لماذا استدعت البوليساريو القادة الأكثر عداء للمغرب لقيادة الجيش؟

آخر تحديث: الخميس 4 نوفمبر 2021 - 5:30 م بتوقيت القاهرة

إلهام عبدالعزيز

نشرت الرئاسة الجزائرية أمس الأربعاء بياناً يفيد بأن ثلاثة رعايا جزائريين تعرضوا للاغتيال في قصف لشاحناتهم أثناء تنقلهم بين نواكشوط وورقلة في إطار حركة مبادلات تجارية عادية بين شعوب المنطقة.

وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا كبيراً منذ سنوات طويلة، أدت مؤخراً لقطع العلاقات بين البلدين وإغلاق المجال الجوي، وعقد مجلس الأمن، منذ أيام، اجتماعاً لبحث الأزمة القائمة، ورفضت الجزائر قرار المجلس، كما قامت جبهة البوليساريو باستدعاء مجموعة الصقور، المعروفة بتاريخها الطويل في محاربة المغرب، إلى الجيش مرة أخرى.

فما السبب وراء إعادة هؤلاء القادة، وماذا تنوي جبهة البوليساريو في صراعها مع المغرب الأيام المقبلة.

حادث الاغتيال
أفاد بيان الرئاسة الجزائرية بأن حادث الاغتيال وقع عندما كان الجزائريون يحتفلون بعيد الثورة، موضحاً أن الضحايا الثلاثة كانوا بصدد نقل شحنات في إطار معاملات تجارية.

وقال موقع "النهار أونلاين" الجزائري، إن الحادث وقع على طريق جبانة على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا، حيث تعرضت شاحنة المواطنين الجزائرين لقصف مغربي همجي"، حسب ما جاء في بيان الرئاسة.

صراع البوليساريو والمغرب
أجرت جبهة البوليساريو عدة مفاوضات مع المغرب منها مفاوضات "مانهاست" لحل مشكلة الصحراء الغربية وإيجاد الطرق لتطبيق قرارات الأمم المتحدة في حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة من الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية المستمر منذ 3 عقود، حسب وكالة فرانس برس.

قرار مجلس الأمن
أصدر مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي، قرارًا جديدًا ينص على تمديد ولاية بعثة "المينورسو" لمدة عام جديد، والدعوة إلى استئناف المفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، بدون شروط مسبقة، من أجل إيجاد حل للنزاع الذي عمر طويلا، طبقاً لتقرير سكاي نيوز العربية.

موقف الطرفين من القرار
رحب المغرب بالقرار الجديد، فيما أكدت جبهة البوليساريو أنها بصدد تقييمه على أن تصدر بياناً في الوقت المناسب، كما أصدرت بياناً يحمل انتقادات لاذعة لنص القرار الذي تم اعتماده بموافقة 13 بلدًا مقابل امتناع تونس وروسيا عن التصويت.

ويدعو القرار إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي ودائم ومقبول للنزاع، كما يدعو المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو إلى استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة وبحسن نية، على أن تكون المفاوضات في شكل موائد مستديرة، بحسب ما ذكرته آر تي العربية.

جناح الصقور
بعد يوم واحد من قرار مجلس الأمن الدولي، الذي دعا طرفي النزاع في الصحراء الغربية، اختارت جبهة البوليساريو فيما يبدو "تصعيد" حربها ضد الجيش المغربي، بعد أن أعلنت رفضها للقرار الأممي، تعيين 19 قيادة جديدة في مؤسستها العسكرية، "من جناح الصقور الأكثر تشدداً داخل الجبهة"، بحسب وصف، الباحث البشير محمد الحسن، معتبراً أن هذه "رسالة واضحة من جبهة البوليساريو أنها جادة بخصوص تصعيد العمليات العسكرية ضد المغرب"، حسب قناة الحره الأمريكية.

محمد أعكيك
من أبرز الذين تم استدعاؤهم في هذه التعيينات الجديدة، محمد الولي أعكيك، ليشغل منصب "رئيس أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي"، وهو من الحرس القديم الذي قاتل ضد قوات المملكة المغربية على مدار 16 عاما، حتى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين في سبتمبر 1991، برعاية الأمم المتحدة.

كما أن المعينين الجدد كانوا قادة ميدانيين خلال سنوات الحرب ولهم خبرة عسكرية ومشهورين بأمجاد وبطولات وكبروا على العمل الميداني المباشر، وبالتالي هذه رسالة واضحة بإطلاق اليد لهذا الجناح بدءاً من التخطيط العسكري وتنفيذ عمليات مباشرة".

نتيجة حتمية
صرح مصدر مسئول لقناة الحرة الأمريكية، بأن جبهة البوليساريو إذا صعدت بالفعل ضد الجيش المغربي، فإنها "يمكن أن تحقق نتائج في النهاية، لأنه لا يوجد أي جيش كلاسيكي في العالم ربح معركة الاستنزاف ضد جيوش تعتمد حرب العصابات والكر والفر، فهذه عقيدة جيش البوليساريو، التي ترى أنها تحقق استنزافاً مادياً وعسكرياً يصعب على أي جيش في العالم.

التوترات الأخيرة
تزايدت التوترات بين الجزائر والمغرب في الأشهر الماضية، بعدما وجهت الجزائر اتهامات مختلفة إلى المغرب، من بينها التجسس على مسؤوليها والتورط في إشعال حرائق الغابات، ولذلك أعلنت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية، طبقاً لشبكة سي إن إن.

جبهة البوليساريو
يذكر أن جبهة البوليساريو أو ما يسمي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، هي حركة صحراوية تأسست في 20 مايو 1973، لتحرير الصحراء الغربية من الاستعمار الإسباني، ثم ما اعتبرته استعمارًا مغربيًا إثر غزوه لها في 1975، وفق تقرير سكاي نيوز العربية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved