مئوية جيمي كارتر: كيف قضت أزمة رهائن السفارة الأمريكية في طهران على طموح تجديد ولايته رئيسا لأمريكا؟
آخر تحديث: الجمعة 4 أكتوبر 2024 - 5:12 م بتوقيت القاهرة
محمد حسين
احتفل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بعيد ميلاده المئوي، مطلع أكتوبر الجاري، في سابقة لم تحدث في تاريخ الرؤساء الأمريكيين؛ إذ لم يبلغ أحد منهم عمر المائة عام وهو على قيد الحياة. ورغم أن كارتر غادر البيت الأبيض في عام 1981 بعد فترة رئاسية واحدة، إلا أن حضوره في المشهد السياسي الأمريكي والعالمي لم يغب، حيث حصل على جائزة نوبل للسلام في 2002.
شهدت فترة كارتر الرئاسية على قصرها أحداثًا هامة، لعل أبرزها اشتداد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979 التي أطاحت بحكم الشاه، ومن أبرز صور ذلك التوتر أزمة احتجاز رهائن أمريكيين بالسفارة الأمريكية في طهران لمدة جاوزت العام. ومع تجدد حالة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بعد الهجمة الصاروخية التي نفذتها إيران ضد الاحتلال الإسرائيلي، نستعيد من صفحات التاريخ وقائع أزمة تاريخية بين البلدين.
أزمة رهائن طهران تكلف كارتر الهزيمة في الانتخابات
في نوفمبر عام 1979، شهدت السفارة الأمريكية في طهران حادثة تاريخية تعرف بأزمة الرهائن التي هزت العالم حينها؛ حيث اقتحمت مجموعة من الطلاب الإيرانيين المتشددين السفارة واحتجزوا دبلوماسيين أمريكيين كرهائن تحت تهديد السلاح. واندلعت فترة مظلمة من الحصار والصراع الدبلوماسي، واستمرت هذه الأزمة لمدة 444 يومًا، مما تسبب في تعطيل العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإيران، ما أدى في نظر البعض لعدم تمكن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من الفوز بولاية ثانية بعدما واجه ضغوطًا شديدة من الرأي العام الأمريكي.
مخلب العقاب: فشل أمريكي في تحرير رهائن طهران
في خضم أزمة الرهائن في إيران، قررت الولايات المتحدة تنفيذ عملية عسكرية جريئة لإنقاذ دبلوماسييها المحتجزين. إلا أن العاصفة الرملية الشديدة التي اجتاحت صحراء طبس الإيرانية قلبت الموازين وأدت إلى فشل ذريع لعملية "مخلب العقاب". هذه العملية، التي كانت تهدف إلى رفع معنويات الأمريكيين، تحولت إلى نكسة كبيرة للولايات المتحدة وكشفت عن ثغرات في قدراتها العسكرية. وأسفرت العملية عن مقتل 8 جنود أمريكيين وتدمير طائرتين، مما جعلها واحدة من أكبر الهزائم العسكرية الأمريكية في تاريخها الحديث.
تحرير الرهائن يتزامن مع مغادرة كارتر للبيت الأبيض
كانت لدى الجزائر علاقات جيدة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، مما سمح لها بالتواصل مع الطرفين والتأثير عليهما. ووفقًا لوكالة الأنباء الجزائرية، قبلت الحكومة الإيرانية الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة بوساطة من الحكومة الجزائرية، وذلك بطرحها عددًا من الشروط لتحرير الدبلوماسيين المحتجزين، ومن أبرزها: الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة، وإلغاء المطالب الأمريكية بالحصول على تعويضات، وتوقف الإدارة الأمريكية عن التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية وإعادة ثروة الشاه المحتجزة في البنوك الأمريكية.
وصلت تلك الأزمة إلى محطتها الأخيرة حيث أطلق سراح الرهائن الأمريكيين في طهران بتوقيع الولايات المتحدة وإيران على ما أطلق عليه "اتفاق الجزائر" لحل أزمة الرهائن في 19 يناير 1981، وتم الإفراج عنهم بالفعل في اليوم التالي، الذي تزامن مع مغادرة كارتر للبيت الأبيض وتسلم خلفه رونالد ريجان مهام الرئاسة الأمريكية.