«الشروق» تفتح ملف عودة ظاهرة مسلسلات «المشاهير».. دراما السير الذاتية للنجوم.. قليل من النجاح كثير من الفشل

آخر تحديث: السبت 4 يوليه 2020 - 9:22 م بتوقيت القاهرة

إيناس عبدالله

منذ لحظة إعلان الفنان محمد رمضان عن تعاقده على بطولة مسلسل «الإمبراطور» الذى يحكى قصة حياة الفنان الراحل أحمد زكى، وقامت الدنيا ولم تقعد، وحدث جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعى، وأبدى كثيرون اعتراضهم عليه، إلا أن هذا الجدل لم يمنع بعض الفنانين كى يبادروا للإعلان عن تحضيرهم لمشروعات مشابهة، فأعلنت الفنانة بشرى عن تحضيراتها لمسلسل يستعرض قصة حياة المطربة «داليدا»، وأعلن المؤلف حسين مصطفى محرم أنه تعاقد على كتابة مسلسل عن المطرب الراحل «محمد فوزى» ومرشح لبطولته الفنان تامر حسنى، فيما يعد عودة ظاهرة مسلسلات «المشاهير» بعد غياب 7 أعوام متتالية، ليطرح أسئلة كثيرة منها، ما سر عودة هذه الظاهرة رغم أن الواقع يقول إن معظم أعمال السير الذاتية التى تعرضت لقصص حياة الفنانين تحديدا، سواء على مستوى الأفلام أو المسلسلات، لم تحقق النجاح المرجو منه، بل تعرضت لهجوم ضارٍ، ودفع أبطالها ثمنا كبيرا، ولماذا يصر الفنان أن يلعب قصة حياة فنان آخر لا تزال أعماله تعرض حتى اليوم وتلقى إقبالا كبيرا، هل هى محاولة للنجاح على أكتاف غيره أم محاولة لتكرار نجاح مسلسل «أم كلثوم» الذى لا يزال «الحالة الشاذة» لهذه القاعدة؟ وأسئلة أخرى كثيرة.. حاولت «الشروق» فى هذا الملف العثور على أجوبة لها.

** 9 مسلسلات تناولت حياة النجوم.. و«أم كلثوم» و«أسمهان» الأكثر نجاحا

ــ «العندليب» يطيح بطموحات شادى شامل.. و«السندريلا» تصيب منى زكى بالاكتئاب
ــ «تحية كاريوكا» تضع وفاء عامر فى مرمى نيران النقاد.. و«قلبى دليلى» يكتب نهاية مبكرة لصفاء سلطان فى الدراما المصرية
ــ «أهل الهوى» لم يكن مسك الختام لمشوار الراحل محفوظ عبدالرحمن فى التليفزيون
لم يكن النجاح حليفا لمعظم مسلسلات السير الذاتية التى استعرضت قصص حياة مجموعة من الفنانين، فمن بين 9 أعمال تناولت قصص «المشاهير» نجح واحد منهم فقط بتقدير امتياز بشهادة النقاد والجمهور وهو مسلسل «أم كلثوم» الذى لعبت بطولته الفنانة صابرين، مما دفع «صابرين» للتفكير فى الاعتزال، إيمانا من جانبها أنها قدمت عملا لا يتكرر فى حياة الفنان سوى مرة واحدة، وذلك قبل تراجعها عن قرارها ومواصلة مسيرتها فى التمثيل، فيما حصل مسلسل «أسمهان» الذى لعبت بطولته الفنانة السورية سلاف فواخرجى على تقدير جيد، واعتبرته سلاف نقطة تحول فى مشوارها الفنى وسبب انطلاقها فى مصر، بينما حصل مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذى حكى قصة الفنان الراحل إسماعيل يس على تقدير مقبول، وجسد الفنان أشرف عبدالباقى الذى لام فى حينها النقاد لأنه رأى أنهم يتصيدون له الأخطاء، كما قاموا بنقد العمل وهو لا يزال فى حلقاته الأولى، أما باقى الأعمال وعددها 6 كانت نتيجتها «لم ينجح أحد» بتأكيد معظم النقاد، وجاءت تصريحات بعض أبطال هذه الأعمال لتؤكد هذه النتيجة، فصرحت الفنانة منى زكى أن «السندريلا» الذى حكى قصة حياة الفنانة سعاد حسنى تسبب لها فى حالة اكتئاب لفترة طويلة، وربما كان هذا السبب فى ابتعادها عن الشاشة الصغيرة لمدة 7 أعوام قبل أن تعود من خلال مسلسل «آسيا»، وتعرضت منى زكى لانتقادات لاذعة، واتهمها البعض بافتقادها هذا الوهج الذى ظلت الفنانة الراحلة سعاد حسنى تتمتع به حتى وفاتها، وتكرر الأمر مع الفنان شادى شامل، بطل مسلسل «العندليب حكاية شعب» الذى تم اختياره للعب دور الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، بعد نجاجه فى المسابقة التى نظمتها الجهة المنتجة للمسلسل، خصيصا لاختيار شبيه «حليم»، وراود الفنان الصاعد طموحات كبيرة نحو الشهرة لكنها تحطمت بعد عرض المسلسل، رغم كل الدعاية التى حظى بها، بعد أن قوبل المسلسل بهجوم شديد، ولم يحقق العمل النجاح المتوقع له، وهوى النجم الصاعد بمرور الوقت، فبعد عرض المسلسل عام 2006، اكتفى شادى بالمشاركة فى أدوار صغيرة فى بعض الأعمال الدرامية كان آخرها المرافعة 2014 وبعدها اختفى تماما من عالم التمثيل.
أما مسلسل «قلبى دليلى» فقضى على كل طموحات الممثلة الأردنية صفاء سلطان فى الشهرة والنجومية والانطلاق من مصر «هوليوود الشرق» بعد أن ظنت أن أداءها لقصة حياة الفنانة الراحلة ليلى مراد سيكون جواز سفرها نحو الشهرة، فكان جواز سفرها لأماكن أخرى بعيدة عن مصر، فلم يلق أداؤها للدور إعجاب الناس والنقاد، وتعرضت لانتقادات وهجوم متواصل، وقالت فى تصريحات صحفية إن هذا العمل هو الذى أبعدها عن الدراما المصرية بعد أن ظل الهجوم يلاحقها لشهور طويلة.
وكذلك قضى مسلسل «الشحرورة» على طموحات المطربة اللبنانية كارول سماحة فى التمثيل بالدراما التليفزيونية مرة أخرى، فرغم أن كارول صرحت أنها لم تحزن من النقد الذى وجه لها بعد أدائها لشخصية المطربة الراحلة «صباح»، لكن منذ أن لعبت بطولة المسلسل عام 2011 وحتى الآن لم تشارك كارول فى بطولة أى عمل تليفزيونى.
وبسبب تحية كاريوكا وضعت الفنانة وفاء عامر نفسها فى مرمى نيران النقد والهجوم، بعد أن وجه لها انتقادات كثيرة لعدم اقتناع كثيرين بأدائها لدور تحية فى مسلسل «كاريوكا».
ورغم أن الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن كان أحد أهم عناصر نجاح مسلسل «أم كلثوم»، لكنه رحل وهو غير راضٍ عن آخر مسلسلاته التليفزيونية «أهل الهوى»؛ حيث كان آخر مسلسل «سيرة ذاتية» تم إنتاجه قبل أن تتوقف مسلسلات السير الذاتية وكان هذا عام 2013، وكان أيضا آخر عمل تليفزيونى لـ«محفوظ» الذى استعرض قصة حياة فنان الشعب سيد درويش والشاعر بيرم التونسى.
ولكن للأسف لم يكن هذا المسلسل حسن الختام لمشواره مع الدراما التليفزيونية، وكان الراحل يرفض دوما التعليق عنه، خاصة أنه غير معتاد ألا يحقق عمل قام بتأليفه النجاح المتوقع له، خاصة أنه يظل يكتب فى المسلسل الواحد لعدة سنوات، بعد أن يخوض رحلة طويلة فى البحث والقراءة، وتعرض المسلسل لهجوم كبير وهو الذى لعب بطولته كل من إيمان البحر درويش وفاروق الفيشاوى وأخرجه عمر عبدالعزيز.
.................................................................

** نجوم أعلنوا رفضهم لعمل مسلسلات سير ذاتية عنهم وآخرون رحبوا بها
ــ نبيلة عبيد: كتبت فى وصيتى «رفضى» حتى لا يدعى أحد فيما بعد أنه حصل على موافقتى
ــ نادية الجندى: مشوارى مشرف وأرحب بعمل مسلسل عنى
ــ سميحة أيوب ترشح حنان مطاوع للعب قصة حياتها وتؤكد: ليس لدى ما أخفيه
ــ نادية لطفى قبل وفاتها: من يريد معرفة قصة حياتى.. لقاءاتى التليفزيونية موجودة
انقسم الفنانون الكبار فيما بينهم، حول مدى قبولهم تجسيد قصص حياتهم على الشاشة، ففى الوقت الذى رحب فيه البعض، رفض البعض الآخر رفضا تاما، بل وصل الأمر للحد لكتابة هذا الرفض بشكل واضح وصريح فى وصيتهم كما فعلت الفنانة نبيلة عبيد التى قالت لـ«الشروق»: إنه رغم إعلانها الواضح والصريح أنها غير موافقة بالمرة على تجسيد قصة حياتها سواء فى فيلم أو مسلسل، لكنها رأت ضرورة أن تكتب رفضها هذا بشكل واضح وصريح فى وصيتها، حتى لا يستغل البعض كونها شخصية عامة، ويعطى لنفسه الحق ويكتب مسلسلا عنها.
والسبب فى رفضها تقول نبيلة إن كل مسسلات السير الذاتية لم تحظ على إعجابها، ولم تكن مناسبة لاسم وقيمة الفنان صاحب السيرة، وتنفيذها كان سيئا للغاية، و«أنا أريد أن أختم حياتى بشكل «حلو» على حد قولها.
فهى سعت كما أكدت أن ترسم صورة ذهنية جميلة عنها فى عيون ناس، فكيف تترك الآخرين كى يعبثوا بهذه الصورة.
وقالت: ممنوع منعا باتا تجسيد قصة حياتى، كما أن قصة حياتى لمن يرغب فى معرفتها قمت بحكيها بنفسى فى حوار أجراه معى الكاتب الكبير مفيد فوزى، والذى سجل معى 8 حلقات استعرضت فيها قصة حياتى وهى إنتاج شبكة قنوات mbc والتى قامت بعرض الحلقات أكثر من مرة، وهى موجودة لمن يريد.
وقد كان هذا نفس رأى الفنانة الراحلة نادية لطفى فرغم أنها قدمت فيلما لعبت فيه دور الراقصة بديعة مصابنى، لكنها رفضت فكرة تقديم عمل درامى عنها وقالت فى آخر حواراتها المسجلة لـ«الشروق»:
عرضت على فكرة كتابة مسلسل عنى ولكنى رفضت، فكيف يتحدث أحد نيابة عنى فهذا أمر مرفوض، ربما يتحمس البعض لكتابة مسلسل عنى بعد رحيلى عن الدنيا، وحينها لن أستطيع أن أرفض فسأكون مشغولة فى أمور أخرى، لكن رأيى عموما فى هذا الموضع أننى لست راغبة فيه، مثلما لم أفكر فى كتابة مذكراتى، فأنا أرى أن الجمهور لو كان يحب سماع قصة حياتى وذكرياتى ومشوارى، فسوف يبحث عن لقاءاتى التليفزيونية ويقرأ أحاديثى، فأنا متاحة، وكل مواقفى معلنة، بالصوت والصورة، وبالتالى لا أعتقد أن مثل هذا النوع من الأعمال قد يلقى قبول الناس.
من ناحية أخرى أبدت الفنانة نادية الجندى ترحيبها الكبير بعمل مسلسل سيرة ذاتية عنها، وأعلنت أنه إذا عُرض عليها الفكرة سترحب بها بشدة وقالت: «قصة حياتى مشرفة ومليئة بالمواقف والأحداث المختلفة، ومحطات درامية كثيرة، وأنا أواصل الليل بالنهار، وأحفر فى الصخر وأتحدى الجميع كى أحقق النجاح الكبير الذى لا ينكره أحد، وكيف كنت الفنانة الوحيدة القادرة على منافسة النجوم الرجال فى شباك التذاكر وحصد الإيرادات، وكم العقبات التى مريت بها فى حياتى والمكائد والمؤامرات التى تعرضت لها، لكن الحمد لله كنت أخرج منها جميعا منتصرة، وفى القمة».
أما الفنانة سميحة أيوب «سيدة المسرح» فلم تكتفِ بالموافقة على تجسيد قصة حياتها فحسب بل قامت بترشيح الفنانة حنان مطاوع لتلعب دورها؛ حيث رأت أنها الأنسب، سواء من حيث الشكل أو الموهبة، وحينما سألتها «الشروق» هل تقبلين تجسيد حياتك فى عمل درامى يتعرض لخصوصياتك ولزيجاتك؟ أجابت على الفور، أقبل بالطبع، فحياة الفنان ليست ملكه وليس هناك ما أخفيه، فالكل يعلم عنى الكثير، فى زمن لم يعد به أسرار، وعليه لن أنزعج من هذا الفكرة خاصة أننى أتباهى بما فعلته، فتاريخى ملىء بالنجاحات والعقبات أيضا فلم تكن الأرض ممهدة، ولكن اعتدت ألا أتوقف كثيرا عندها، ويكفى أننى توليت إدارة المسرح القومى لمدة 14 عاما، وهى أطول فترة فى تاريخ هذا المسرح، فكثيرون تعبوا منذ العام الأول، ولكنى كافحت، واستقلت، حينما اشتد عود المسرح، وحقق نجاحات، وقلت إنه حان الوقت لتتولى إدارة جديدة المكان الذى للأسف يحاصره الباعة الجائلون.
وبسؤالها من ترشحها للعب دورها أجابت «دون تفكير حنان مطاوع فهى ممثله رائعة وكل يوم تثبت كفاءاتها وقدرتها على لعب الشخصيات المختلفة بطريقة مبهرة، وأعتقد أنها خير من يلعب شخصيتى».
............................................

** النقاد يشككون فى تنفيذ «فوزى» و«داليدا» ويعتبرون «أحمد زكى» حالة استثنائية
ــ طارق الشناوى:
الجمهور تشبع من هذه النوعية من الأعمال.. ومحمد رمضان سر حماس الجهة المنتجة لمسلسل «الإمبراطور»
ــ خيرية البشلاوى:
نجاح «الاختيار» المنقطع النظير يؤكد أننا لسنا بحاجة الآن لمسلسلات تحكى قصص «فنانين»
أجمع النقاد أن كل مشروعات «السير الذاتية» التى تم الإعلان عنها بعد الإعلان عن تنفيذ مسلسل «الإمبراطور» لن يتم تنفيذها، واعتبروها كلام فى «الهوا»، وأكدوا جميعا أنه لولا حماس الفنان محمد رمضان لتقديم قصة حياة الفنان الراحل أحمد زكى، لم يكن لهذا المسلسل أن يخرج للنور قريبا.
وكانت البداية مع الناقد طارق الشناوى الذى قال: سبب توقف مسلسلات السير الذاتية لفترة طويلة، أن المشاهدين تشبعوا من هذه النوعية للأعمال، فحينما نشاهد قصة حياة فنان ما، بالضرورة نشاهد معه قصص حياة فنانين آخرين كان يتعامل معهم بشكل أو بآخر، وهو ما تعذر تنفيذ مشروعات أخرى، فظهر فريد الأطرش ضمن أحداث مسلسل «أسمهان»، وعليه كان صعبا على أى أحد إنتاج مسلسل خاص بـ«فريد» بعد هذا، وغيره من الأسماء الأخرى، إضافة إلى أن مؤلف هذه النوعية من الأعمال يجد نفسه محاطا بالعديد من المشكلات منها مشاكل قانونية وأخرى مع الورثة، وخوف المؤلف من الجمهور نفسه الذى إذا أحب فنانا يرفض إظهار الجوانب السلبية فى حياتها، ولذا نجد أن مسلسل «اسمهان» هو المسلسل الوحيد الذى حقق نتيجة طيبة، بخلاف مسلسل «أم كلثوم» بالطبع الذى كان فى مكانة خاصة به منفردا عن باقى مسلسلات السير الذاتية، وسر نجاح «أسمهان» أن صناع المسلسل قدموا لنا حياتها بكل موضوعية فشاهدناها كيف كانت تشرب الخمر وعلاقاتها المتعددة مع الرجال، أما بخلاف هذا فلم تنجح باقى الأعمال التى تنتمى لنفس النوعية.
وتابع «الشناوى»: وبالتالى انتهت الظاهرة وأغلب الظن أنها لن تعود، وحماس محمد رمضان هو الذى أعاد التفكير فى هذه النوعية من المسلسلات، لكن كل من أعلن عن مشروع سير ذاتية لن يستطيع تنفيذه، فهو لا يمتلك المقومات التى يمتلكها «رمضان» القادر على إقناع الجهة المنتجة لتنفيذ مشروعه لأنه قادر على تسويق أعماله، وبالتالى تعطيه الحق ليختار مشروعاته ومؤلف ومخرج أعماله، وهو ما لا يتوفر مع أصحاب المشروعات الأخرى.
أما الناقدة خيرية البشلاوى فتنبأت بفشل هذه المشروعات قبل تصويرها وقال:
سر نجاح مسلسلات السير الذاتية هو الموضوع، والهدف منه، واختيار الشخص المناسب لتسليط الضوء عليه، وهذا كان سر نجاح «أم كلثوم» فهى صاحبة مرحلة فنية مهمة، وقدمت موسيقى متطورة، وتعاونت مع كبار الشعراء والملحنين وغنت بالفصحى، ولديها سيرة كبيرة تجعل أى مبدع يتوقف عنها، إضافة إلى أن العمل قام بتأليفه الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، وأخرجته المبدعة إنعام محمد على، التى أجادت اختيار أبطالها، لكن فيما عدا هذا لم تحقق الأعمال الأخرى نجاحا كبيرا، بل معظمها فشل بجدارة، لأن صناع هذه الأعمال لم يدرسوا مشروعاتهم جيدا ولم ينفذوها كما ينبغى.
وأضافت «البشلاوى»: لا أتوقع أن يتم تنفيذ أى مشروعات سير ذاتية خاصة بالفنانين الفترة القادمة، وسيقتصر الموضوع على مسلسل «الإمبراطور» فقط، والذى بالمناسبة لا أتوقع له النجاح، فنحن نمر بوقت صعب للغاية، وأصبحنا بحاجة إلى نوعية مختلفة من الأعمال مثل مسلسل «الاختيار» الذى حقق نجاحا مدويا وجعل مصر كلها تبكى على شهدائها، وهذا المشاهد الذى تأثر واندمج مع هذه النوعية كيف يتفاعل مع مسلسل يحكى قصة «فنان»، وأنا هنا لا أقلل من قيمة أحمد زكى، فهو صاحب موهبة عبقرية لكن على مستوى حياته لم يقدم أى إنجاز، واندهشت حينما علمت أن مؤلف العمل، بشير الديك لن يتعرض لحياة «زكى» الخاصة بل سيكتفى بأعماله، وعليه فأى جديد سيأتى به والمشاهد يوميا يرى هذه الأعمال، وكنت أتمنى أن يكون صناع الدراما على قدر الحدث والمسئولية فمصر تواجه صراعات من كل اتجاه، ولابد أن تكون الدراما المرآة الحقيقية لما يحدث، بدلا من هذا الإفلاس، وأن تختار شخصيات أكثر تأثيرا، ولا تضيع وقت المشاهدين طوال 30 يوما فى مشاهدة ما لا يفيدهم وينفعهم، وأخشى أن ينساق المشاهد وراء رغبات الفنانين الذين يريدون أن يكبروا على أكتاف غيرهم من الكبار بتجسيد قصص حياتهم.
ومن ناحيتها أبدت الناقدة ماجدة موريس مخاوفها أن تضغى نجومية بطل العمل على نجومية صاحب السيرة وقالت:
قمنا جميعا بالإشادة باختيار المخرجة إنعام محمد على للفنانة صابرين لتلعب دور «أم كلثوم» لأنها اختارت فنانة شابة فى بداية مشوارها حتى لا يتأثر الجمهور بنجوميتها على حساب نجومية بطلة الحدوتة، وأتصور أن هذا ما سيحدث مع مسلسل «الإمبراطور» لمحمد رمضان، وفى حال تنفيذ مسلسل «فوزى» و«داليدا» سيتكرر الأمر، فالمشاهد لن يستطيع فصل «دماغه» للاندماج مع هؤلاء الفنانين باعتبارهم الشخصيات الحقيقية التى يلعبونها، لأنهم معروفون ولهم جمهور، وتحديدا «رمضان» فهو ملء السمع والبصر، وهو الممثل الوحيد الذى لم يكتف بالتمثيل وقام بإحياء حفلات غنائية وظهر بألف شكل، وإجادته تقليد أحمد زكى لن يفيده كثيرا.
وأشارت «موريس»: هناك مشكلة كبيرة تواجه صناع هذه النوعية من الأعمال، خاصة بشغف الجمهور، فكيف يجذبون المشاهد لمسلسل يحكى قصة فنان يشاهدون أعماله، ولقاءاته التليفزيونية، ويقرأون حواراته الصحفية، أى يعلمون عنه كل كبيرة وصغيرة تقريبا، فما الجديد الذى سيقدمه صناع هذه الأعمال، وعليه لدى شك كبير فى خروج معظمها للنور، وأتصور أنها أمنيات أكثر منها مشروعات حقيقية، ظهرت حينما وجدوا حماسا لخروج مسلسل «الإمبراطور» للنور، فظنوا أن المسألة هينة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved