وزير السياحة والآثار لـ«الشروق»: أزمة كورونا أثرت على عوائدنا وقلصت الإيرادات للصفر

آخر تحديث: الأحد 4 أكتوبر 2020 - 9:47 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ إسلام عبدالمعبود:

مليار دولار تأمينًا على سفر 183 قطعة أثرية للولايات المتحدة
افتتاح المطعم المفتوح بمنطقة آثار الهرم خلال شهر.. ونقل المومياوات الملكية خلال أسابيع
نقل محتويات متحف النسيج إلى «الحضارة» نتيجة سوء البنية التحتية له
قاعة «توت عنخ آمون» بالمتحف الكبير ستكون أجمل قاعة أثرية فى العالم
افتتاحات قريبة لمتاحف المركبات الملكية وشرم الشيخ وكفر الشيخ والحضارة والعاصمة

قال وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى، إن أزمة فيروس كورونا أثرت بشكل كبير على قطاعى السياحة والآثار خلال الشهور الماضية، موضحا أن السياحة الداخلية هى التى حملت القطاع الفندقى بشكل جيد، والزائر المصرى أصبح أكثر إغراء من مثيله الأجنبى فى الفترة الحالية للفنادق.
وأضاف العنانى، فى حواره مع صحفيى ملف السياحة والآثار، على هامش الإعلان عن الكشف الأثرى الجديد بمنطقة سقارة الذى ضم 59 تابوتا فى حالة جيدة من الحفظ وعشرات التماثيل تعود إلى الأسرة الـ26 ــ: إن القيادة السياسة تتابع المشروعات الجارية والتى تم الانتهاء من عدد منها مثل متاحف (كفر الشيخ، وشرم الشيخ، والعاصمة الإدارية، والمركبات الملكية) وفى انتظار افتتاحها للجمهور.
وأوضح أن أزمة كورونا الأخيرة كان لها أثر سيئ على قطاع السياحة والآثار بشكل كبير، ويعد يوم 19 مارس من أسوأ الأيام على القطاعين، حيث صدر قرار بإغلاق المتاحف ووقف الطيران ووقف حركة السياحة وحتى البعثات الأثرية العاملة فى مصر سواء الأجنبية أو المصرية توقفت تدريجيا وتوقف الدخل تمام للآثار، وبعد أن كان دخل الآثار 100 مليون شهريا من تذاكر المواقع الأثرية و9 ملايين من المعارض الخارجية أصبح دخلها صفرا، وهو ما أثر بشكل كبير على كل مشروعات الآثار.
وأكد حرص الوزارة على تنفيذ الإجراءات وضوابط عودة السياحة بكل حزم مع عودة الحركة، لأن ذلك سينعكس على القطاع وسيعطى مصر ثقلا كوجهة سياحية مفضلة، وتم إصدار قرارات صارمة بإغلاق فورى للمنشآت التى يثبت تهاونها فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
ونوه الوزير إلى التوجيه بالإغلاق الفورى فور اكتشاف أى إصابة، لأن التأثير لن يكون على المنشأة فقط لكن على قطاع السياحة ككل، مع وضع تعديلات جديدة على ضوابط عودة السياحة واجتماعات كثيرة، مع عدد من جهات الدولة، وهو ما أدى لوفود عدد غير متوقع من السياح فور فتح الباب لعودة الحركة، بلغ ما بين 6 و7 آلاف سائح فى اليوم.
وأكد أن السياحة الداخلية هى التى حملت القطاع الفندقى خلال الفترة الماضية، وهناك 675 فندقا حصل على ترخيص حتى الآن وتم تخفيض الأسعار بشكل كبير عن تلك الفترة التى كانت عليها فى 2019، فالسائح المصرى أصبح سعر إقامته فى الليلة أكثر من سعر ليلة الأجنبى وبعض الرحلات تتكلف أقل من 500 دولار بالطيران وربح الشركة المنظمة، لذا فأن المصرى أصبح أكثر إغراء من مثيله الأجنبى فى الفترة الحالية.
وتابع: «لدينا ضوابط يجب الالتزام بها، ومنها ألا يزيد إجمالى الإشغالات على 50% من طاقة الفندق، وأنا شخصيا طلبت حجز أحد الفنادق الذى اكتملت طاقته الاستيعابية، وكان رد الفندق أن الوزير سيزيد على النسبة المقررة فرفضت مخالفة القرار، وهو ما يؤيدنى فيه كل أصحاب المنشآت، ولكن هناك قرارات أخرى مهمة منها السماح للمرة الأولى لشركات السياحة بنقل السائح المصرى بأتوبيسات السياحة لدعم السياحة الداخلية ودعم قطاع النقل السياحى الذى تضرر كثيرا».
وبشأن تأخير موعد نقل المومياوات فى موكب ملكى مهيب، لفت إلى أن الوزارة تنتظر انفراجة فى أزمة كورونا لبدء تنظيم موكب المومياوات الملكية من متحف التحرير إلى متحف الحضارة، وقد انتهينا من التجهيزات حتى الآن العربات التى ستنقل المومياوات، والملابس التى سيتم ارتداؤها أيضا مع المصاحبين للموكب، والأغنية، وتم تهيئة الطرق المؤدية لمتحف الحضارة، لا نرضى أن يمر هذا الحدث التاريخى بدون تواجد مواطنين فى الشارع والنوافذ، وطائرات الدرون التى تقوم بالتصوير، قائلا: «ننتظر التوقيت المناسب لنقل المومياوات الملكية لمتحف الحضارة، وإذا استقرت الأمور سيتم نقلها فى خلال أسابيع».
وحول أبرز المشروعات والبرامج التى ستعتمدها لفتح أسواق جديدة، قال إنه سيتم خلال الفترة المقبلة اعتماد استراتيجية تحت عنوان «الترفيه والثقافة» لدمج السياحة الثقافية مع السياحة الأثرية، لذلك تم إقامة متحف الغردقة وشرم الشيخ لربط السواحل البحرية بالآثار المصرية، وأنه لتطبيق تلك الاستراتيجية تقوم الدولة حاليا برفع كفاءة الطرق بين محافظات الصعيد والمحافظات الساحلية إلى جانب تطوير المطارات.
وسيتم إطلاق أيضا حملة ترويجية بعنوان «فى كل شبر حكاية» خلال أكتوبر الحالى تحكى حكاية كل منطقة فى مصر وتؤكد على أن تنوع مصر فى تفردها والشخصية المصرية ناتج اختلاف ثقافات متنوعة فمصر تزخر بمناطق تجمع الأديان سانت كاترين، مجمع الاديان بالقاهرة، والأقصر.
هذا بجانب افتتاح المطعم المفتوح فى منطقة آثار الهرم سيتم خلال شهر، ويأتى ذلك فى إطار حرص الوزارة على الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للزائرين بالمنطقة، التى تعد واحدة من أهم المقاصد السياحية فى العالم.
وردا على غلق متحف النسيج بالمعز، قال: «تلقيت تقريرا عن خطورة الحالة الإنشائية للمتحف، وهو ما يؤثر على القطع الأثرية النادرة والزائرين، ولذلك تم بحث نقل مقتنياته وعرضها فى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط لحين ترميم مبنى المتحف بشكل جيد للحفاظ على هذه القطع النادرة».
وقال العنانى إن المعارض الخارجية هدفها تحسين الصورة الذهنية عن مصر والترويج للمقاصد المحلية والأثرية، وهناك معرض بالولايات المتحدة الأمريكية فى نوفمبر 2021، سيعرض به 138 قطعة أثرية بمقابل تأمين يصل إلى مليار دولار، مؤكدا أن المعارض الخارجية لا تستهدف جنى الأموال فقط، لكنها وسيلة هامة للترويج السياحى وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول.
وحول تأثر إلزام عمل تحليل «pcr» على حركة السياحة بالسلب أم بالإيجاب، أوضح أنه رغم أن التحليل يطمئن الزائر ويطمئن الدولة إلا أنه قلل من الأعداد، حيث يمثل عبئا على بعض السائحين، والبعض الآخر يفضل عمله فى بلده، ونوع ثالث لا يفضل إجراءه من الأساس، لذلك انخفضت الأعداد من 6600 فى الأول من أغسطس إلى 2400 فى الأول، ومن سبتمبر بنسبة 60% انخفاض.
واستدرك: «لكن بعد حالة الاطمئنان التى نتجت عن الإجراءات المتبعة للتسهيل على السائحين من وجود خيمة مخصصة فى لمطارات وأماكن مخصصة للدفع والالتزام بالإجراءات الاحترازية، بدأ الخط البيانى فى الارتفاع، وسجل أكثر من 3 آلاف سائح يوميا بإجمالى 330 ألف سائح منذ عودة السياحة فى الأول من يوليو فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، وأصبح لدينا منتج ذو ثقة».
وعن أبرز المشروعات الأثرية التى ستفتح مستقبلا، كشف عن أن من بينها متاحف (المركبات الملكية ببولاق، وشرم الشيخ، كفر الشيخ، الحضارة، العاصمة)، إلى جانب الانتهاء من تطوير متحف التحرير وميدان التحرير، موضحا أن متحف شرم الشيخ تكلف نحو 800 مليون جنيه، وكفر الشيخ نحو 45 مليون جنيه، مشيرا إلى أن المتحف الكبير تكلف نحو مليار دولار، قائلا: «قاعة توت عنخ آمون بالمتحف ستكون أجمل قاعة فى العالم».
وعن مشاركة مصر ضمن معرض الآثار الذى سيقام فى السعودية، أوضح أنه لأول مرة فى المملكة العربية السعودية ستعرض الآثار المصرية، ووافقنا بعد موافقة مجلس الوزراء المصرى، وذلك خلال شهر نوفمبر المقبل، متضمنا الإعداد والتغليف والنقل والشحن، ويضم المعرض 84 قطعة أثرية مصرية مختلفة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved