هيكل يروي كيف تدخل لمنع تولي شمس بدران رئاسة مصر

آخر تحديث: الجمعة 4 ديسمبر 2020 - 12:40 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري

35 عامًا قضاها الراحل شمس بدران وزير الحربية الأسبق في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، خارج مصر، لم يزر القاهرة ولو مرة واحدة، حيث بقي في لندن، تراوده أحلام العودة إلى القاهرة بين الحين والآخر، التي تركها منذ عام 1975 حتى وفاته الاثنين الماضي، عن عمر ناهز 91 عامًا.

في هذه السطور تستعرض "الشروق" أبرز المحطات في حياة شمس بدران، وكيف كان قريبا من رئاسة مصر بعد النكسة والتنحي، وكيف تدخل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ليقنع الرئيس جمال عبد الناصر بأن شمس بدران ليس الخيار المناسب.

بعد نكسة يونيو كان الرئيس مقتنعاً بضرورة اعتزاله الحياة العامة، كان يؤمن بأن دوره قد انتهى، وكذلك دور ثورة 23 يوليو، حسبما يقول الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه "الانفجار".

ويسرد هيكل تفاصيل ما كان يعتقد به ناصر آنذاك، وما كان يرتب له في شأن انتقال السلطة، واقترح عبد الناصر بتقديم استقالته للأمة، وفي نفس الوقت اقترح أن يكون شمس بدران رئيساً موقتاً للدولة "ريثما يمكن ترتيب الأمور"، حسب هيكل.

وهنا يقول هيكل "إن عبد الناصر كان يظن أن وجود شمس بدران وزير الحربية على رأس الدولة، قد يكون عاملاً قادراً على تفادي احتمال التصادم بين الجيش والجماهير"، وقوبل هذا الاقتراح بموافقة كل من المشير عبد الحكيم عامر، وزكريا محيي الدين وأنور السادات وبالطبع شمس بدران.

وأخبر الرئيس عبد الناصر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بما يدور في رأسه، وطلب منه تجهيز خطاب الاستقالة، حيث يلقيه للأمة في يوم 9 يونيو، وقل هيكل لناصر "سأسهر على الخطاب طوال الليل".

ويحكي هيكل كواليس تقديم خطاب الاستقالة فيقول: "ذهبت الساعة السادسة والنصف صباح الجمعة 9 يونيو، إلى بيت عبد الناصر، أحمل معي مشروع خطاب التنحي، وعندما وصلت سألته عن سبب اختيار شمس بدران تحديدًا، فقال لي إنه يخشى حدوث احتكاك بين الجيش العائد من سيناء وبين الجماهير الغاضبة، فقلت له إن هذه النقطة تستوجب ألا يكون بدران هو الخيار، لأنه أحد المسئولين عما جرى، ولأن هذه المجموعة لم يعد لديها رصيد ثقة عند الناس، وما معنى أن يتم تعيين وزير الحربية وهو مسؤول عن الهزيمة بحجة تجنب صدام بين الجيش والشعب؟ هذا يعني رخصة للقادة المهزومين بحق لهم فوق مشاعر الناس، وأخبرته إذا أصبح الرجل رئيساً لمصر فإن الصدام قادم لا محالة، ولا أظن أن ظروف البلد تحتمله الآن أو غداً..".

وتبادل ناصر الحديث مع هيكل، بشأن من يخلف الرئيس، ليقطع هيكل الصمت الدائر بينهما بسؤال "من أقدم بين الأعضاء الباقين من مجلس قيادة الثورة؟"، وفكر الرئيس لحظة ثم رد: "زكريا محيي الدين"، ليبدي هيكل ارتياحه قبل أن يعقب ناصر قائلًا: "زكريا رجل عاقل وذكي".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved