أحمد بدير: الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا حديثة سوف تمنح الناشرين أدوات لتطوير الصناعة ورفع الكفاءة

آخر تحديث: الأحد 4 فبراير 2024 - 1:48 م بتوقيت القاهرة

أسماء سعد ومحمود عماد:

تواصلت وقائع مؤتمر "آفاق الذكاء الاصطناعي وصناعة المعرفة" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي استضافه الصالون الثقافي بالمعرض، حيث شارك في الجلسة الثالثة تحت عنوان "تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في صناعة النشر"، كل من أحمد بدير مدير عام دار الشروق، ودكتور أشرف مهدي الأستاذ المساعد بكلية الفنون الرقمية جامعة مصر للمعلوماتية، ومروان حماد عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتورة مروة صبري عن كلية تكنولوجيا الأعمال بجامعة مصر للمعلوماتية، فيما أدارت وقائع الجلسة الدكتورة سماء طاهر عميد كلية تكنولوجيا الأعمال بجامعة مصر للمعلوماتية.

وفي كلمته أوضح أحمد بدير مدير عام دار الشروق، أنه في العام 1999 كان يملك بمشاركة آخرون، إحدى الشركات التي لها طابع رقمي وكثر الحديث حينها عن أن الكتاب الإلكتروني سيحل محل الكتاب الورقي، وأن الأخير سوف يواجه الاندثار، وحينها أقدمت دار الشروق على الاستحواذ على الشركة التي أنشأها، مردفا: "للمفارقة فنحن بالعام 2024 ولازال الكتاب الورقي قوي متمتعا بمكانته، ولا يزال يمثل من 85 لـ90% من صناعة النشر، والكتاب الإلكتروني حوالي 3% من صناعة النشر في العالم العربي".

أضاف: "كلما ظهرت تقنية أو تكنولوجيا جديدة، يسود لدى العاملين في أي صناعة إحساس بالتهديد، فعلى سبيل المثال كانت هناك شركات قائمة على نشر دليل التليفون، كانت بارزة في ولايات كبرى بالعالم ودول كاملة، ولكنها لم تعد موجودة اليوم، الأمر مرتبط أيضا بالتليفون الأرضي وتراجعه بسبب الهواتف الذكية".

وذكر أن تلك التغيرات دفعت دار بحجم الشروق، التأقلم مع التكنولوجيا الحديثة، موضحا أنه بطبيعة الحال هناك وظائف سوف تتأثر في صناعة النشر بسبب التقنيات التي تظهر باستمرار، قائلا: "لكن هذا هو سبب وجودنا من الأساس، حيث الإيمان بتطور الإنسانية، والنشر يقوم على أساسين، الأول هو حرية الإبداع والتعبير والنشر، أي الحرية بمعناها الواسع، والأساس الآخر هو حماية حقوق الملكية الفكرية لكل من أبدع وفكر ورسم وقام بالغناء أو التأليف، ضمن أي من المنتجات الثقافية الحضارية التي لو لم يتم صونها وحمايتها، مع الأساس الأول الذي تحدثنا عنه، فبدونهما لن يكون هناك صناعة نشر من الأساس ولن تتقدم الإنسانية".

وعن توقعات أن يكون هناك تغيرات أو تأثرات نتيجة معطيات العصر والمستقبل، علق "بدير": "بالطبع سيكون هناك تغيرات ولكنها إيجابية ولا نخشاها بأي شكل، ونحن في دار الشروق نتطلع ولا نجد مشكلة في استخدام الذكاء الاصطناعي، والاعتماد على تلك التقنيات في شركاتنا".

وأوضح أن إحدى المهامات التي تقوم بها دار النشر عند تلقي كتاب ما من أحد المؤلفين، هو التقييم، وبداية عملية التقييم، ترتبط بالتساؤل حول كون هذا العمل مميزا من عدمه، ولو أردنا التأكد من أن هذا العمل لا يشبه آخر في العالم وأن به نقاط تميز تجعله مختلفا عن أي عمل آخر في السابق والحاضر وبأي مكان في العالم، وذلك صعب تحقيقه بالمجهود البشري هذا مستحيل، لكن مع الذكاء الاصطناعي يصبح الأمر سهلا للغاية، أن يتحقق من المعلومات المعرفية والتواريخ الواردة بهذا العمل، وهو دور يقوم به الكثير من الزملاء اللذين يعملون من أجل تلك الجزئيات فقط، وقيام التقنية بهذا الدور أمر لن يمثل خطرا، لأنه في النهاية نريد أفضل جودة للمنتج، فلا ننظر للأمر كتهديد وإنما كأدوات مساعدة وداعمة وهذا يتطلب أن يكون الناشر متقبل التكنولوجيا وأن يقوم بتدريب موظفيه على التكنولوجيا.

وتابع بدير: "الترجمة وتقييمها مسألة صعبة للغاية، وقيام المترجم بواجبه مع النص، وتصبح العملية مجهدة للغاية، للوصول بالنص المترجم للنص الأصلي ولكن دخول الذكاء الاصطناعي في بعض مراحل تلك العملية للتسهيل على البشر لا أرى فيه أي خطورة أو عيب، فالأدوات الحديثة دورها التسهيل، والإنسان يعيش حياته لكي تكون باقي أموره أسهل، ولو لم تتوائم وتتواكب صناعة النشر مع التكنولوجيا بمعناها الواسع، لازللنا ننقش على الحجارة إلى الآن".

وأكد أنه طالما كان هناك تدخل حقيقي وملموس من جانب الإبداع البشري وإضافة مرتبطة بالإنسان مع الذكاء الاصطناعي فالأمر في النهاية إبداع وليس مجرد نسخ واقتباس، وهو فارق مهم للغاية، ورسالتي للشباب المقبولين على سوق العمل عليهم المواكبة والتعلم على الدوام من كل الأمور المرتبطة بالتكنولوجيا وألا يشعروا بالتهديد والرفض للتعلم من كل ما هو جديد.

فيما قال الأستاذ المساعد بكلية الفنون الرقمية جامعة مصر للمعلوماتية الدكتور أشرف مهدي، إن بداية دراسته تعلقت برسوم الكتاب وتصميم الأغلفة وأنه كل خمس سنوات يكون حريصا على الانتقال إلى فن جديد، وأن الكتاب من الممكن أن يكون به رسومات داخلية وأن الفنان يحتاج إلى التميز حتى لا يصبح الجميع متشابهون، كما أنه يجب على الناشرين الانتباه إلى تلك الجزئية.

وأضاف بالقول: "للأسف الشديد التجارة والصناعة سوف تؤثر على وظائف كثيرة لها علاقة بالفنان الذي يعتمد على طريقة العمل اليدوي، وأنه حال أردنا استخدام الذكاء الصناعي من أجل مساعدة الفنان، حينها سيكون الأمر مسئولية الناشر".

وأبدى المهدي اعتراضه على أن الذكاء الاصطناعي قد يسبب حالة من الاستسهال والتشابه، ذلك غير وارد الحدوث من وجهة نظره، مشيرا إلى معرض مرسوم بالقلم الجاف حول الدماغ، وهو معرض به ستين لوحة كنموذج لافت، مشيرا إلى أن هناك أشياء مبهرة ومميزة في الذكاء الاصطناعي، لكن التجارة والصناعة ستتخلى عن العديد من الوظائف.

أما مروان حماد ممثل الهيئة المصرية العامة للكتاب، فعبر عن خوفه على اللغة العربية جراء الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن الكثيرون ينظرون للغة العربية بصعوبة، وهناك العديد من زملائي الذين يعملون في الهيئة العامة للكتاب، ممن بات لديهم يقين بأن مجال الذكاء الاصطناعي هام للغاية، ولكن في المقابل هناك حالة من الاستسهال في التعامل معه، وأنه بالخارج يحترمون الإنسان بشكل صارم، وأن الحكومة اليابانية اجتمعت منذ أيام لتقر ببنود تحمي الإنسان، والاتحاد الأوروبي سار على النهج ذاته ووضع مبادئ للتعامل مع هذه الأداة الجديدة الخاصة بالذكاء الصناعي.

فيما تطرقت الدكتورة مروة صبري التي تمثل كلية تكنولوجيا الأعمال بجامعة مصر للمعلوماتية، إلى أن صناعة النشر تعد ركنا رئيسيا من الثقافة العالمية، ولها مجموعة من الأدوار الحيوية المتعلقة بالمعرفة وإتاحة المعلومات للقراء، وتتضمن صناعة النشر عمليات إنتاج وتوزيع المحتوى المطبوع والرقمي، والتحرير والتسويق، والتوزيع بدءًا من كتب الطبعة الأولى إلى الكتب الإلكترونية والمجلات الرقمية والمدونات.

وقدمت صبري إيضاحات حول الذكاء الاصطناعي وكونه أحد فروع علم الحاسوب يهتم بإنشاء أنظمة تكنولوجية قادرة على تنفيذ مهام تتطلب ذكاءً بشريًا، وأن واحدة من أهم أهدافه، مرتبطة بإنشاء برامج وأنظمة تعلم الكمبيوتر للقيام بمجموعة متنوعة من المهام التي تتطلب التفكير الذكي والتكيف مع البيئة بطريقة مماثلة للإنسان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved