دراسة تكشف صفة مشتركة للأشخاص الأطول عمرا في العالم

آخر تحديث: الثلاثاء 4 أغسطس 2020 - 4:38 م بتوقيت القاهرة

إسماعيل إبراهيم

قبل اثنى عشر عامًا، زار دان بيتنر العديد من المجتمعات حول العالم المعروفة بوجود المعمرين (الأشخاص الذين يعيشون مائة أو أكثر)، بما في ذلك محافظة أوكيناوا في اليابان، ومنطقة بارباجيا الإيطالية ومناطق في كاليفورنيا.

وأطلق بيتنر على هذه المناطق اسم "مناطق زرقاء"، حيث أراد هو وفريقه من الباحثين إيجاد أوجه تشابه بين السكان تؤدي إلى حياة أطول وأكثر سعادة وصحة.

بعض الأشياء قد تتوقعها، مثل نظام غذائي معين بالإضافة إلى الدعم الاجتماعي، ولكن هناك عامل واحد مثير للدهشة وهو "حديقة السكان في سن الشيخوخة".

هذا ليس من قبيل المصادفة، لأن هناك الكثير من الأبحاث لإثبات أن البستنة (وهي زرع الحدائق بنفسك) تزيد من الرفاهية وطول العمر، وفقا لشبكة سي إن بي سي الأمريكية.

لماذا يمكن أن تساعدك الطبيعة والبستنة على العيش لفترة أطول؟

1. موارد البيئة الطبيعية مفيدة للإنسان

التعرض لأشعة الشمس والهواء النقي وحياة النبات كلها لها فوائد صحية.

ويصف الأطباء في اسكتلندا لمرضاهم "المشي في الطبيعة" لعلاج ارتفاع ضغط الدم والقلق، كما أنهم يشجعون المرضى على التفاعل مع البيئة المحيطة، سواء كان ذلك يعني مراقبة الطيور أو جمع الأغصان.

في دراسة منشورة عام 1984، وجد الباحث البيئي روجر أولريش أن المرضى الذين أزالوا المرارة لديهم يتعافون بشكل أسرع - ومع أدوية أقل - إذا كانت غرف المستشفى الخاصة بهم تنظر إلى الطبيعة بدلا من جدار من الطوب.

إذا كان التواجد حول الطبيعة أمرًا جيدًا بالنسبة لك، فمن الأفضل تتأمل إليها بشكل مستمر، حيث إنك قد تحاول الركض كل يوم في الحديقة، ولكن بعد ذلك تنقطع لبضعة أسابيع عندما يكون جدولك مشغولًا للغاية.

إذا توقفت عن التردد إلى الحديقة، فمن المحتمل أن ترى كل عملك الشاق يذهب سدى حين يبدأ الشعور بالتعب والإرهاق يراودك.

2. البستنة تمارين جيدة للجسم

هل البستنة تعادل السباقات في الحركة؟ بالطبع لا، لكنها لا تزال مؤهلة كممارسة حيث تتطلب أنواعا مختلفة من البستنة كميات مختلفة من النشاط البدني.

يقول ريتشارد طومسون، الباحث في الكلية الملكية للأطباء في لندن: "إن العمل في الحديقة يعيد البراعة والقوة، ويمكن أن تستهلك بعض التمارين نفس عدد السعرات الحرارية التي يمكن إنفاقها في صالة الألعاب الرياضية".

يمكن أن يكون تقليب الأرض وحفر الأحجار، على سبيل المثال، أحد أكثر الأشياء التي ستقوم بها على الإطلاق.

3. ستأكل ما ينمو في حديقتك

لن تنطبق هذه الميزة إذا كنت تزرع نباتات زينة فقط مثل الزهور والشجيرات، ولكن إذا كنت تزرع الفواكه والخضروات، كما يفعل الأشخاص في المناطق الزرقاء، فستحصل على الفوائد الصحية لإضافة هذه العناصر إلى نظامك الغذائي اليومي.

لن تأكل المزيد من النباتات فحسب، بل ستحصل أيضًا على المزيد من التغذية منها حيث تفقد معظم الفواكه والخضروات 30٪ من العناصر الغذائية بعد الحصاد بثلاثة أيام بسبب التنفس - وهي عملية طبيعية تستمر من خلالها "التنفس" بعد إخراجها من الأرض.

من حيث تقليل الوقت بين الحصاد والاستهلاك، لا شيء يضاهي سحب الفاكهة من المزرعة وأكلها من حيث الفائدة والطعم.

4. البستنة تمرن عقلك وتخفف الضغط

يقضي معظمنا في عمله بين التخطيط وحل المشكلات، وتتطلب البستنة هذه المهارات، ولكنها تجبرك أيضًا على أن تكون في هذه اللحظة، غالبًا عن طريق إرباك الخطط التي وضعتها.

في بعض الأحيان تدخل إلى حديقتك وتقوم بمهمة ما، ولكن في أحيان أخرى، يتعين عليك تغيير المسار لأنك، على سبيل المثال، تلاحظ الإصابة بالفطر أو أن مجموعة من المنتجات جاهزة فجأة للحصاد.

العمل في الحديقة والتعامل مباشرة مع العالم الطبيعي له أيضًا طريقة لإبطاء الأفكار المشغولة وإرخاء عقلك.

في إحدى الدراسات التي أجريت في هولندا، تم تكليف 30 شخصًا بمهمة مرهقة، تليها 30 دقيقة من القراءة أو البستنة تعافى المزارعون من الضغط بشكل أسرع بكثير، استنادًا إلى تقاريرهم الخاصة واختبارًا لقياس مستوى الكورتيزول "الكيميائي للتوتر" في أجسامهم.

لا عجب أن العديد من خبراء الذهن يعتبرون البستنة شكلا من أشكال التأمل والذي له فوائد كبيرة صحية.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved