محمد صلاح يواجه التحدي الأكبر في مسيرته مع ليفربول

آخر تحديث: الإثنين 4 أغسطس 2025 - 5:55 م بتوقيت القاهرة

محمد ثابت

يستعد النجم المصري محمد صلاح لخوض موسم قد يكون الأهم والأكثر حسماً في مسيرته الكروية، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبله مع ليفربول، واقتراب لحظة الوداع من قلعة "أنفيلد" التي شهدت أزهى فتراته الكروية.

وسلطت صحيفة «ليفربول إيكو» الضوء على التحديات التي تنتظر صلاح في الموسم الجديد، مؤكدة أنه رغم بلوغه الثالثة والثلاثين، لا يزال اللاعب الأبرز في تشكيلة "الريدز"، بعدما جدد تعاقده في أبريل الماضي لمدة عامين، في وقت بدأت فيه إدارة النادي بالفعل التفكير في مرحلة ما بعد صلاح.

وذكرت الصحيفة أن صلاح افتتح الموسم الجديد برقم لافت، بعدما تم تصنيفه كأغلى لاعب خط وسط في تاريخ لعبة "فانتازي الدوري الإنجليزي" بقيمة 14.5 مليون جنيه إسترليني، متفوقًا على كريستيانو رونالدو، الذي بدأ موسم 2008/2009 بسعر 14 مليونًا، في إنجاز يُجسد مدى تأثيره على أرض الملعب، حتى وإن كان في إطار افتراضي.

وأضاف التقرير أن صلاح أنهى الموسم الماضي بأرقام مذهلة، حيث سجل 34 هدفًا وقدم 23 تمريرة حاسمة خلال 52 مباراة، منها 48 مساهمة تهديفية في الدوري الإنجليزي، ليعادل الرقم القياسي التاريخي، إلى جانب كسره الرقم الأعلى للنقاط في تاريخ "الفانتازي". كما توّج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثانية في مسيرته مع ليفربول.

وشملت قائمة الجوائز الفردية التي نالها الموسم الماضي:

جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي

الحذاء الذهبي للمرة الرابعة (رقم قياسي مشترك)

جائزة صانع الألعاب للمرة الثانية

أفضل لاعب من رابطة نقاد كرة القدم للمرة الثالثة (رقم قياسي مشترك)

ومن المتوقع أن يُتوج بجائزة أفضل لاعب من رابطة اللاعبين المحترفين للمرة الثالثة، ليصبح أول من يحقق هذا الإنجاز التاريخي.

وتابعت الصحيفة: "رغم كل هذه الإنجازات، يبدو أن النهاية تقترب شيئًا فشيئًا. فقد اعترف صلاح الموسم الماضي بأنه كان يستعد لاحتمال خوض موسمه الأخير بقميص ليفربول، قبل أن ينجح الطرفان في التوصل إلى اتفاق للتجديد. كما أشار إلى أنه كان قريبًا من قبول عرض ضخم من الدوري السعودي، لولا تجديد العقد".

لكن رغبة صلاح في التتويج بلقب الدوري الإنجليزي مرة أخرى أمام جماهير "أنفيلد"، بعد أن حُرم من تلك اللحظة عام 2020 بسبب جائحة كورونا، كانت الدافع الأكبر لاستمراره.

وفي ظل استعدادات ليفربول للموسم الجديد، أنفقت إدارة النادي نحو 300 مليون جنيه إسترليني حتى نهاية يوليو للتعاقد مع مجموعة من اللاعبين الواعدين، أبرزهم: فلوريان فيرتز، هوجو إيكيتيكي، ميلوش كيركيز، جيريمي فريمبونج، جيورجي مامارداشفيلي، أرمين بيتشي، وفريدي وودمان.

ويأمل "الريدز" في الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي وتحقيق الثنائية المحلية لأول مرة منذ عام 1984، إلى جانب السعي للعودة إلى منصة التتويج في دوري أبطال أوروبا بعد خروجه المبكر الموسم الماضي أمام باريس سان جيرمان.

وعلى صعيد المنتخب، يخوض صلاح تحديات لا تقل أهمية، أبرزها كأس الأمم الإفريقية في المغرب خلال ديسمبر ويناير المقبلين، حيث يتطلع لتحقيق اللقب الذي استعصى عليه في مناسبتين، إلى جانب قيادة "الفراعنة" نحو التأهل إلى مونديال 2026، في ظل تصدر المنتخب المصري مجموعته في التصفيات بفارق خمس نقاط عن بوركينا فاسو بعد ست جولات.

ويأمل صلاح في تعويض إخفاق التأهل إلى مونديال قطر، والذي جاء بعد خسارة مؤلمة أمام السنغال بركلات الترجيح، بعد أسابيع قليلة من خسارة نهائي أمم إفريقيا أمام الخصم ذاته.

ورغم إدراكه أن النهاية تقترب، يبدو أن محمد صلاح لا يزال مصممًا على مواصلة التحدي، وتأجيل لحظة الوداع قدر الإمكان، محافظًا على مكانته كأسطورة في ليفربول، وأمل لجماهير مصر في تحقيق حلم طال انتظاره.