السكان في خطر.. صراعات الأراضي تحطم الرقم القياسي في البرازيل منذ عام 1985

آخر تحديث: الجمعة 4 يونيو 2021 - 4:58 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي:

بلغ عدد النزاعات على الأراضي في البرازيل، 1576 حالة في عام 2020، وكسر الرقم القياسي الذي سجلته لجنة الأراضي الرعوية التابعة للكنيسة الكاثوليكية التي تتابع القضية منذ عام 1985.

ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 25% عن عام 2019، و57.6% عن عام 2018، ويبلغ متوسط ​​4.31 نزاع على الأراضي يوميًا، وقد تعرضت 171625 أسرة لنزاع الأراضي في عام 2020، تشكل خمسها النزاع على أراضي الشعوب الأصلية.

وفقًا للبيانات الصادرة في 31 مايو، يرتفع عدد النزاعات الريفية إلى 2.054 عندما يتم تضمين قضايا العمل والنزاعات المتعلقة بالمياه، بزيادة قدرها 8% عن عام 2019.

تقول إيسوليت ويتشينيسكي، المنسقة التنفيذية الوطنية للجنة مناهضة التعذيب في البرازيل، إن جائحة كورونا كان لها تأثيرا، من حيث إعاقة الوصول إلى مؤسسات الدفاع عن حقوق الإنسان وتقليل الخدمات المجتمعية التي تساعد في حماية السكان المحليين، إلى جانب الإجراءات الحكومية.

وأضافت ويتشينيسكي لموقع مونجاباي، قائلة: "الموقف الحكومي الرسمي تجاه حقوق حيازة الأسلحة، لصالح المنقبين وعمال المناجم، وداعمًا لاستخدام أراضي السكان الأصليين من قبل شركات التعدين، يشجع على الاستيلاء على الأراضي والغزو، مما يؤثر بشكل مباشر على عدد النزاعات في هذا المجال".

ويتزامن العدد القياسي للنزاعات على الأراضي في عام 2020، وما قبل ذلك في عام 2019 ، مع فترة ولاية الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي غالبًا ما يُتهم بتفضيل منتهكي الأراضي وغزاة التنجيم عن الذهب على حساب الحركات الاجتماعية والمجتمعات المحلية، وبما ينتهك اللوائح البيئية.

وتضاعف غزو الأراضي في عام 2020، بما انتهك أراضي 81.255 أسرة من الشعوب الأصلية، التي تمثل ما يقرب من 72% من إجمالي المنتهكة أراضيهم.

ولا يزال التعدي من العاملين غير الشرعيين في مناجم الذهب مستمر ضد السكان الأصليين في غابات الأمازون البرازيلية، بالتعدي بحرق المنازل وخاصة منازل بعض قيادات حقوق الحفاظ على السكان والبيئة، ومناهضة التعدين وانتهاك الأراضي بغير حق والاستيلاء على مخزون تلك القرى.

ولم يجدى نفعا ما نفذته قوة مشتركة من الشرطة الفيدرالية ووكالة شؤون السكان الأصليين، ووكالة حماية البيئة، من عمليات في عام 2019 للحد من إزالة الغابات بشكل غير قانوني في محمية كاديويو للسكان الأصليين في ولاية ماتو غروسو دو سول البرازيلية.

وقام عمال المناجم غير القانونيين في الأسبوع الماضي، بأعمال تخريبية، حيث أطلقوا النار وأضرموا النيران في منازل العديد من زعماء السكان الأصليين في محمية موندوروكو الأصلية في منطقة الأمازون.

وغالبًا ما تحولت النزاعات على الأراضي إلى وضع قاتل، حيث يمثل السكان الأصليون 7 من 18 شخصًا قُتلوا في النزاعات الريفية التي سجلتها اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب العام الماضي، و12 من 35 هدفًا معرض للقتل.

ويقع زعماء السكان الأصليين تحت رحمة العنف الناجم عن موقف حكومي يشجع التعدين المفتوح واستكشاف الأراضي، حسبما يقول إلوي تيرينا، المنسق القانوني لمفصلة الشعوب الأصلية في البرازيل.

ومنذ توليه منصبه، عارض الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو ترسيم حدود محميات السكان الأصليين ودعم مشروع قانون من شأنه أن يسمح لعمال المناجم البرية باستغلالها بحرية، وهو انتهاك لدستور البرازيل، وفي بث مباشر أواخر الشهر الماضي، قال بولسونارو إنه يخطط لزيارة منجم برية وأشار إلى أن حكومته لن تعاقبهم.

وأكد بولسونارو: "لن نعتقل أي شخص. أريد أن أتحدث إلى الناس، لأعلم كيف يعيشون هناك، وللبدء في التعرف على كمية الذهب التي يتم إنتاجها".

كما روج أعضاء رئيسيون في حكومته، بمن فيهم وزير البيئة ريكاردو ساليس، لما يسميه المدافعون "رواية خاطئة" مفادها بأن سكان موندوروكو الأصليين يرحبون بمناجم القطط البرية كمصدر للتنمية والثروة للاحتياطي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved