في ذكراه.. قصة لقاء السحاب بين «عبدالوهاب وأم كلثوم» وتنازله عن «إنت عمري» (فيديو)

آخر تحديث: السبت 4 مايو 2019 - 2:55 م بتوقيت القاهرة

محمد رزق

في 4 مايو عام 1991، كانت مصر على موعد مع رحيل أحد علامات الموسيقى العربي، الذي عاصر ولحن لعدد كبير من فناني الزمن الجميل كعبدالحليم حافظ ووديع الصافي وفيروز وصباح وليلى مراد، فضلا عن صوته العذب في عشرات من الأعمال الغنائية فاستحق بجدارة لقب "موسيقار الأجيال".

عمل الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، مع عدد كبير من فناني الوطن العربي، إلا أن عمله الأول مع كوكب الشرق أم كلثوم في أغنية "إنت عمري"، أُطلق عليه "لقاء السحاب" حسبما سماها الكاتب الصحفي كامل الشناوي، الأغنية نفسها تحمل الكثير من التفاصيل والكواليس التي كانت خفية وقتها وانكشفت مع مرور الزمن على لسان أبطالها، أو حتى أشخاص عاصروا القصة.

إنت عمري..تنازل عنها عبد الوهاب لأم كلثوم:

الأغنية العالقة في أذهان كل من يعشق صوت كوكب الشرق وألحان موسيقار الأجيال، كان من المفترض أن يُغنيها محمد عبدالوهاب نفسه الذي قرر أن تكون الأغنية هي بداية علاقته وعمله مع أم كلثوم ويتنازل عنها مقابل التلحين لها، وأخفى عنها هذه الحقيقة حتى وفاتها، وأعلن ذلك خلال أحد لقاءاته التلفزيونية.

آنذاك قال عبدالوهاب إنه كان يكن لها كل احترام وتقدير، وكثيرًا ماكان يرغب في العمل معها ولكن الظروف لم تكن، وكان المتعهدين هم سبب عدم العمل سويًا، وأنه في ذات الأيام كان يُلحن أغنية "إنت عمري" بعدما قدمها له صديقه الشاعر أحمد شفيق كامل، وكان مفترض أن يغنيها، وخلال ذلك زاره صديقه أحمد الحفناوي، قادمًا من جلسة مع السيدة أم كلثوم.

وأخبر الحفناوي أنه تحدث مع كوكب الشرق للعمل مع عبدالوهاب، ورحبت بالأمر وقتها، وأكد عبدالوهاب، أنه قرر تقديم لحن "أنت عمري" للسيدة أم كلثوم الذي كان من المفترض أن يغنيه هو بنفسه، وتحدث مع أم كلثوم هاتفيًا واتفقا على اللقاء في اليوم التالي وأن يُقدم لها اللحن والأغنية.

وطلب موسيقار الأجيال من الشاعر أحمد شفيق كامل أن يُقدم الأغنية بنفسه لأم كلثوم وعدم إخبارها بأن الأغنية نفسها كانت له، واتفقا على بدء البروفات وتقديم الأغنية خلال الحفل الشهري لأم كلثوم، وفرض سرية كبيرة على كلمات الأغنية قبل عرضها.

وأدخل عبدالوهاب وقتها آلة الجيتار لفرقة أم كلثوم، الأمر الذي لم تعترض عليه كوكب الشرق، وكانت الأغنية هي آخر ماتم تقديمه على مسرح الأزبكية عام 1964.

عبد الوهاب يحذف تسجيل الأغنية بصوته:

خلال أحد اللقاءات التلفزيونة، كشف الشاعر أحمد شفيق كامل، عن سر جديد في لقاء السحاب، وإن عبدالوهاب قبل تقديم الأغنية لأم كلثوم كان قد سجلها بصوته واحتفظ كامل بالشريط معه، وفي اليوم السابق لتسجيل كوكب الشرق للأغنية طلب موسيقار الأجيال الشريط للاستماع للحن معين فيه فلم يمانع كامل.

وبعد أيام أعاد عبدالوهاب الشريط لصديقه الشاعر وفوجئ بأنه فارغ، حيث قام عبدالوهاب بحذف التسجيل؛ تنفيذًا لوعده الذي قدمه لأم كلثوم بأنه لن يًسجل الأغنية لأحد غيرها.

رغم حذف عبدالوهاب تسجيل الأغنية، إلا أن هناك عدد من التسجيلات الأخرى عبر "اليوتيوب" للأغنية بصوته.

تعديلات أم كلثوم على الأغنية:

يبدو أن الكواليس المصاحبة للأغنية لا تنتهي؛ حيث يروي الشاعر مصطفى الضمرانى، في كتابه "حكايات وراء أغاني زمن الفن الجميل"، عن سر جديد وراء الأغنية، أن كوكب الشرق أضافت بعد التعديلات عليها واستبدلت بعد الكلمات تظهر في شكلها المُتعارف عليها حتى الآن.

خلال بروفات التجهيز للأغنية ظهرت موهبة أم كلثوم في الشعر في كلمات بسيطة.

 

التعديل الأول كان في مقطع "رجَّعوني عنيك لأيامي اللي راحوا.. علموني أندم على الماضي وجراحه واللي شوفته قبل ما تشوفك عينيه.. عمر ضايع، يحسبوه إزاي عليه إنت عمري اللي ابتدى بنورك صباحُه".

فكانت بداية الأغنية التي كتبها أحمد شفيق بكلمة "شوَّقوني"، وابدلتها أم كلثوم بـ "رجعوني"، ووافق عبد الوهاب وشفيق على التعديل بعدما وجدا أن الجملة أصبحت أفضل.

التعديل الثاني كان في مقطع "من حنان قلبي اللي طال شوقه لحنانك"، حيث كان المقطع الأصلي لهذة الجملة "من حنان قلبي اللي بيشابي حنانك".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved