قصة طبيب مصري احترف الشعر في 2014 ففاز بمسابقة أمير الشعراء 2019
آخر تحديث: الجمعة 5 أبريل 2019 - 1:23 م بتوقيت القاهرة
منال الوراقي
طفل لم يتخط الثامنة من العمر، يجلس في مقعده بصفه الثالث الابتدائي منشغلاً عن درس اللغة العربية، يُسطر كلماته في كراسته، لتلاحظه معلمته فتسأله ماذا تفعل؟ ليرد بعفوية "بكتب شعر" ما لبث أن أعجبها فاحتضنته، هكذا بدأت رحلة مبارك سيد أحمد، الفائز بالمركز الثالث في المسابقة الدولية أمير الشعراء.
بدأ حب مبارك البالغ من العمر 36 عامًا، وشغفه بالشعر منذ حداثة عمره، فكان يكتب شعر عامي وفصحي، دون الغوص في تعلم علم العروض والبحور الشعرية، "فكان شعرا بالسليقة، وليس موزوناً جداً"، حتى أهمله في بداية مرحلته الجامعية، حينما انشغل بدراسته في كلية الطب البيطري، جامعة جنوب الوادي، قبل أن يتخرج في عام 2005، ويقضي فترة تجنيده بالجيش، ويذهب للعمل كطبيب بيطري بالسعودية.
ظل مبارك منشغل عن شعره، حتى 17 أبريل 2014 حينما قرأ قصيدة شعرية، أثناء تصفحه موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "كانت جميلة ورائعة، حسيت وقتها أد إيه أهملت حلمي وموهبتي، فقررت من وقتها أن أرجع لكتابة أشعاري، وأفتش عن ذاتي وحلمي القديم".
"تذكرت كلام معلمتي، عندما قالت لي ستكون شاعر كبير، فرجعت تاني لكتابة أشعاري، ولكن بنضج أكثر، بدأت أقرأ في علم العروض وأتقنته، وأجدت الأوزان والبحور الشعرية، وكتبت مجموعتين شعريتين"، قالها الشاعر مبارك ابن قرية الشرق بهجورة بمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، مشيرا إلى أنه أصدر أول ديوان شعري له بعنوان "ولدت فيك"، بعد عودته لمصر منذ ما يقرب من عام.
يحكي مبارك كيف احتفى معلمون قرية الشرق به: "أول ما أصدرت ديواني الأول، اتفق مدرسيني في المراحل الابتدائية والإعدادية، وأقاموا لي حفلا كبيرا جدا، حضره كل أهل القرية".
حفاوة الأهل دفعت مبارك لخوض مسابقة أمير الشعراء الدولية 2019 بدبي لينضم للموسم الثامن ويحقق المفاجأة بقصيدته "مختصر العبارة".
"تكريم أهلي ومدرسيني كان دافعًا كبيرًا لي أن أكمل، وكان في داخلي إحساس بالعرفان والامتنان، كان لازم أرد الجميل للناس اللي وقفوا جنبي وساندوني، أرفع راسهم وأوصل اسمهم واسم الشرق بهجورة للعالم كله، علشان كده قررت أقدم في المسابقة" يقول مبارك.
يوم الثلاثاء الماضي، تحقق حلم الطبيب باقتناص المركز الثالث من ضمن مائة وخمسون شاعر، وتسلمه جائزة مالية قدرها 300 ألف درهم إماراتي، من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي.
لم ينس الطبيب الشاعر، مساندة أسرته وأهل قريته لموهبته، فكال لهم المديح في كلمته بعد نجاحه في الفوز بالمسابقة بعد أقل من 5 سنوات لاحترافه الشعر.