خبير يوضح أضرار استخدام الأشعة فوق البنفسجية لمكافحة كورونا: تشوي الناس

آخر تحديث: الأحد 5 أبريل 2020 - 1:56 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد:

يقول دان أرنولد، الذي يعمل بشركة "يو في لايت فارماسوتيكال" لتوفير تقنية الأشعة فوق البنفسجية لمستشفيات ومصانع بريطانيا، إنه يتلقى طلبات غريبة من زبائن غير معتادين مثل مُلاك المحال التجارية، على أجهزة الأشعة فوق البنفسجية؛ لتعقيم زوار محالهم، وأضاف في ذهول: "أراه حلا مناسبا لشواء الناس!".

وتستعرض قناة "بي بي سي" البريطانية، أسباب ضرر وعدم جدوى استخدام الأشعة فوق البنفسجية لمكافحة كورونا، والتي كثرت الشائعات عن أهميتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت انتشارا لدرجة أن تقوم جامعة في تايلاند بعمل نفق مليء بتلك الأشعة بمدخل الجامعة لتعقيم الطلاب.

وقسمت القناة في تقريرها الأشعة فوق البنفسجية لـ3 أنواع (UV A، وUV B، وUV C).

والنوع "A"، فهو يشكل أغلب أشعة الشمس التي تصل إلى الأرض، وتتعمق داخل جلد الإنسان وتسبب 80% من أنواع التجاعيد المختلفة، والنوع "B" يخرب الـ"DNA" في الجلد ويسبب حروق الشمس وسرطان الجلد أيضا، بينما أثبتت دراسات حديثة أن النوع الأول من تلك الأشعة يسبب السرطان كذلك.

والنوع الثالث "C"، وهو أخطرهم؛ لأنه ذو موجات قصيرة وقوية، ولحسن الحظ فطبقة الأوزون تمنع وصوله للأرض واحتكاكه بالجل،د ولكن ذلك كان قبل اكتشاف قدرته على قتل المكروبات عام 1978، ليستخدم منذ حينها في تعقيم المياه والمستشفيات والمصانع وغيرها، وليجد طريقه لجلد الإنسان.

وبما أن دراسة سابقة أظهرت أن نوع الأشعة "C" قادر على تخريب سلسلة الحمض النووي لسارس، وهو قريب "كوفيد 19"، ويمنعه من التكاثر، بدأت موجة عنيفة من استخدام تلك الأشعة الضارة ليتم بها تعقيم مواقف حافلات الصين، وتنتشر الروبوتات لتعقم بها أرضيات المستشفيات وحتى البنوك تستخدمها لتعقيم أموالها.

وتزامن ذلك مع تحقيق أرباح طائلة للشركات المنتجة لتلك الأشعة، إذ يقول أرنولد إن شركته لم يعد لديها مخزون من الأشعة جراء الطلب المرتفع.

ويقول أرنولد عن تلك الأشعة "C" المستخدمة في التعقيم، إنه لا يجب على أحد تعريض نفسه مباشرة لها، فبينما قد يصاب الإنسان بحروق الجلد جراء التعرض للأشعة "B" الموجودة في الشمس لساعات، فإن البقاء لثوانٍ تحت الأشعة "C" كافي لإحداث الحروق، وأما بالنسبة للعينين فبينما يؤلم العينين تأثير أشعة الشمس لوقت طويل، فإن الأشعة "C" تقوم بـ10 أضعاف ذلك التأثير بثوانٍ معدودة.

ويضيف أرنولد أن التعرض لتلك الأنواع من الأشعة يلزمه أدوات خاصة، وطاقم طبي مدرب للإشراف على ذلك، على عكس ما يحدث من نشر أجهزة تلك الأشعة بالمرافق العامة كالمحال والطرقات.

وأما عن إذا ما أراد أحد الاكتفاء بالأشعة "A" أو "B" الموجودة في الشمس في التعقيم، فيقول التقرير إن تلك الأشعة تنفع للتعقيم ولكنها غير فعالة لعدة أسباب، وهي:

أولا: لا يعرف كم تحتاج من الوقت لتقتل كورونا، فأشعة الشمس عندما تستخدم لتعقيم المياه من البكتيريا -بحسب منظمة الصحة العالمية- فهي تحتاج لـ6 ساعات؛ وذلك لتفاعلها مع الأكسجين المذاب بالماء، وأما عن الأسطح الصلبة فهي تحتاج لوقت أطول من الـ6 ساعات بكثير.

وقد أجريت دراسة عن تأثير الأشعة "A" على فيروس سارس قريب (كوفيد 19) لمدة ربع ساعة، فلم يوجد لها أثر يذكر.

وبضرب المثل علي فيروس الإنفلونزا العادية، فإن إحدى الدراسات أثبتت أن تعريضها للشمس ليس حلا مجديا، فعندما يأتي موسم حرائق الغابات بالبرازيل تزداد حالات الإصابة بالمرض؛ وذلك لاحتجاب أشعة الشمس، ما يعني أن كل المناطق على وجه الأرض لا تتعرض للقدر نفسه من أشعة الشمس، ولذلك لن يكون الاعتماد على الشمس لمكافحة كورونا مجديا.

وأثبتت دراسة أخرى أن أشعة الشمس أقل كفاءة في التعامل مع الفيروسات على الأسطح الصلبة، ويكون لها تأثير فقط إذا واجهت الفيروس في الهواء.

وأخيرا أكد التقرير أن استخدام أي نوع من الأشعة فوق البنفسجية سواء لمحاربة كورونا أو غيره، سيكون له الأثر السيء على الجلد البشري، وغير ذلك، فعندما يصاب الشخص بكورونا، فليس للأشعة أي سبيل لإنقاذه.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved