المرأة غير السوية.. كيف حاور مفيد فوزي الأديب نجيب محفوظ؟

آخر تحديث: الأحد 4 ديسمبر 2022 - 1:27 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

توفي صباح اليوم الأحد، الإعلامي الكبير مفيد فوزي، بعد معاناته من مشكلة صحية خلال الفترة الماضية.

ويعد اسم الإعلامي المصري مفيد فوزي أحد العلامات البارزة في مجال الصحافة والتليفزيون في مصر والوطن العربي، لِما له من تاريخ طويل بدءه كمُعد برامج تلفزيونية في ماسبيرو، مروراً بكثير من البرامج واللقاءات التلفزيونية المهمة مع رموز الفن المصري.

مفيد فوزي سعد، ولد عام 1933 في محافظة بني سويف، ووالده كان موظفاً في وزارة الصحة، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة 1959 تميز في عمله الصحفي وكان من أوائل من أعدوا للبرامج التلفزيونية في مصر وظهور الصحافة التلفزيونية ومن أشهر برامجه "حديث المدينة الذي حقق نجاحاً باهراً فقد أجرى فيه حوارات وتحقيقات مع أهم الشخصيات على مستوى العالم العربي وقد تدرج في العمل الصحفي فبدأ في مؤسسة روزاليوسف حتى عين رئيساً لأحد إصداراتها وهي مجلة صباح الخير.

أجرى فوزي عدداً ضخماً من الحوارات الصحفية والإعلامية مع أسماء مهمة في عالم السياسية والفن والأدب المصري والعربي، ومن الحوارات المهمة التي نتذكرها في هذه السطور، حديثه مع الأديب العالمي نجيب محفوظ.

ومن المعروف عن فوزي أسئلته الاستفزازية أو التي يمكن وصفها بـ"المحركة للضيف لكي يكون أكثر انفتاحاً وحديثاً" لذلك بدأ أسئلته لمحفوظ بسؤال "قال بطرس غالي إن النجاح ليس مفاجأة لذلك هل صحيح حصولك على جايزة نوبل لم يكن بنسبة لك مفاجأة؟"، ولكن رد محفوظ كان دبلوماسياً: "كلامه صحيح في حد ذاته لكن بنسبة لي مفاجأة لأني كنت أعتبر نوبل ليست لنا".

كما حاوره في نقاط خاصة عن رؤيته للاشتراكية وعن رأيه في تفكير أبناء جيله في الحصول على نوبل وثقتهم في الحصول عليها، ولكن رد نجيب كان: "أبناء جيل يوليو هم من كانوا يفكرون في نوبل أكثر، لأن الثورة في أيام إنجازاتها وإيجابيتها أعطتنا إحساسا أكبر من حجمنا، أنا بقيت أقول إحنا بقينا دولة عظمى، عبدالناصر أعطانا هذا الإحساس في الفترة الإيجابية".

كان يميل مفيد لاستخدام المصطلحات العربية الفصحى والتشبيهات والاستعارات الجمالية في حديثه، لذلك وصف محفوظ خلال الحوار أنه متواضعاً مثل العشب، وقال له: "أشعر أنك تملك تواضع العشب"، واستقبل محفوظ الجملة بهدوء.

تحدث فوزي عن المرأة في أدب نجيب محفوظ مستخدماً أسلوبه في الوصف: "المرأة السوية تظهر في أدبك كالشبح هلامية والمرأة غير السوية تبدو نابضة وحية وربما أحياناً تتحول إلى رمز، رغم أنك محافظ في حياتك الخاصة كإنسان ولكن لماذا المرأة غير السوية الأكثر شيوعاً في أدبك؟".

وكان رد محفوظ: "لما تستعرض أدبي وتعمل إحصائية سوف تجد الأسوياء من النساء كتير جداً ولكن المنحرفات هن على الهامش ولكن أثرهم جاء من السينما، لأنها أثرت بالشكل دا، على الرغم من أن في الرواية قد تكون العالمة لم تحصد 10 صفحات، والمرأة السوية شيء طبيعي في الحياة ولا تلفت النظر من شيوعه لكن ينتبه الشخص عندما نقول مرأة قتلت زوجها لأن الانحراف له جاذبية للخيال الإنساني لأنه مؤثر وملفت للنظر".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved