أطباء: المدخنون معرضون عبر كورونا للإصابة بأعراض خطيرة أو الموت

آخر تحديث: السبت 4 أبريل 2020 - 5:38 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، حثت منظمة الصحة العالمية المواطنين على عدم التدخين لأنه يزيد من خطر الإصابة بأعراض شديدة في حالة التقاط الفيروس.

كما تقدمت الجمعية اليابانية لمكافحة التبغ بطلب إلى الشركات ومديري المباني بإغلاق المساحات المخصصة للتدخين، وفقا لما ذكرته صحيفة ذا ماينيتشي «the mainichi» اليابانية.

وهناك سؤال يطرح نفسه حول نقطة التدخين ومساهمته في انتشار كورونا.. لماذا من الضروري أن يتوقف الناس عن التدخين للحد من انتشار الفيروس؟

تحدثت ماينيتشي شيمبون إلى الدكتور تيتسورو إيشيزاوا، طبيب من الجمعية اليابانية لمكافحة التبغ، والذي يقدم العلاج عبر الإنترنت للإقلاع عن التدخين، متسائلة عن الصلة بين التدخين وفيروس كورونا المستجد.

وقال تيتسورو إيشيزاوا إن المجلة العلمية الأمريكية "مجلة نيو إنجلاند الطبية" أجرت دراسة واسعة النطاق على 1099 من االمدخنين الماصبين بالفيروس في الصين؛ حيث أظهرت بياناتهم أنه عند مقارنتهم بغير المدخنين، تبين أنهم الأكثر عرضة للفيروس بثلاث مرات، حتى ينتهي بهم الحال إلى وحدة العناية المركزة تحت أجهزة التنفس الصناعي، وفي كثير من الأحيان إلى الوفاة.

ووجدت دراسة أخرى حللت أسباب الأعراض الشديدة لدى 78 مريضًا في الصين، وخلُصت إلى أن المدخنين وحتى الذين لديهم تاريخ سابق في التدخين معرضون لخطر الإصابة بأعراض شديدة أعلى 14 مرة من غير المدخنين.

واتفق معه المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها؛ حيث أكدت أبحاثه أن المدخنين أو من كانوا يدخنون في الماضي، هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة من الفيروس.

وقال إيشيزاوا، إنه عندما يصيب فيروس كورونا خلايا الشخص، فإنه يستخدم المستقبلات في غشاء الخلية التي يتم تنشيطها بالتدخين، ولهذا السبب يُعتقد أن انتقاله بين المدخنين يصبح أوسع مما يجعلهم أكثر عرضة للفيروس.

وأضاف أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ طويل من التدخين كانت وظائف الرئة لديهم تعمل بشكل غير صحي، وفي اليابان كان 90% من المرضى الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، فيما تطورت حالتهم بشكل أكبر بعد التدخين.

كما أنهم معرضون لخطر الوفاة بسبب الالتهاب الرئوي؛ ولذلك إذا كان مثل هؤلاء الأشخاص يصابون بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا، فسيكون لديهم فرصة أكبر في الإصابة بأعراض خطيرة أو الموت.

وأفادت تقارير أن الأشخاص الذين يعانون من تلف دائم في الرئة بعد شفائهم من الفيروس سيحتاجون إلى العلاج بالأكسجين في المنزل بعد الإصابة.

وعن طلب الجمعية اليابانية بإغلاق أماكن التبغ، قال الدكتور إيشيزاوا: "لأن المدخنين يمكن أن يتسببوا في مجموعات عدوى أكثر حددت لجنة خبراء الحكومة اليابانية ثلاثة شروط تزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى؛ وهي أن يكون الهواء مغلقًا ولا توجد تهوية جيدة، وأن يتحدث الناس على مقربة من بعضهم البعض؛ ومن المؤكد أن غرف التدخين تستوفي الشروط جميعها، موضحا أنه لمنع انتشار الفيروس، وعدم السماح بانتشار العدوى أغلقت العديد من الشركات أماكن التدخين في مبانيها".

كما أن الإجراءات المرتبطة بالتدخين تنطوي على مخاطر العدوى المحتملة؛ إذ يرفع المدخنون أيديهم إلى فمهم مرات لا حصر لها، مما يسهل على أي فيروسات بأيديهم الدخول إلى الفم أو الأنف، كما يزيلون أقنعة الوجه التي يرتدونها مرات كثيرة من أجل التدخين، وكل تلك الأنشطة يمكنها أن تزيد من انتشار الفيروس.

وأشار إلى أن الدخان الذي يخرج من أنفاس المدخنين يمكن أن ينشر الفيروس، من خلال الهواء الجوي، مضيفًا أن الفيروس يحتفظ بحالته المعدية قرابة الثلاث ساعات، بما أن منتجات التبغ الساخنة، وهي السجائر التي تسخن التبغ لتحرير مواد من النيكوتين ومواد أخرى يستنشقها المدخن، تنتج عددًا كبيرًا من الأدخنة الجوية الضارة أيضا، ولذلك ينبغي أن يأخذ مدخنون التبغ الساخن نفس مستوى العناية.

وأردف أنه بداية من شهر أبريل الجاري ستدخل تعديلات قانونية؛ بهدف التقليل من حالات التدخين السلبي، مناشدًا المدخنين بالتفكير في التخلي عن هذه العادة؛ للحد من انتشار فيروس كورونا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved