ليسوا أذكياء فقط.. باحثون يكتشفون صفة جديدة للأطفال المصابين بعسر القراءة

آخر تحديث: الجمعة 4 ديسمبر 2020 - 4:09 م بتوقيت القاهرة

فاطمة قمر الدولة:

يعتبر عسر القراءة، هو نوع شائع من اضطرابات التعلم لدى الأطفال، ويواجه المصاب به صعوبة في قراءة الأحرف، علاوة على صعوبات أخرى تتعلق بالنطق والكتابة، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هناك دراسات أثبتت أن بعض المصابين به يتميزون بذكاء فوق المتوسط، منهم مشاهير ومخترعين أمثال توماس إديسون.

وليس الذكاء فقط من سمات المصابين بعسر القراءة، بل أفادت دراسة جديدة أجراها علماء الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، بأن الأطفال المصابين به يظهرون تفاعلًا عاطفيًا أكبر من الأطفال غير المصابة.

وأوضحت الدراسة، أن الأطفال المصابين بعُسر القراءة أظهروا استجابات فسيولوجية وسلوكية متزايدة عند مقارنتها بالأطفال غير المصابين، وذلك عندما شاهدوا مقاطع فيديو مؤثرة عاطفياً، كما ارتبط هذا التفاعل العاطفي العالي بتواصل أقوى في شبكة بروز الدماغ، وهو نظام يدعم توليد المشاعر والوعي الذاتي.

ووفقا لموقع «ساينس دايلي»، تقول فرجينيا شتورم، أستاذ في علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، إن هناك حكايات تفيد بأن بعض الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة لديهم ذكاء اجتماعي وعاطفي أكبر، كما أثبتت بعض الأبحاث أن عسر القراءة يعتبر مرتبطا بنقاط القوة والضعف لدى المصابين به.

وطبق الباحثون الدراسة على 32 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا لديهم الأعراض المعروفة لاضطراب عسر القراءة، كما شارك 22 طفلاً غير مصابين به، واختبر فريق البحث الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة للتأكد من أنهم جميعًا مصابين به، وتقييم فهمهم للمصطلحات العاطفية وقياس أدائهم في مجموعة من الاختبارات المعرفية، كما أجاب الأطفال والآباء على الاستبيانات المتعلقة بصحتهم العاطفية والعقلية.

وزود الباحثون الأطفال بأجهزة استشعار لمراقبة التنفس، وقياس معدل ضربات القلب، وتم تصوير تعابير وجوههم أثناء مشاهدتهم مقاطع أفلام قصيرة مصممة لإثارة مشاعر إيجابية وسلبية محددة مثل التسلية والاشمئزاز، على سبيل المثال، "شاهدوا طفلاً يضحك وامرأة على وشك التقيؤ".

واكتشف الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، أظهروا سلوكًا عاطفيًا أكبر في الوجه وكانوا أكثر تفاعلًا من الناحية الفسيولوجية أثناء مشاهدة مقاطع الفيلم، مقارنة بالأطفال غير المصابين، كما كان لديهم تعبيرات وجه عاطفية أقوى، ويتمتعون بمهارات اجتماعية أكبر تم الإبلاغ عنها من قبل الوالدين.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن العديد من الأطفال المصابين بعُسر القراءة، قد يمتلكون نقاط قوة حول الفطنة الاجتماعية، لأن الاستجابات العاطفية القوية يمكن أن تكون عنصرًا أساسيًا في العلاقات الاجتماعية الناجحة، كما أفاد بعض البالغين الذين يعانون من عسر القراءة بأنهم نجحوا في اجتياز المدرسة من خلال جذب انتباه معلميهم، وتفيد هذه الصفة في تكوين روابط اجتماعية لدى الأطفال المصابين بعسر القراءة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved