أزمة المنطاد الصيني.. لماذا تعود أدوات تجسس الحرب الباردة إلى الواجهة؟

آخر تحديث: السبت 4 فبراير 2023 - 12:48 ص بتوقيت القاهرة

أحمد حسن

أثار إعلان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" عن رصد منطاد تجسس صيني فوق الأراضى الأمريكية، التساؤلات عن حجم المعلومات التي يمكن للمنطاد جمعها، فضلا عن أسباب العودة لاستخدام المنطاد وهو أحد أدوات التجسس القديمة.

وبينما صرح مسؤولون أمريكيون بأن المنطاد، الذي تم رصده لأول مرة فوق ولاية مونتانا في شمال غرب الولايات المتحدة، يوم الخميس، قد يصل وفقا لمساره الحالي إلى عدد من المواقع الحساسة، قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إنه منطاد مدني يستخدم بشكل أساسي لأبحاث الطقس لكنه انحرف عن مساره المخطط له.

من جهته، أوضح بيتر لايتون، الضابط السابق في سلاح الجو الملكي الأسترالي في تصريحات لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية أن استخدام المناطيد في أغراض التجسس يعود إلى زمن الحرب الباردة، حيث استخدمت الولايات المتحدة مئات المناطيد لمراقبة خصومها.

وأضاف لايتون أنه مع ظهور تكنولوجيا الأقمار الصناعية الحديثة التي مكنت أجهزة الاستخبارات من جمع البيانات من الفضاء، فإن استخدام المناطيد أخذ في التلاشي.

وأشار إلى أن التطورات الأخيرة في تصغير الإلكترونيات تشكل حافزا للعودة لاستخدام المناطيد ضمن أدوات التجسس الحديثة، موضحا: "يمكن أن تصبح حمولات المنطاد أقل وزنا الآن، وبالتالي يصبح أسهل في الإطلاق وأقل تكلفة مقارنة بالأقمار الصناعية".

ورجح لايتون أن يكون هدف المنطاد الصيني جمع معلومات عن أنظمة الاتصالات والرادارات الأمريكية، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة "تستخدم ترددات عالية للغاية وقصيرة المدى، ويمكن امتصاصها بواسطة الغلاف الجوي، لذلك، من المحتمل أن يكون المنطاد قادر على جمع مثل هذه البيانات".

ونوه بأن البيانات التي يجمعها المنطاد يمكن نقلها في الوقت الفعلي إلى الصين عبر ربطه بقمر صناعي.

بدوره، يرى بليك هيرزينجر، الخبير بمعهد أمريكان إنتربرايز (مركز بحثي مقره واشنطن)، أنه على الرغم من بطء سرعة المناطيد، لكنه ليس من السهل اكتشافها.

وأوضح أن المناطيد منخفضة الانبعاثات ومن الصعب للغاية رصدها من خلال الأساليب التقليدية أو تكنولوجيا المراقبة".

ووفقا لمحللين، فإن ولاية مونتانا والولايات المجاورة لها تعتبر موطن لمخازن الصواريخ الباليستية الأمريكية العابرة للقارات وقواعد القاذفات الاستراتيجية.

وأكد المسؤولون الأمريكيون أنهم اتخذوا إجراءات لضمان عدم تمكن المنطاد من جمع أي بيانات حساسة، لكنهم قرروا عدم إسقاطه لتجنب سقوطه الحطام على مناطق مأهولة مما يشكل خطرا على الأرواح والممتلكات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved