النيابة العامة بالمنيا تقرر تشميع منزلي والد أطفال دلجا المتوفين لحين استكمال التحقيقات
آخر تحديث: الإثنين 4 أغسطس 2025 - 1:27 م بتوقيت القاهرة
ماهر عبد الصبور
قررت النيابة العامة بمركز ديرمواس تحت إشراف المستشار محمد أبوكريشة، المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، تشميع منزلي ناصر محمد، والد الأطفال الستة المتوفين في قرية دلجا، والذين توفوا بسبب التسمم بمبيد حشري، حيث تم تشميع المنزل الذي كانت تعيش فيه الزوجة الأولى، وكذلك المنزل الذي كانت تقيم فيه الزوجة الثانية، وذلك لحين انتهاء التحقيقات وكشف ملابسات الجريمة.
وكانت التحقيقات كشفت عن تضارب أقوال الأم، أم هاشم أحمد، 40 سنة، خلال استجوابها بشأن كيفية وفاة أطفالها الستة وزوجها، حيث أكدت في بداية التحقيقات أنها تناولت معهم نفس الوجبة ولم تظهر عليها أي أعراض مرضية، بينما أثبتت التحقيقات إصابة المتوفين بالتسمم بمبيد حشري.
وقال مصدر قضائي بالمنيا إن النيابة العامة قررت إيداع أم الأطفال بمستشفى العباسية للصحة النفسية لمدة 30 يومًا بعد أن تبين لها عدم سلامة حالتها النفسية والعقلية، وذلك بناءً على تقرير طبي كشف عن وجود مرض نفسي وعقلي يعرض الأم للخطر، كما أنها تمثل تهديدًا على نفسها وعلى الآخرين.
وقد سبق أن خضعت الأم للعلاج النفسي خلال فترة طلاقها، وكان من المقرر عرضها على شقيقيها، لكنهم رفضوا إخضاعها للعلاج داخل المستشفى، ما أعطى للنيابة الحق في اتخاذ قرار إيداعها لتلقي العلاج اللازم.
وأضاف المصدر القضائي أن النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في وفاة الأطفال الستة ووالدهم، بعد التأكد من أنهم توفوا نتيجة تعرضهم للتسمم بمبيد حشري نادر الاستخدام.
وقد استكملت النيابة التحقيقات مع الأم وزوجة الأب، وكذلك مع الجد والجدة للأب، حيث لم يتم توجيه أي اتهام للأم حتى الآن، وتم عرض الأم على مصلحة الطب الشرعي الأسبوع الماضي وتم استعجال تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها.
وتبين خلال التحقيقات أن الأم أكدت أنها تناولت مع أبنائها وزوجها نفس الوجبة قبل إصابتهم بحالات الإعياء التي أودت بحياتهم، مشيرة إلى أن الخبز الذي تناوله أفراد الأسرة كان مرًا، وأن زوجة الأب هي من أحضرته، وأرسلت منه أيضًا إلى والدي زوجها "الجد والجدة"، دون أن يصابا بأي أعراض.
وأكد التقرير المعملي للطبيب الشرعي أن آثار المادة السامة كانت موجودة في بقايا الطعام في معدة الأطفال الذين توفوا في بداية الإصابة، حيث تم استخراج جثثهم وإخضاعها للتشريح والفحص من قبل الطب الشرعي.
وأثبت تقرير الطب الشرعي أن المادة السامة الموجودة في أمعاء الأطفال هي بقايا "كلورفينابير" (Chlorfenapyr)، وهو مبيد حشري يستخدم في القضاء على الآفات الزراعية، ويمزج مع الماء بنسبة 1:60. كما يستخدم أيضًا في مزارع الدواجن للقضاء على الحشرات.
وأوضحت النيابة أنها تواصل التحقيق مع زوجة الأب الثانية، التي أكدت أنها كانت تقوم برعاية أبنائها الخمسة خلال فترة طلاق الأم، التي استمرت لمدة 5 أعوام، قبل أن تعود إلى زوجها بعد عيد الفطر الماضي.
وتواصل الأجهزة الأمنية جمع التحريات بشأن المزارع المتوفى وعلاقاته، وكذلك التحريات حول زوجتيه والمقربين من أسرته، فضلاً عن تتبع مسارات تداول المبيد الحشري في المنطقة.
وفيما يتعلق بحالة الأم النفسية، أكدت المصادر أن شقيقَيها رفضا إخضاعها للعلاج النفسي رغم ما أكده الأطباء من خطورة حالتها. وقد تم إيداع الأم بمستشفى العباسية لمدة 15 يومًا قابلة للتمديد حتى 30 يومًا تحت الملاحظة الدقيقة من الأطباء المختصين.
وقال عم الأطفال الستة المتوفين، علي محمد، إنه علم مؤخرًا بتواجد أم الأطفال في المستشفى، حيث أُبلغوا بمنع زيارتها، وأنهم لا يعرفون عنها أي شيء حتى الآن.
وأضاف أن التحقيقات ما زالت جارية للكشف عن كافة تفاصيل الواقعة، التي أكدت النيابة العامة أنها كانت نتيجة تعرض الأطفال وزوجهم للتسمم بمبيد حشري.
وتواصل إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن المنيا جمع التحريات الاستدلالية حول الحادث، حيث توفي الأطفال الستة ووالدهم في ظروف غامضة بعد تناولهم وجبة منزلية في يوم الخميس 10 يوليو الماضي، حيث بدأت الأعراض تظهر على الأطفال من الأصغر إلى الأكبر سنًا، وفشلت جهود الإنقاذ الطبية التي بُذلت لإنقاذهم.
كما تواصل الأجهزة الأمنية تتبع مسارات تداول المبيد الحشري في المنطقة، مع البحث في مزارع الطماطم والدواجن المحيطة بمركز ديرمواس، بالإضافة إلى التحقيق في العلاقة بين الحادث ومركز سمسطا في محافظة بني سويف، وهي مسقط رأس الزوجة الأولى.