

وتابع: "علاقتي مع ياسر اقتربت كثيرا بعلاقتي مع صديقي رحمه الله د. محمد السيد سعيد، حيث تطفو العلاقة الإنسانية والفهم المتبادل للمواقف وتبقي الصداقة دائما أعلى من كل اعتبار"، مشيرا إلى أنه من الناحية الفكرية كنا على جانبي اليسار واليمين، فى السياسة العامة، إلا أن الرابطة الإنسانية كانت عميقة فى لحظة تاريخية بدت فيها رياح الثورة فى مصر، إما أن تولد لهبا حارقا، أو تنبيء بفجر جديد.

وأشار إلى أن رزق فى كتابه "سنوات الخماسين" يغوص فكر ياسر رزق فى مرحلتين يناير الغضب، ويونيو الخلاص، ممسكا بتلابيب تفاصيلها وأشخاصها وشخوصها، موضحا أنه لم يكن شاهدا على التاريخ، ولكنه كان مشاركا فى صنعه، لأنه كان مستحيلا الوقوف على الحياد، والمؤكد أنه قام بواجبه الصحفي فى الرصد والتحليل لكنه كان رصينا حينما باتت الرصانة واجبة".

وأردف: "كانت مصر تحتاج إلى مشروعا وطنيا قوميا يعيدها إلى طريق بناء الدولة الحديثة، وكان ياسر رزق فى قلب هذا المشروع، الذى قطع الطريق على التردد السائد، وفتح الأبواب للدولة المدنية الحديثة، مضيفا: "فى مقالاته أخذ قرّاءة إلى شبكات كثية ومعقدة من العلاقات والتناقضات، من داخل الأحداث الكبري التي يشاهدها، فبكل المقاييس كان ياسر رزق هو كاتب المرحلة، مقدما صحافة الكتابة الرائعة".

وقال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، إن نقابة الصحفيين لا تستقبل اليوم عزاء أو تأبين الراحل ياسر رزق، ولكنه حفل تكريم له، وفي محبته، ولتاريخه الكبير والمؤثر في تاريخ مصر.

وأضاف السناوى، أن الذاكرة العامة في النقابة لا يمكن أن تغيب عن المواقف النقابية التي اتخذها ياسر رزق، ولكنها تُعبّر عن شخصيته، وقد ترد بعض المطاعن التي قيلت بحقه عندما اقتُحمت نقابة الصحفيين عام 2016، ولكنه كان يومًا صعبًا عليه، واتخذ وقتها موقفًا مدافعًا عن المهنة والنقابة، وطالب بإقالة وزير الداخلية آنذاك، وكان رأيه وشجاعته نابعين من غيرته على مهنته ونقابته في وقت عصيب، وانحاز لهم، وتحمل مسؤولية وعواقب الموقف الذي اتخذه، ولم يكن أمرًا سهلًا عليه.

وتابع: "نقول ياسر رزق عندما نريد أن نتحدث عن الالتزام وشجاعة الموقف، ياسر رزق لم يُمل عليه، وكان شريكًا حقيقيًا في أمل وحُلم، وسجّل شهادة دقيقة عن فترة فارقة في حياة مصر بكاتبه سنوات الخماسين، والذي احتوى على وقائع، وهذا بعض ما يعرفه الكاتب الراحل، ولم يتحدث فيه عن تاريخه، ولكن تحدث عن تاريخ مصر، ولم يكذب كذبة واحدة، ولم يدعِ ادعاءً واحدًا".

وأكد "السناوي" أن لا أحد يستطيع أن ينكر أو يتجاهل شهادة ياسر رزق، والذي كان يشعر بأن الموت اقترب منه، رغم أنه كان مطمئنًا بالتقارير الطبية الأخيرة الخاصة بالمرض، ولكن الموت كان إحساسًا داخله، وهو ما دفعه ليكتب كتابه الأخير.

وأضاف: "أعتقد أن ياسر رزق مات بالإرهاق أكثر من الأزمة القلبية أو أي مرض آخر، لأن حجم ما بذله قبل وفاته من ندوات وفضائيات وكتابه، كان كبيرًا وأكثر من اللازم، ياسر قد تختلف معه أو تتفق في بعض المواضع أو المواقف، ولكن أفضل ما يُنسب إليه هو العُمق الإنساني؛ فلم يأذِ أحدًا طوال عمله بمؤسسة أخبار اليوم، وكثيرون كانوا يتعرّضون لظروف تستدعي اتخاذ إجراءات بحقهم، ولكن لم يمضِ في عقاب أحد، وكان يصفح ويسامح".

ولفت إلى أن ياسر رزق كان أكثر رؤساء تحرير أخبار اليوم شعبية، ونجح في إدراتها، وتحويلها إلى مؤسسة ضخمة، وحقق بها نهضة غير مسبوقة، بالإضافة إلى مجلة الإذاعة والتلفزيون، والتي نجح أن يحقق فيها أعلى توزيع على مستوى الجمهورية.

وشدد على أن الكاتب الراحل ياسر رزق انحاز لثورة يناير، وواجه جماعة الإخوان، ولم يأخذ تعليمات من أحد، وكان يراها معركة مصر، رغم اتهام الكثيرين له، إلا أنه كان يتحدّث عن اعتقاده الشخصي، وكان يُعبّر عن أرائه وتصوراته، بالإضافة إلى موقفه في ثورة 30 يونيو، والتي كان شريكًا بها، وجزءًا من جبهة الإنقاذ، وكانت كلمته مسموعة ومؤثرة داخل قطاعات واسعة في الدولة، مؤكدًا أنه استحق احترام بالغ، وتقدير حقيقي من جميع الصحفيين والوطنيين في مصر.

وقال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق وعضو مجلس الشيوخ، إن الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، "رحلة عطاء، وسيرته ستظل عطرة وخالدة"، مؤكدا في الوقت ذاته، أنه لم يشهد شخص متميز إنسانيًا مثله.

وتحدث "حسين"، خلال إحياء الذكرى الأولى للكاتب الصحفي ياسر رزق التي نظمتها نقابة الصحفيين بمقرها مساء اليوم، عن الجانب الإنساني للأخير، قائلا إن: "علاقتي بالراحل ياسر رزق أمتدت لنحو 40 عامًا والتي بدأت منذ الأيام الأولى للالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، في عام 1982 وحتى قبل وفاته بأيام.

وأضاف: ياسر رزق له فضل إنساني عظيم عليَّ، و"كنا سويا في الجامعة قريبين من بعض، وخضنا انتخابات سويا ضد الإخوان عام 1985 و1986، ولاحقا اختار أن ينضم لمؤسسة أخبار اليوم، والتحقت أنا بعدد من المؤسسات وخضت تجارب مختلفة في صحف متنوعة.

وأردف: "رزق رحلة عطاء كبيرة، وكان محبوب من الجميع سواء من اتفق أو اختلف معه، ويعلم الله أنني لم أشهد شخصا متميزا إنسانيًا مثله".

ولفت إلى أن "رزق لم يتغير على المستوى الأخلاقي والإنساني، وكان وفي ومخلص حقيقي لمهنته، وسيرته ستظل عطرة وخالدة".

وقالت الكاتبة الصحفية بمؤسسة أخبار اليوم، أماني ضرغام، زوجة الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، إن "أسرة الفقيد الراحل مرت بعام صعب، ولذا تأخر إعلان جائزة ياسر رزق ومؤسسة ياسر رزق للتنمية والتدريب، لكننا نعد بالإعلان عنهما من نقابة الصحفيين في غضون شهرين".

وأضافت ضرغام، أن الكاتب الراحل سيعيش بيننا لإخلاصه للمهنة والأفكار التي آمن بها ودافع عنها وعمل عليها بكل جدية، ولن يغب لأنه يزرع الخير وزرع عملا نقابيا متميزا سيبقى له طوال العمر.

وتابعت: "لن أتحدث عن الكاتب ًالصحفي فكان كتابا مفتوحا، وصمم على آرائه في لحظات كانت بها اختيارات صعبة وكان انحيازه لمهنته ولحبه لمصر ونقابة الصحفيين أهم من مصالح شخصية قد يبحث عنها البعض".

وزادت: "نحن كأسرة تعرضنا لعام صعب جدا، ووجع الفقد أثر فينا بشكل كبير، لكننا سنكمل مسيرة ياسر وسيظل بيننا ولن يغب ابدا".

وقال عمر ياسر رزق نجل الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، إن والده كرس سنين عديدة فى الدفاع عن مهنة الصحافة، ونقابة الصحفيين، لقناعته بأهمية دور النقابة فى مصر.

وأضاف عمر خلال حفل التأبين، أن والده كن لديه استعداد دائم للدفاع عن مهنة الصحافة لما تمثله من قيم وأهمية للعمل السياسي والاقتصادي وكل جوانب الحياة.

وتابع: "خلال كتابه (سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص)، قام والدي بدور شاهد العصر وليس المؤرخ"، داعيا إلى التمسك بالقيم التي دافع عنها الراحل ياسر رزق، قائلا: "كل ما قام به والدي كان خدمة للوطن".

شارك فى حفل التأبين، أرملة الراحل الكاتبة الصحفية أماني ضرغام، ووالدة الراحل وشقيقته، ونقيب الصحفيين ضياء رشوان، وعدد من أعضاء مجلس النقابة، والكاتب الصحفي عبد الله السناوى والإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري، والكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق وعضو مجلس الشيوخ.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved