مهنة البوسطجي تحتفظ بقيمتها في جبال ريونيون الفرنسية المعزولة عن العالم

آخر تحديث: الثلاثاء 4 مايو 2021 - 12:30 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد:

يتوارد لذهن كل من يسمع كلمة "البوسطة" أى شيء قديم وتراثي، كحال المهنة نفسها التى لم تعد تلقي اهتماما في زمن الهواتف الذكية، ولكن شعب المافاتي سليل العبيد الهاربين من حقول قصب السكر بمستعمرة ريونيون الفرنسية، ما زالوا يعرفون قيمة رجل البوسطة الذي يجوب قمم الجبال البركانية التى لا تصلها السيارات، ليكون هو وسيلة التواصل الوحيدة بين أهالى تلك المناطق والعالم الخارجى.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، يجوب رجلا البوسطة ريناى كلود وسيرول يولاند، الجزر الواقعة بأرخبيل سيرك البركاني، ليحملا أمانة ثقيلة من الرسائل والطرود، وليكون لهما دور مهم في إيصال الأخبار إن كانت جيدة أو سيئة.

كلود البالغ 39 عاما، مهمته شاقة نظرا لخبرته، إذ يحمل 20 كيلوجراما من الرسائل يوميا يسير بها خلال 20 كيلومترا من الجبال الوعرة.

ويغطي كلود 160 منزلا موزعا على 9 جزر بركانية، إذ يبلغ طول رحلته 100 كيلومتر مقسمة على رحلتين في الأسبوع.

وسجل كلود يناير الماضى أكثر من 35100 خطوة طوال فترة عمله وتسلق ما يناظر 350 طابقا من المرتفعات.

ونظرا لكثرة المسافات التى يقطعها كلود مشيا على الأقدام بالجبال، توفر له خدمة البوسطة الفرنسية 3 أزواج من الأحذية؛ تعويضا عن تلك التى تتلف لصعوبة الطريق.

ويحمل كلود القليل من المياه في رحلته، رغم الحر الشديد، لكن الأهالي يعتنون به في بيوتهم ويقدمون له الشراب.

يقول كلود إن قانون المنطقة كلما نزل المرء، عليه أن يصعد مجددا، مشيرا لصعوبة المرتفعات والسفوح.

أما سيرول، نظرا لأنه يصغر كلود بعقد من العمر، فمهمته أخف، إذ يحمل 10 كيلوجرامات من الرسائل، يسير بها مسافة 10 كيلومترات يوميا، بينما تطول رحلته ليومين أسبوعيا فقط.

ويغطي سيرول 3 جزر تحتوي على 150 منزلا، ويسهل عليه خلال عمله، كون والده موظف بنفس المجال ويفيده بخبرته.

ويتجنب سيرول السير ليلا لخطورة العواصف، كما شهد بعض الثورانات البركانية.

ويقوم كلود وسيرول، بجانب توصيل الرسائل، بمهمة كتابة الرسائل للقرويين الأميين.

ويقول سيرول إنه لاحظ تزايد في عدد الرسائل المحمل بها، نظرا لتزايد سكان الأرخبيل الذين يفشلون في الحصول على عمل في المدينة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved