الشروق تنشر تفاصيل حالة مقبرة أمنحتب الثالث قبل وبعد مشروع الترميم

آخر تحديث: السبت 4 أكتوبر 2025 - 11:33 ص بتوقيت القاهرة

محمد راشد

- مصدر لـ الشروق: المقبرة KV22 بنيت لتحتمس الرابع قبل أن تصبح مثوى أمنحتب الثالث

 

كشف مصدر بمنطقة مصر العليا في الأقصر لـ"الشروق"، عن تفاصيل مشروع الترميم والأبحاث الخاصة بمقبرة الملك أمنحتب الثالث (KV22) في وادي الملوك بالبر الغربي، والتي جرى افتتاحها للجمهور بعد عقود من الإغلاق وأعمال ترميم استمرت سنوات طويلة.

وأوضح المصدر، أن المقبرة تقع في الفرع الغربي من وادي الملوك، وشيدت في البداية على الأرجح لتحتمس الرابع، إذ عثر أمامها على رواسب أساس تحتوي على ألواح من القيشاني منقوشة باسم والده، غير أن تحتمس الرابع دفن في النهاية في المقبرة KV43، فيما أصبحت KV22 مثوى الملك أمنحتب الثالث.

- تصميم المقبرة ومخططها الداخلي

وأشار المصدر، إلى أن خطة المقبرة تتبع النمط المعماري لأسلاف أمنحتب الثالث، باستثناء أن مدخل حجرة الدفن جاء في أحد جدران الغرفة الأمامية وليس على المحور الرئيسي، وتضم حجرتين بعمودين تتفرع منهما ملحقات، فيما خصصت الغرفة "j" على الأرجح لدفن الملكة تي قبل أن تُنقل إلى تل العمارنة، بينما أضيفت الغرفة "jd" لاحقًا ويرجح أنها أُعدت لابنته ست آمون.

- تاريخ الاكتشاف وأعمال البحث الأولى

وأكد المصدر، أن المقبرة اكتشفت رسميًا على يد اثنين من أعضاء حملة نابليون، حيث نقلت آنذاك مقتنيات جنائزية إلى أوروبا وعرض العديد منها في متحف اللوفر، وشهدت المقبرة أعمال تطهير على يد ثيودور ديفيس، قبل أن يبدأ هوارد كارتر عام 1915 أولى الحفائر العلمية برعاية إيرل كارنارفون، وتوجد آثار حفرياته الآن بقلعة هايكلير في بريطانيا ومتحف المتروبوليتان في نيويورك.

- حفائر جامعة واسيدا اليابانية

وأوضح المصدر، أن فريق جامعة واسيدا بدأ العمل بالمقبرة عام 1989 بعد إعداد خريطة طبوغرافية دقيقة للمنطقة، وأجرى عملية تطهير شاملة مكنت من تسجيل المخطط والارتفاعات، ويبلغ طول المقبرة من المدخل حتى الجدار الخلفي 85 مترًا، فيما تقع حجرة التابوت على ارتفاع 145 مترًا فوق سطح البحر.

واكتشف فريق الجامعة، أثناء أعمال التنظيف، رواسب أساس تضم رأس عجل صغير وأواني فخارية ونموذجا خشبيا لمهد، وقطعًا من المعدات الجنائزية لأمنحتب الثالث.

- نقوش وسجلات تاريخية

وذكر المصدر، أن أحد النقوش اللافتة كتب باللون الأسود على جدار الغرفة الأمامية، وسجل تاريخًا في "السنة الثالثة، والشهر الثالث من موسم آخت، واليوم السابع"، مرجحًا أنه دون وقت إغلاق المقبرة.

وأشار إلى تطهير الغرفة الجانبية KV-A القريبة، والتي احتوت على أوانٍ فخارية تحمل تواريخ من العامين 32 و37 من حكم أمنحتب الثالث، إلى جانب أوستراكا وأدوات بناء.

- حالة اللوحات الجدارية قبل الترميم

وأوضح المصدر، أن اللوحات التي تزين جدران المقبرة تعرضت لأضرار بالغة تمثلت في بقع فضلات الخفافيش والكائنات الدقيقة، وانفصال طبقة الجص عن الصخر، ووجود شقوق في الجدران والأعمدة، فضلاً عن تخريب قديم في بعض الرسومات، وهو ما جعل حالة اللوحات حرجة للغاية وهدد بانهيارها الكامل.

- مشروع الترميم ودور صندوق اليابان الاستئماني

وأكد المصدر، أن مشروع الترميم الشامل للجداريات بدأ بدعم من صندوق اليابان الاستئماني عبر منظمة اليونسكو، وبمشاركة مرممين مصريين وإيطاليين ويابانيين، ونفذت حتى الآن حملتان طويلتا الأمد نجحتا في تثبيت اللوحات وتحسين حالتها، فيما يجري الإعداد لحملة ثالثة لاستكمال المشروع.

وفي ختام حديثه لـ"الشروق"، قال المصدر إن المشروع لم يحافظ فقط على أثر فريد، بل أضاف مساهمة أكاديمية مهمة في مجال علم المصريات، معربًا عن أمله في أن تحظى النتائج بتقدير واسع من المجتمع العلمي والجمهور حول العالم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved