أدلة جديدة تحدد السبب الذي يجعل من يعانون من تساقط الشعر أكثر عرضة لسرطان الجلد

آخر تحديث: الأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 11:22 ص بتوقيت القاهرة

محمد نصر

كشف باحثون من معهد كيمر بيرجوفر الأسترالي للأبحاث الطبية، عن أدلة جديدة تحدد السبب الذي يجعل من يعانون من تساقط الشعر معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بسرطانات الجلد القاتلة.

وفي دراسة نشرت نتائجها، أمس الثلاثاء، بمجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" العلمية، أجرى الباحثون تحقيقًا شاملاً في العلاقة بين نمط الصلع الذكوري وسرطان الجلد.

ووفقًا لمجلة "ميديكال إكسبريس" فقد أراد الباحثون فهم السبب وراء ارتباط الصلع بارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الجلد، وذلك لتأكيد أو إلغاء أي افتراضات قائمة وراء هذا الربط الشائع.

وأشار الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور جوشينغ أونج، إلى اهتمامهم بشكل خاص بمعرفة ما إذا كانت حلقة الوصل في هذا الارتباط تتعلق بهرمون الذكورة "التستوستيرون" أم التعرض لأشعة الشمس.

وأوضح، أن مستويات هرمون التستوستيرون هي المحرك الرئيسي للصلع الذكوري، وبعض الدراسات ترجح مساهمتها أيضًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد لدى الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر.

- التفسير الأوضح..
وفقا لأونج فالتفسير الأوضح هو "أن الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر يتعرضون لأشعة الشمس بشكل أكبر في الرأس والرقبة"، مؤكدا سعيهم للعثور على إجابات واضحة، "ليس من الغريب أن يبدو التفسير الأكثر منطقية هو التفسير الصحيح، فالرجال الصلع أكثر عرضة لأضرار أشعة الشمس وسرطان الجلد لعدم وجود شعر يحميهم".

وفي حين أن التفسير قد يبدو بديهيًا، بحسب "إكسبريس"، إلا أن فريق البحث احتاج إلى إجراء تحليلات جينية مستفيضة؛ وذلك لتقديم رؤية مبنية على أدلة حول العلاقة بين الصلع وسرطان الجلد.

وقال كبير الباحثين، الأستاذ المساعد ماثيو لو: "من المهم أن نحقق ونثبت العلاقة السببية لتقديم أفضل وقاية قائمة على الأدلة لسرطانات الجلد القاتلة، حتى لو بدت الإجابات واضحة، فالأنشطة والبرامج الصحية لا يمكن أن تسترشد بالافتراضات والمسلمات، بل يجب أن تكون مدعومة بالأدلة إذا أريد لها أن تنجح".

- صلة قوية

في الدراسة قام الباحثون بتحليل البيانات الجينية لأكثر من 29 ألف حالة من سرطان الجلد وسرطان الخلايا الكيراتينية، أتاحها معهد الميلانوما في أستراليا، وكذلك الاستعانة ببيانات ونتائج جينية ضخمة حول هرمون التستوستيرون وتساقط الشعر، لتحديد ما إذا كانت الجينات المسئولة عن ارتفاع هرمون التستوستيرون أو الصلع تسهم في الإصابة بسرطان الجلد أم لا.

وأكدت التحاليل وجود صلة قوية بين الصلع وسرطان الجلد، وترجع بشكل أساسي إلى زيادة التعرض لأشعة الشمس، ورغم ذلك أظهرت التحاليل أن الجينات المرتبطة بتساقط الشعر ولون الجلد تلعب دورًا أيضًا.

ونفى الدكتور أونج أي دور لهرمون التستوستيرون قائلا: "لم نجد أي دليل على أن مستويات هرمون التستوستيرون تلعب أي دور حقيقي في العلاقة بين الصلع وسرطان الجلد".

- التصبغ

ويشير أونج، إلى أنه من المثير للاهتمام أنهم وجدوا "تداخلاً بين الجينات المسببة لتساقط الشعر والجينات المؤثرة على لون الجلد أو تصبغه"، موضحا أن لون الجلد هو عامل خطر معروف لسرطان الجلد، "وتشير هذه النتائج إلى أن التصبغ قد يساهم أيضًا في زيادة هذا الخطر لدى من يعانون من تساقط الشعر، ومع ذلك، فإن غالبية هذه العلاقة بين الصلع وسرطان الجلد لا يفسرها إلا زيادة التعرض لأشعة الشمس".

ووفقا لإكسبريس، فقد دعمت النتائج الجينية التي استندت عليها الدراسة، بمزيد من التحليل لسرطانات الجلد لدى الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر، مصنفة حسب المنطقة التشريحية، ووجد أن الصلع يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بسرطانات الجلد في منطقة الرأس والرقبة، فمن يعانون من تساقط الشعر يرجح تعرضهم للمزيد من أشعة الشمس حول هذه الأجزاء من الجسم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved