شيخ النحاتين في الأقصر.. رجل يحيي تراث الفراعنة بطريقه يدوية

آخر تحديث: الأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 12:09 م بتوقيت القاهرة

محمد راشد:

يعيش في قرية البعيرات بالبر الغربي لمدينة الأقصر، التي تزخر بالآثار والمعابد المصرية القديمة، رجل مميز بموهبة فريدة، أطلق عليه شيخ النحاتين في مصر والأقصر، حيث يقضي يومه بين التماثيل والتحف التي يصنعها بيديه من الحجر والخشب والطين، مستوحيها من الحضارة المصرية القديمة، ما جعلته يتقن تقليدها طبق الأصل بمهارة فائقة يتعجب لها كل من يراها.

الدكتور سيد المطعني وصل من درجة الاتقان في فن نحت التماثيل إلى وضع علامات خاصة على أعماله لتمييزها عن القطع الأثرية الحقيقية، الأمر الذي ساهم في اكتسابه لشهرته ومن ثم وضعه على خريطة زيارات السائحين القادمين إلى الأقصر.

وقال المطعني، إنه لم يكتف بموهبته التي اكتشفها منذ نعومة أظفاره، بل تدرب عليها وبحث كثيرا في تنميتها، ودرس تاريخ مصر وآثارها وفنونها، وزار المتاحف والمعابد والمقابر الملكية، وتعلم من أساتذة في مجال النحت والفنون التشكيلية، كما حرص على نشر موهبته بين أبناء قريته وتلامذته، وإنشاء مدرسة لتعليم فن النحت والفن المصري القديم بجوار منزله.

وأضاف المطعني، لـ"الشروق"، أن أعماله لفتت انتباه الكثير من المشاهير والزوار من مختلف دول العالم، الذين يقصدون منزله للاستمتاع بإبداعاته وشراء بعض التحف التذكارية، من بين هؤلاء رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، التي زارت في يناير من العام الجاري خلال رحلتها السياحية للأقصر، ومن قبلها الرئيس الراحل حسني مبارك، الذي أطلق عليه لقب شيخ النحاتين بسبب إعجابه بقدراته وقت زيارة الأقصر عام 2010.

واستطرد، أنه حصل على العديد من الجوائز والتكريمات من مؤسسات ومنظمات محلية ودولية، تقديرا لمساهمته في إثراء الفن المصري والعالمي، من بين هذه الجوائز جائزة اليونسكو للفنون التشكيلية عام 2021، وجائزة مؤسسة الأهرام للثقافة والفنون عام 2022، وجائزة مهرجان الأقصر للفنون التشكيلية عام 2023، كما شارك في العديد من المعارض والورشات والمهرجانات الفنية في مصر وخارجها، وأبهر الجمهور بأعماله المتميزة.

وأكد شيخ النحاتين في الأقصر أنه لا يزال يحلم بتحقيق المزيد من الإنجازات في مجاله، ويرغب في تطوير مدرسته لتصبح أكاديمية فنية تضم أفضل المدربين والطلاب، وتخدم كمركز للبحث والتعليم في فنون مصر القديمة، كما يطمح في إقامة متحف خاص به يضم جميع أعماله، ويكون مزارا للسياح والفنانين من كل أنحاء العالم كونه هو رجل يعشق فنه، ويحب دائمًا رفع إسم مصر عاليًا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved