«المكنسة» تجلد الإسكندرية بـ«السيول».. والأهالى للسيسى: «نروح فين.. ميصحش كده»
آخر تحديث: الأربعاء 4 نوفمبر 2015 - 3:03 م بتوقيت القاهرة
كتب ـ عصام عامر وهدى الساعاتي ودعاء جابر وأحمد بدراوى: تصوير أميرة مرتضى
- الجيش يخصص ثلاثة خطوط «ساخنة» لاستقبال استغاثات مواطني «الإسكندرية والبحيرة»
- المدارس والجامعات «إجازة» والعمال والصناع التزموا منازلهم «جبرًا»
- ورئيس الصرف الصحي: الوضع تحت السيطرة... وإغلاق "الميناء"... وقطع التيار عن الترام "الأصفر"
- سكان العامرية لنواب البرلمان: "انتخبناكم عشان تراعونا... لا تهملونا" مواطن: على الدولة إعلان الطوارئ وإلزام المواطنين منازلهم لتتمكن من مواجهة الأزمة
لا جديد في الإسكندرية، غير أن سيول الشتاء "الرعدية والبرقية" أغرقت شوارعها مُجددا في "نوة المكنسة"، وأرغمت مواطنيها وعجز الموظفون والحرفيين والصناع والعمال وطلاب المدارس والجامعات عن الخروج منازلهم اليوم الأربعاء ـ "مضطرين" ولمدة 18 ساعة "شبه متواصلة" بدأت منذ عشية أمس ـ لاسيما وأنهم تعلموا الدرس خلال النوة "نوة الرياح الصليبية" الثلجية، التي ضربت المحافظة الأسبوع قبل الماضي، والتي قضوها "محبوسين" بوسائل المواصلات لساعات بسبب إغلاق الشوارع غرقا بالمياه، وخلفت 4 قتلى وخسائر في البنية التحتية.
"حبس" السكندريون في منازلهم جعل لـ"فيسبوك وتويتر" عبر الهواتف الجوالة نصيب الأسد من وقت المواطنين، بعد انقطاع التيار الكهربائي بأغلب الأحياء، وغرق السيارات والجراجات، حيث وضع ـ كلا في منطقته ـ خريطة تحذيرية "مصورة" بالشوارع التي غرقت ومنها "المندره، ومحطة الرمل، والمنشية، والحضرة، والسيوف، والعوائد، ومحرم بك، وشارع 45، ونفق سيدي بشر، وجمال عبد الناصر، ومحمد نجيب، وشارع أبى قير، وباكوس، وغبريال، والدخيلة، وطريق الكورنيش، وأبيس، ونفق كيلوباترا"، في ظل ندرة لسيارات الصرف الصحي، والتي ظهرت في بعض الشوارع الرئيسية.
وشهدت العاصمة الثانية انسداد تام في "شنايش تصريف المياه"، والتي وصل ارتفاعها لنصف متر عن سطح الأرض، وذكرت مصادر للشروق بمنطقة العجمي أن مياه الأمطار أغرقت المنازل والمحلات وجراجات السيارات، مؤكدين أنهم حاولوا الاتصال مرارا بشركة الصرف الصحي وأرسلوا استغاثات ـ دون جدوى، مما دفعهم إلى القول: ياريس "غرقنا في الشوارع والبيوت نروح فين تاني؟... ميصحش كده".
منطقة العامرية ـ الغير ممهدة من الأساس ـ نشر الأهالي بها صورا علي "فيسبوك" يعبرون فيها عن استيائهم لغياب المسؤولين، مطالبين نواب البرلمان بالنزول للشارع والتحرك لإنقاذ بيوتهم من الغرق، قائلين "احنا انتخبناكم عشان تراعونا... لا تهملونا".
وأعلنت قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية، عن تخصيص ثلاثة خطوط ساخنة لاستقبال استغاثات المواطنين، هي 5411436، و5411436، و5411436؛ بهدف تخفيف المعاناة عن سكان محافظتي "الإسكندرية والبحيرة" واللذان تعرضا لضرر كبير من السيول، مع دفعها بسيارات "معدات الفنية" مخصصة لشفط مياه الأمطار من الشوارع.
وقررت سلطات ميناء الإسكندرية غلق بوغاز مينائي الإسكندرية والدخيلة؛ منذ عشية أمس، نظرا لسوء الأحوال الجوية، وحفاظا على سلامة السفن والأرصفة، بحسب تصريح اللواء فتحي طه ـ القائم بأعمال هيئة الميناء، قائلا: سوف يتم استئناف حركة دخول وخروج السفن بعد تحسن الأحوال الجوية، أما حركة الشحن والتفريغ وحركة دخول وخروج الشاحنات والبضائع من وإلى الميناء فتتم بشكل طبيعي.
الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، اضطرت منح طلابها موظفيها وأعضاء هيئة التدريس إجازة، وألغيت كافة الاجتماعات المبكرة والتي كانت مقررة بمؤسسات العاصمة الثانية، ومنها اجتماع وكيل كلية الآداب بأعضاء هيئة التدريس.
ومن جانبه، قال اللواء محمود نافع ـ رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية: إن الهيئة دفعت بـ14 سيارة لشفط مياه الأمطار، وتم توزيعها على مختلف مناطق المحافظة، وخاصة البؤر التي تمثل أماكن لتجمع المياه، لافتاً إلى أن الشركة في حالة تأهب تام وأن الوضع تحت السيطرة، مؤكداً أن كل القيادات بالشركة تتابع الموقف ميدانياً وجاري التعامل مع أي مشكلة بالدفع بالمعدات والسيارات اللازمة.
وأضاف "نافع" الشركة كانت قد استعدت للنوة الحالية التي حذرت منها هيئة الأرصاد الجوية من خلال تطهير الشنايش وتسليكها، وإصلاح بعض المصبات التي تعاني من مشاكل، مؤكداً العمل بكامل طاقتاهم لإزالة أي تجمعات للمياه، وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة.
وأكد اللواء خالد عليوة ـ رئيس هيئة النقل العام بالإسكندرية لـ"الشروق": تم قطع التيار عن عربات الترام "الشعبي" الصفراء بمنطقة محرم بك لارتفاع منسوب مياه الأمطار بالمنطقة، أما ترام الرمل "الأزرق" فتعمل بنفس كفاءتها من الرمل حتى محطة ترام سبورتنج فقط، ثم الباقي يتم استكماله بأتوبيسات هيئة النقل العام نظرًا لوجود مياه، وإن غرفة عمليات الهيئة لم ترصد أية تلفيات في خطوط الترام".
وأعلنت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية عن إعطاء إجازة لجميع الطلاب بالمدارس، بعد قرابة ساعة ونصف من بدء اليوم الدراسي حيث أعلن "محافظ الإسكندرية بالإنابة" الدكتورة سعاد الخولي عن إعطاء إجازة لجميع الطلاب، وأعطت أوامرها برجوع الطلاب من المنازل، بعد أن شهدت مدارس الإسكندرية أعلى نسبة غياب منذ بداية العام الدراسي الجاري، حيث امتنع أولياء الأمور عن ذهاب أبنائهم للمدارس؛ خوفاً من تعرضهم للخطر بعدما شهدت النوة الماضية كوارث راح ضحيتها أطفال.
وعبر أولياء أمور عبر صفحاتهم الخاصة على "فيسبوك" أن قرار إجازة الطلاب جاء متأخرا، حيث قام بعضهم بالفعل بتوصيل أبنائهم للمدارس، وامتنع غالبيتهم عن ذلك، قائلين: إن الكوارث التي تعرضت لها الإسكندرية في نوة "الرياح الصليبية" جعلتهم يتخوفون علي حياة أبنائهم، خاصة من وجود "شنايش مفتوحة وكابلات كهرباء ممكن أن تسبب كوارث.
وكانت الدكتورة سعاد الخولى ـ محافظ الإسكندرية "بالإنابة" قد وجهت منذ بدء الشتاء لقيادات الصرف الصحي بضرورة فتح المصبات البحرية بتسليك الشنايش من جديد وصيانتها وتغيير المتهالك منها، استعدادا لنوة "المكنسة"، مشددة خلال اجتماع موسع قبل الأزمة مع قيادات الصرف الصحي بالإسكندرية، على توزيع السيارات الجديدة التي خصصتها وزارة الإسكان والمرافق على مختلف الأحياء مع مراعاة الأولوية للمناطق المنخفضة التي تتجمع فيها مياه الأمطار.
وشكلت "الخولى" غرفة عمليات دائمة من المسؤولين المعنيين بالصرف الصحي والأحياء والنقل العام والكهرباء وشركة مياه الشرب مستمرة طوال فصل الشتاء لمتابعة الأوضاع أول بأول، محذرة مجددا الأندية البحرية والفنادق والكافيتريات التي تقع على طريق الكورنيش من غلق محابس ومصبات مياه الأمطار أثناء النوات حتى لا تتسبب في غلق الطريق وأن أي منشأة لن تلتزم سيتم غلقها.
ومن جهته صرح اللواء "محمود محي الدين" رئيس الإدارة المركزية لمحافظة الإسكندرية، لـ "الشروق" أن المحافظة تدرس مقترح فصل شبكة المطر عن شبكة الصرف الصحي، وإعادة تشغيل محطات صرف الأمطار، مشيرا إلى أنه جارى إنشاء شبكة أمطار منفصلة، مكلفا بذلك شركة الصرف الصحي لسرعة فصل شبكة المطر عن شبكة الصرف الصحي وإعادة تشغيل محطات الصرف أثناء الشتاء فقط ويتم الصرف على البحر وقناة للمحمودية.
وأشار إلى عمل توسعات اللازمة لشبكات الصرف الصحي حسب تزايد المباني والتزايد السكاني، وإعادة الدراسة الفنية للشنايش المتوفرة والاحتياجات الفعلية وربط مناسيب الأرصفة مع وضع الشنايش وتصميم غطاء الشنايش لسماح مرور المياه فقط دون المخلفات.
عبد العزيز الشناوي قال عبر "فيسبوك": أعتقد من المفروض على الدولة ـ بهذا الشكل ـ إعلان حالة الطوارئ بالإسكندرية، وتعليق العمل والدراسة بالمدارس والجامعات، ودعوة المواطنين لالتزام منازلهم؛ حتى تتمكن الجهات المعنية من مواجهة الأزمة؛ منعا لعدم سقوط ضحايا أو مصابين جدد، فسيول الأمس أشد من الأحد قبل الماضي الذي رحل بسببه ـ محافظ العاصمة الثانية ـ هاني المسيري.
وأخيرا فاطمة شعبان كتبت: بعد أن يأس شعب الإسكندرية من دور الحكومة في إيجاد حل لصرف مياه الشتاء، سكان منطقة سبورتنج يعتمدون على أنفسهم في تسليك بالوعات الصرف بتعليقاتهم على السيول التي حلت بالمحافظة لمدة 12 ساعة "شبه متواصلة"، محمد عثمان "طالب" يقول: "حان وقت تحضير الزعانف كي نواصل الحياة على كوكب الإسكندرية".