قطع الإنترنت.. قرار إثيوبيا المعتاد لكبح التطاحن العرقي

آخر تحديث: السبت 4 يوليه 2020 - 7:26 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

تشهد إثيوبيا اضطرابات عنيفة، منذ اغتيال المغني وكاتب الأغاني الشهير هاشالو هونديسا بالرصاص، الثلاثاء الماضي، حيث اندلعت احتجاجات وأحداث عنف كبيرة في العاصمة أديس أبابا ومنطقة أوروميا العرقية المحيطة بها؛ ما أدى لمقتل عشرات المواطنين.

وفي أحدث حصيلة، تجاوزت أعداد الوفيات حاجز الـ100 قتيل، حسبما أكد نائب رئيس منطقة أورومو جيزاتشو جابيسا، في وقت مبكر من اليوم السبت، فيما ذكر موقع "بوركينا" الإفريقي، أن عدد الضحايا أعلى من ذلك بكثير خاصة وأن التقارير والإحصاء من قبل المواطنين وشهود العيان لم يكن متاح الوصول إليها بسبب قطع الإنترنت في البلاد.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعلن الجمعة، إحباط محاولة لإشعال حرب أهلية في البلاد، مشيرا إلى وجود أصابع خارجية عملت على تأجيج الوضع العرقي في البلاد؛ باغتيال الفنان الشهير الذي ينتمي لقبيلة الأورومو العرقية، التي طالما عانت من التهميش.

وعلى مدار سنوات مضت، ارتبط قطع خدمة الإنترنت في بعض المناطق، بحدوث الاضطرابات العرقية؛ ما جعله تصرفا معتادا من الحكومة الإثيوبية لكبح احتجاجات التطاحن العرقي في بلد تضم أعراقا متعددة كثيرة.

ونستعرض هذا التقرير أبرز الأحداث العرقية التي تزامنت مع قطع خدمة الإنترنت عن بعض المناطق، والتي كان آخرها منذ أيام.

* مقتل مغني شهير واحتجاجات دامية لعرق الأورومو 2020

شهدت إثيوبيا، الثلاثاء الماضي، اضطرابات واحتجاجات وأعمال عنف، في العاصمة أديس أبابا ومنطقة أوروميا المحيطة بها؛ ما أدى لمقتل 50 مواطنا، في البداية، قبل أن تتصاعد الأعداد إلى 100؛ على إثر اغتيال المغني الشاب وكاتب الأغاني الشهير هاشالو هونديسا بالرصاص، الأسبوع الماضي.

وفي كلمة متلفزة، وصف رئيس الوزراء آبي أحمد قتل المغني بأنه عمل شرير، مضيفا: "فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها"، بحسب موقع "العربية".

وقال مفوض الشرطة الاتحادية، إنديشو تاسيو، في كلمة متلفزة له، إن 3 انفجارات هزت المدينة، لافتا إلى مقتل بعض المتورطين في زرع قنبلة بين مدنيين أبرياء.

وفي خضم المواجهات بين أفراد عرق الأورومو والشرطة، قطعت السلطات الإثيوبية الإنترنت عن معظم مناطق البلاد، يوم الثلاثاء، في ظل اشتعال التظاهرات.

وبحسب موقع "سي إن إن"، قالت منظمة "Netblocks"_غير الحكومية والتي تراقب الإنترنت_في تقرير لها إن الإنترنت قُطع عن معظم المناطق الإثيوبية منذ الساعة التاسعة صباحا.

وذكر الموقع أنه عادة ما تُتهم الحكومة الإثيوبية بقطع الإنترنت والاتصالات في أثناء الانتخابات أو خلال أوقات الاضطرابات، لأن شركة الاتصالات الوحيدة في البلاد مملوكة من قبل الدولة.قطع الإنترنت.. قرار إثيوبيا المعتاد لكبح التطاحن العرقي

 


* محاولة انقلاب فاشلة في إقليم أمهرة العرقي 2019

في 24 يونيو عام 2019، جرت محاولة انقلاب فاشلة على حكومة إقليم أمهرة، حيث أعلن مكتب رئيس الوزراء، مقتل قائد الجيش، الجنرال سياري ميكونين، خلال حادث إطلاق نار في العاصمة أديس أبابا.

وتوفي الجنرال ميكونين وضابط آخر لدى تدخلهم لمنع محاولة انقلاب ضد الإدارة في منطقة أمهرة شمال إثيوبيا، فيما ذكر التلفزيون الرسمي الإثيوبي أن جنرالا بالجيش يقف وراء محاولة الانقلاب، وأنه يدعى أسامنيو تسيجي، وكان يتولى منصب رئيس جهاز الأمن في ولاية أمهرة.

وفي أعقاب الحادث قطعت السطات الاتصال بشبكة الإنترنت في البلاد، بحسب شبكة "بي بي سي"، فيما قال العميد تفيرا مامو، قائد القوات الخاصة في أمهرة للتلفزيون الحكومي، إن معظم الأشخاص الذين قاموا بمحاولة الانقلاب تم اعتقالهم، رغم أن عددا قليلا منهم ما زالوا طلقاء.

وللحادث خلفية عرقية، حيث يشهد إقليم أمهرة اضطرابات عرقية، واتهامات للحكومة الإثيوبية لانتهاك حقوق الانسان بداخله، حتى أن السلطات بدأت في إجراء تحقيق خاص، مطلع يونيو الماضي، بشأن حدوث انتهاكات حقوقية في الإقليم، على خلفية تقرير منظمة العفو الدولية، الذي زعمت فيه أن الحكومة ارتكبت انتهاكات جسيمة في إقليمي أوروميا وأمهرة.

 

* أحداث عنف عرقي شرقي البلاد 2018

في أغسطس من عام 2018، قطعت السلطات خدمة الإنترنت في شرق إثيوبيا، لمدة 3 أيام، وسط أعمال عنف وقعت في مدينة جيجيجا، عاصمة المنطقة الصومالية، مع نهب العصابات لممتلكات تابعة لأقليات عرقية.

ذكرت الحكومة إن الاضطرابات أججها مسؤولون محليون، فيما قال سكان إقليمي أوروميا وهرر العرقيين، إنهم يخشون امتداد العنف من المنطقة الصومالية إلى أجزاء أخرى في شرق إثيوبيا؛ بسبب عمليات ثأرية عرقية متبادلة.

 


اقرأ أيضا:

اغتيالات وانقلاب وأزمات عرقية.. اضطرابات سياسية شهدتها إثيوبيا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved