خبير سويسرى فى شئون الشرق الأوسط لـ«الشروق»: حفتر الخيار الأمثل لقيادة ليبيا.. وعلى الغرب تغيير سياسته

آخر تحديث: الأحد 5 مارس 2017 - 9:41 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ هايدى صبرى:

- إيمانويل جاك: إدارة ترامب لا تملك رؤية لتسوية عادلة للصراع الفلسطينى الإسرائيلى.. وحل الدولتين صعب التحقيق

- الإدارة الأمريكية لن تنتهج سياسة متشددة حيال النظام السورى.. وروسيا عززت نفوذها فى الشرق الأوسط على أنقاض الوجود الأمريكى

- مبيعات الأسلحة لدول الشرق الأوسط أدت فى النهاية لتعزيز قوة الجماعات الإرهابية.. ومواجهة «داعش» نقطة التقاء ترامب وبوتين والأسد
قال الخبير السياسى السويسرى، جيل إيمانويل جاك، إن المشير خليفة حفتر هو الخيار الأمثل لقيادة ليبيا، مضيفا إن إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لا تملك خطة جديدة لحل عادل ومنصف للصراع الإسرائيلى الفلسطينى، ولن تنتهج سياسة متشددة حيال الرئيس السورى بشار الأسد.

وفى حوار لـ«الشروق» عبر البريد الإلكترونى، أوضح الخبير فى شئون الشرق الأوسط، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، أنه «من الصعب جدا حل الأزمة الليبية فى الوقت الراهن فى ظل وجود مجموعات إرهابية مسلحة على الأرض بينها تنظيم (داعش)».

وأضاف أن «حكومة الوفاق الوطنى المعترف بها دوليا لا تملك وجودا حقيقيا فى البلاد، فى الوقت الذى يسيطر فيه الجنرال حفتر على شرق البلاد بطريقة محكمة، لذلك أرى أنه الخيار الأمثل لقيادة البلاد لقدرته على توحيد الفرقاء الليبيين».
ومضى قائلا: «يجب على الدول الأوروبية والولايات المتحدة تغيير سياستها بشأن القضية الليبية، ودعم حفتر بدلا من السراج».

عن الأزمة السورية، قال إيمانويل جاك إن إدارة الأمريكية الجديدة لم تطالب صراحة برحيل الأسد، وتعهدت بالتعاون مع روسيا ضد «داعش»، ومن غير المحتمل أن يعتمد ترامب سياسة متشددة حيال حكومة دمشق.

إلا أنه عاد وقال إن العديد من قيادات وزارة الدفاع والجيش الأمريكى، لا يزالون يعارضون نظام الأسد بسبب تحالفها مع روسيا وإيران، مضيفا أن تحرك الإدارة الأمريكية ضد النظام السورى سيكون مرهونا بتهديده للمصالح الإسرائيلية.
ولفت إلى أن الحرب ضد تنظيم «داعش» ستكون نقطة التقاء رؤساء الولايات المتحدة وروسيا وسوريا.

وفيما يتعلق بسيناريوهات الأزمة، قال إنه هناك عدة سيناريوهات محتملة فى المستقبل، أولها حسم حكومة الأسد الحرب تمام، لكنها ستضطر لإدماج بعض قوى المعارضة فى النظام لمواجهة الضغوط الخارجية.

أما السيناريو الثانى، حسب الخبير السويسرى، فيتمثل فى إقامة دولة فيدرالية فى سوريا، ويتيح هذا الخيار البلدان الغربية والخليجية للحد من نفوذ الروسى والإيرانى فى المنطقة. وذكر أن الولايات المتحدة، وتركيا، وإسرائيل، ودول الخليج، يستوعبون جيدا أن الانتصار العسكرى على قوات الجيش السورى وحزب الله والقوات الايرانية والروسية صعبا للغاية، مما يضطر هذه الدول إلى تقسيم البلاد لمناطق نفوذ للنظام والمعارضة فى اطار دولة فيدرالية.

وتحدث إيمانويل جاك عن الدور الروسى فى الشرق الأوسط، حيث قال إنه «فى الوقت الذى انخفضت فيه شعبية الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط منذ غزو العراق فى عام 2003، ويزداد التشكيك فى قيادتها، أصبحت روسيا لاعبا أساسيا فى المنطقة ويزداد نفوذها فيها، خصوصا أنها لا تمارس سياسة الكيل بمكيالين».

وأوضح أن الحكومة العراقية تقربت إلى الكرملين فى الفترة الماضية، ما أثار استياء كبيرا فى واشنطن، كما أبرمت موسكو وبغداد ودمشق وطهران اتفاقا فى سبتمبر لتبادل المعلومات والتعاون فى الحرب ضد «داعش»، واستقبلت القيادة الروسية حفتر فى يناير الماضى، وعززت علاقاتها مع مصر والمغرب وتحافظ على علاقات جيدة مع الجزائر، وهذه كلها ملامح النفوذ الروسى فى المنطقة.

ثم انتقل الخبير السويسرى للحديث عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. وقال فى هذا الإطار «أرى أن حل الدولتين صعب التحقيق فى ظل إدارة ترامب بسب موقفها من المطالب الفلسطينية، ودعمها لحكومة بنيامين نتنياهو»، مضيفا أن «ادارة ترامب لا تملك نهجا جديدا لحل الصراع الإسرائيلى ــ الفلسطينى بطريقة عادلة ومنصفة».

وتابع أن حل الدولتين هو الهدف الأصلى لعملية السلام، إلا أنه فى ظل السياق الإقليمى، والوضع السياسى فى إسرائيل فإن هذا الإحتمال شبه مستحيل، بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية المستمر الإلتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، فضلا عن إستمرار سياسة الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية، ومن المستبعد أيضا أن توافق الحكومة الاسرائيلية على تفكيك جميع المستوطنات غير القانونية فى الأراضى الفلسطينية.

أما فيما يتعلق بالتقارير التى تتحدث عن تقاربا روسيا أمريكيا فى عهد ترامب، قال إيمانويل جاك إنه «من المرجح أن شهر العسل بين الرئيس الأمريكى ونظيره الروسى انتهي«، موضحا أن رؤية ترامب للتقارب مع روسيا لم تتجاوز حدود الخطابات، والإدارة الأمريكية لا تملك أى رؤية ملموسة للتقارب مع روسيا.

وتابع أن التعامل الأمريكى مع روسيا سيكون «محدودا للغاية، لاسيما بعد إقالة مستشار الأمن القومى، مايكل فلين، على خلفية تسريبات عن لقاءاته مع مسئولين روس.

وردا على سؤال حول السياسة الفرنسية فى الشرق الأوسط بعد نهاية ولاية الرئيس فرانسوا أولاند، قال الخبير السويسرى، إنها ستعتمد بالتأكيد على توجهات الرئيس الجديد، وبصفة عامة يميل معظم مرشحى اليسار والوسط مثل بنوا آمون، وإيمانويل ماكرون، إلى تعزيز الدور الفرنسى فى الشرق الأوسط، وهى السياسة التى ينتهجها الرئيس الحالى.

فى حين أن مرشحين آخرين مثل جان لوك ميلانشون (يسار)، فرانسوا فيون (اليمينى) ومارين لوبن (اليمين المتطرف)، يرغبون فى العودة إلى سياسة خارجية أكثر استقلالا ومماثلة للتى نفذت فى الماضى فى عهد الجنرال شارل ديجول، ويميلون للتعاون مع حكومة بشار والتقارب مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وكثيرا ما ينتقدون نفوذ قطر والسعودية فى الشرق الأوسط وتأثيرهما على الإرادة الفرنسية.

وعن الزيادة الكبيرة فى مبيعات السلاح للشرق الأوسط، قال إن الحرب الليبية والسورية واليمنية أدت فعلا إلى طفرة وإنتعاش فى مبيعات الأسلحة إلى الشرق الأوسط. واستوردت السعودية، والأردن، والإمارات وتركيا خلال العامين 2015 إلى 2016 آلاف الأطنان من الأسلحة من دول شرق أوروبا، وقدمت هذه الأسلحة إلى المتمردين السوريين والقوات التى تقاتل فى ليبيا واليمن. وتسببت هذه الأسلحة فى تفاقم الصراع بهذه البلدان، وعززت من قوى الإرهابيين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved